أميركا تحشد لتحالف عربي ـ «إسرائيلي» ضد إيران
كشفت «وول ستريت جورنال» عن مباحثات تدور بين إدارة الرئيس دونالد ترامب وإدارات عدد من الدول العربية، لحشد حلف عسكري معاد لإيران، يزود «إسرائيل» بالمعلومات الاستخباراتية. وردت الخارجیة الإیرانیة على تصريحات الرئیس الأميركي ورئیس الوزراء «الإسرائيلي»، بأن «الترسانة النوویة للكیان الصهیوني أكبر تهدید للسلام والأمن الاقلیمي والعالمي». وأن لا مكان للسلاح النووي في العقيدة العسكریة الإيرانية.
وأشارت الصحيفة الأميركية، نقلا عن مصادر حكومية عربية، إلى أن التحالف المحتمل سيضم بلدانا بينها السعودية والإمارات ومصر والأردن. على أن تلتحق به دول عربية أخرى، في وقت لاحق.
وذكرت الصحيفة، أن الحلف المنتظر سوف يقوم، على غرار «الناتو» من حيث مبدأ الدفاع المشترك، الذي يعتبر الاعتداء على أي بلد عضو فيه، اعتداء على الحلف ككل. وأن العمل مستمر في الوقت الراهن على صياغة النظام الداخلي لهذا الحلف.
وفي تعليق على ما نشرته الصحيفة الأميركية، اعتبر الخبير العسكري الروسي إيغور كوروتشينكو، أن التحالف الأميركي العربي، الذي بات يلوح في الأفق، سوف يمثل، إذا ما تم حشده، خطرا كبيرا سيتهدد الأمن في الشرق الأوسط والعالم.
وقال: لا أرى أي مبرر يسوّغ حشد هذا التحالفات ضد إيران، نظرا لأنها لا تهدد أي أحد، بل تعمل على مكافحة الإرهاب وملتزمة بالاتفاق النووي معها. معيدا إلى الأذهان التصريحات السلبية، بل العدوانية، الصادرة عن عدد من المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي ترامب، تجاه إيران والاتفاق النووي معها.
وأضاف: لا يمكن اعتبار هذه الخطوة بناءة، لاسيما وأن إيران منخرطة، في الوقت الراهن، في التسوية السورية. وتعمل على حشد جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب الدولي، ناهيك عن أن عقد الأحلاف بمشاركة أميركية ضدها في المنطقة، لا يتسق مع القانون الدولي ويتعارض مع الوضع الإقليمي عموما.
ورجح كوروتشينكو، أن تخضع عملية تبادل المعلومات الاستخبارية بين بلدان المنطقة والولايات المتحدة، لرقابة الاستخبارات الأميركية. وذلك بموجب اتفاقات أمنية قد تعقد بين واشنطن والرياض وغيرهما. مستبعدا تزويد «إسرائيل» بهذه المعلومات. وقال: لا أرجح تسليم السعودية أي معلومات استخبارية لـ«إسرائيل» حتى لو كانت ضد إيران. كما أستبعد تسليم الرياض بيانات كهذه، حتى للولايات المتحدة نفسها. هناك الكثير من النقاط الخلافية ولن تقدم الولايات المتحدة هي الأخرى، على استقاء المعلومات من حلفائها العرب وتسليمها لـ«إسرائيل»، لأن العرب لن يرحبوا بهذا الأمر على الإطلاق.
من ناحية ثانية، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجیة الایرانیة بهرام قاسمي، على موقع «تلیغرام» أمس: إن هذه التصریحات لا تحوي أي مواضیع جدیدة، ماعدا تكرار المزاعم الواهیة عدیمة القیمة، حول البرنامج النووي السلمي الایراني. واعتبر أن تكرارهذه المزاعم، یأتي فیما أیدت المنظمة الدولیة للطاقة النوویة، في تقاریرها، سلمیة البرنامج النووي الإیراني «الحقیقة التي تكرّر تاییدها من جانب مختلف الدول ایضا».
أضاف: إن الحقیقة المرة، هي أن تكرار هذه التصریحات، یأتي على لسان الكیان الذي لم یسبق له أن التزم بأي قوانین أو ضوابط دولیة. ویمتلك المئات من الرؤوس في ترسانته النوویة، ليشكل أكبر تهدید ضد السلام والأمن فی منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وأردف: إأن سجل الكیان الصهیوني الحافل بالجرائم ضد الانسانیة وضد الشعب الفلسطيني المظلوم والدول المجاورة الأخرى، مدرج في العدید من تقاریر الأمم المتحدة.
وأكد قاسمي أن السلاح النووي وانطلاقا من العقائد الدینیة المطابقة لفتوى قائد الثورة الإسلامیة، أنه لا ولن یوجد له مكان فی العقیدة العسكریة الإیرانیة. وأن الجمهوریة الإسلامیة ستواصل قطعا برنامجها النووي السلمي، في اطار خطة العمل المشترك الشاملة الاتفاق النووي التي صادق علیها مجلس الأمن الدولي أیضا.