«التوافق الوطنيّ» التقى برّي و«الوطنيّ الحر»: المُراهنون على «إسرائيل» لفرضِ شروطِهم واهمون
استقبلَ رئيسُ مجلس النوّاب نبيه برّي، أمس في مقرِّ الرئاسة الثانية في عين التينة وفداً من تكتُّل «التوافق الوطنيّ النيابيّ»، ضمَ النوّاب: فيصل كرامي، حسن مراد، عدنان طرابلسي ومحمد يحيى، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامّة والمستجدَّات السياسيّة وشؤوناً تشريعيّة.
وبعد اللقاء تحدّثَ باسمِ «التكتُّل» النائب يحيى، فقال «رأيُنا ورأيُ الرئيس برّي ونحن نحترمُ رأيه، أنّنا لا نستطيعُ أن نصلَ إلى انتخابِ رئيسٍ للجمهوريّة إلاَّ بالحوار».
وأضاف «لقد فهمنا من دولة الرئيس أنَّ بعضَ الكتل وبعضَّ النوّاب المنفردين ومن خلال اللقاءات والتحاور، استطاعوا التوصُّلَ إلى نتيجة والتراجع عن المطالب السابقة والقبول تقريباً بالحوار. نتمنّى أن تكونَ النيّاتُ صافيةً لأنّنا فهمنا أنَّ بعضَ الكتل ومنها كتلة «التيّار الوطنيّ الحرّ» والنائب جبران باسيل الذي التقيناه، لديهم النيّة للمشاركة بالحوار أو التشاور نتمنّى من كلّ الكتل أن تُلبّي هذا المطلَب».
ورأى أنَّ «منَ الطبيعيّ وفقاً للقانون والأصول أن يديرَ رئيسُ مجلس النوّاب هذا الحوار في المجلس النيابيّ».
وكان أعضاءُ تكتُّل «التوافق الوطنيّ» كرامي و مراد وطرابلسي ويحيى، التقوا في منزل الرئيس الراحل عمر كرامي في بيروت، النوّابَ باسيل و جيمي جبّور وشربل مارون، في حضور مستشاريّ كرامي عثمان مجذوب وعلاء جليلاتي وعضو المكتب السياسيّ في جمعيّة «المشاريع» أحمد دباغ ومستشار مراد أحمد حسن.
بعد اللقاء، قال كرامي «رحّبنا بمعالي الوزير جبران باسيل في منزله، وكانت جولةُ أفكارٍ حولَ المخارج المقترحة من قبله، ونحن تلقيّنا هذه الأفكار بإيجابيّةٍ وودٍّ واحترام، لما يمثّله معالي الوزير و»التيّار الوطنيّ الحرّ» على الساحةِ الوطنيّة والساحة المسيحيّة. لذلك علينا أن نُبقي خطوطَ التواصل مفتوحة، لكي نستطيع أن نخرجَ من هذه الأزمة الرئاسيّة التي هي مفتاحُ كلّ الحلول وليست هي الحلّ .»
أضاف «كان هناك تقدير لحجم الأزمة سواء الأمنيّة أو الماليّة أو الاقتصاديّة وانعكاساتها على البلد، ونحن مقتنعون بأنّنا بحاجة إلى رئيسِ جمهوريّة، وهناك الكثير من الأفكار التي تُطرَح في لبنان لها علاقة بالحوار أوالتشاور، إن كان من الخماسيّة أو من كتل نيابيّة، ونحنُ أيضاً منفتحون ونريدُ حلاًّ، نحنُ من دعاة الحوار، ومنذُ اللحظةِ الأولى قلنا إنّنا مع الحوار، ونحنُ نصرُّ على أنَّ المدخلَ الوحيدَ لحلّ هذه الأزمة هو الحوار والتشاور».
وأكّدَ أنّ ما طرحَه الرئيس برّي واضح «وهو خارطة طريق نوافق عليها ونذهب إلى الحوار بانفتاح ومن دونِ شروطٍ مسبَقة لكي نجدَ حلاًّ لهذا الموضوع. أمّا من يراهنون بأنه في مكان ما إسرائيل ستنتصرُ في هذه الحرب وقد يفرضون شروطهم، فإنَّنا نقولُ لهم بأنّ هذا وهم ولن يحصل، لأنَّ لبنانَ فيه توازنات وتركيبات معيّنة، ولن يمشي الحال إلاّ إذا توافقنا نحن كل المكونات اللبنانيّة في ما بيننا، ونخرجُ بصيغة تُرضي الجميع وتحكمُ هذا البلد بما يُرضي الله ويرضينا».
من جهته، قال باسيل «اتفقنا في هذا اللقاء على عددٍ من الأمور أذكر منها أولاً، أنَّ الفراغَ مؤذٍ للبلد، واستمراره يهدد بأخطار إضافيّة، وبالتالي لا مصلحة في استمراره. ثانياً، أن لا حلَّ إلا بأن نتفاهم ونتوافق على رئيس وغير ذلك لا أحد يستطيع إيصال رئيس، هذا مُعطى واضح وأيّ رهان على تغييره يعني إبقاء الفراغ. ثالثاً، والأهمّ هو أنَّ أيّ رهان على ربحِ أحد على الآخر هو فشلٌ المرحلة المُقب، لأنَّ لا أحدَ استطاعَ أن يحكمَ البلد من خلال إقصاء الآخرين. لذا فلنذهب بسرعة ونتفاهم على رئيسِ جمهوريّة توافقيّ يؤمّن ما كنّا نطرحُه».
لقاء الأحزاب
على صعيدٍ آخر، استقبلَ كرامي هيئة تنسيق لقاء الأحزاب الوطنيّة التي تضمُّ الوزير السابق محمود قماطي، شاكر البرجاوي، أحمد مرعي، علي غريب، علي ضاهر، مهدي مصطفى، رمزي دسوم، علي عبد الله ومحمد المهتار، في حضور مستشاريّ كرامي عثمان مجذوب وعلاء جليلاتي، الذين يزورون كرامي لمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين لاستشهاد الرئيس رشيد كرامي متضامنين ومواسين.
كما جرى البحثُ، وفقَ بيانٍ «في آخر الأمور والمستجدّة سياسيّاً واجتماعيّاً في لبنان وفي المنطقة، وخصوصاً لجهة الحرب الدائرة في فلسطين المحتلّة وجنوب لبنان حيث يسطرُ المقاومون بطولات كبيرة لم يشهدها الصراعُ العربيّ – الاسرائيليّ في تاريخه».