أخيرة

دبوس

الإمساك بالجليل…

 

كريات شمونة ونهاريا، ان تمكّنّا من الإمساك بهاتين المدينتين اللتين يبلغ تعداد سكانهما ما يربو على الـ 100 ألف نسمة فسنوقف بالضربة القاضية نهج العدو الإجرامي في استهداف المدنيين مع سبق الإصرار والترصد، لن يساورني شك بأنّ هذه المقدرة على الإمساك بالجليل متاحة، فالوعد الصادق أبلغنا بذلك، ونحن نقدّس وعوده…

الوقت الآن هو الأنسب، فالرضوان والعباس يتحرّقان  شوقاً للاندفاع الى تلقين هذا العدو المجرم، الدرس المناسب، والذي سيطيح بوجوده في الطريق إلى الهزيمة المطلقة، أتكهّن بأنّ ضربة تنسيقية ثلاثية ستنطلق قريباً في وقت واحد ونحو هدف واحد في عمق قلب العدو، من الشمال ومن الشرق ومن الجنوب، لتلقين هذا العدو الجبان درساً أوليّاً يستتبعه جهوزية في أعلى مراتبها لأيّ تصعيد قد يرقى الى مستوى الحرب الشاملة، فنتنياهو يحاول ان يبدو بطلاً يأتي بالأعاجيب في اشتباكه مع عدة جبهات وهو يصول ويجول ويوجه الضربات في مشهد يسترضي من خلاله الإعجاب من حلفائه من الغرب والأعراب، وهو يرتكب بذلك حماقةً أخرى تضاف الى سلسلة حماقاته التي ستودي به وبكيانه الى مجاهيل الزوال،

فالحرب لا تؤتى بمثل هذا الاستخفاف والخفة، والتناول التظاهري إرضاءً للغرائز والرغبات الطارئة، الحرب هي أكثر ما في الحياة جديّةً، ولا تؤخذ إلّا بالحساب الدقيق والتقويم العميق، لأنها قد يترتب على الاستهانة بقراراتها مصائر أمم وشعوب، العدو يريد ان يتعابث في منطقة الوعي الجمعي بالمشهد، فتارة يقصف الحديدة لإحداث أكثر ما يمكن من الحرائق والدخان، وتارةً أخرى ضربة في الضاحية الجنوبية، ومشهد طوابق البناء منهارةً واحدةً فوق الأخرى، والضحايا جلّهم من الأطفال حتى يستفز الوعي الجمعي، بأن ما يحدث في غزة قد يحدث الآن في بيروت، فلنمسك الجليل بالجغرافيا والديموغرافيا…

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى