الجعفري: طالبتُ أنقرة بخروج قواتها من بعشيقة والخليج قد يحتاج الحشد الشعبي لحماية عواصمه

كشف وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، عن أن نائب نظيره التركي هو من طلب اللقاء به. وإنه شدد على خروج القوات التركية من بعشيقة، مؤكداً عدم وجود أي مانع لدى بغداد لإقامة علاقات مع تركيا «لكننا نرفض التدخل».

وأبلغ الجعفري نائب وزير الخارجية التركي، خلال لقائهما، بضرورة خروج القوات التركية من العراق. وقال، إن بلاده لا تريد أن تشن حرباً على أحد، لكن العراق «يمتلك الشجاعة لأن يدافع عن أرضه».

وأكد الجعفري تطلع المكونات العراقية كافة لمكافحة الارهاب، لافتاً إلى أن العراقيين «يدافعون عن كل العراق ضد أعدائه».

وحول معركة الموصل، قال: إن أهلها «لم يطلبوا شيئاً كمالياً بقدر ما أنها مهمة واستحقاق»، مشيراً إلى أن معرفة تنظيم «داعش» بأخلاقيات القوات العراقية، هو ما يدفعه لاستخدام المدنيين دروعاً بشرية.

وفي ما يتعلق بمشاركة «الحشد الشعبي» في معركة الموصل، قال: إنه أعطى نموذجاً رائعاً في التضحية الوطنية. مشيرا إلى أن البيان الختامي لاجتماع بروكسل أشاد بالقوات العراقية في محاربة «داعش» بما فيها الحشد الشعبي. لكن مشاركة «الحشد» وفق الجعفري، ليست على وجهة نظر واحدة بالنسبة لدول الخليج، بل إن الموقف منها «متفاوت»، مشيراً إلى إبلاغه لأحد الاشخاص الخليجيين بــ «أنكم قد تحتاجون الحشد الشعبي لحماية عاصمتكم إذا تهددت».

وأكد الجعفري أن «الحشد الشعبي» لا ينتمي إلى مكون مذهبي أو طائفي بعينه، بل هو عراقي. وعندما دخل المعارك تغيرت المعادلات.

حول العلاقة بين بغداد والرياض، قال الجعفري: إن العراق بذل جهوداً من أجل فتح السفارة السعودية في بغداد، لكن السفير السعودي كان يتدخل في الشؤون الداخلية للعراق.

أضاف، إن دول العالم اتفقت على دعم بلاده. وأن لا أحد سيمنع بغداد من الحصول على المساعدات اللازمة لها، في حربها ضد الارهاب، لكن هذه المساعدات لن يتم قبولها إذا تعارضت مع الخطوط الحمراء العراقية ومنها «إيجاد قواعد عسكرية أو التدخل بالشان العراقي».

وحول إعادة الاعمار في العراق، قال إن بلاده قد تحتاج إلى مشروع مثيل لمشروع «مارشال» لإعمار المانيا، بعد الحرب العالمية الثانية.

على صعيد متصل، كشفت صحيفة «إيزفيستيا» الروسية، عن طلب العراق من وزارة الدفاع الروسية تزويده معلومات عن المسلحين في الموصل. مشيرة إلى استعداد روسيا لتلبية هذا الطلب.

وأعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد، قسطنطين كوساتشوف، استعداد روسيا لتلبية طلب العراق، كما أكد ذلك مصدر عسكري، لا سيما أن هذا النوع من المساعدات منطقي، لأن موسكو بدورها ستحصل على معلومات عن الإرهابيين الذين يهربون من المدينة ويتجهون نحو سورية.

من جهة أخرى، أكد رئيس «إقليم كردستان» العراق مسعود البرزاني، أن قوات «البيشمركة» الكردية لن تدخل مدينة الموصل، خلال عملية تحريرها من تنظيم «داعش».

وقال البرزاني في مؤتمر صحافي مشترك مع «رئيس التحالف الوطني» عمار الحكيم، إن قوات مكافحة الإرهاب العراقية هي التي ستدخل الموصل، فيما ستقوم قوات «البيشمركة» بالمساهمة في تطويق المدينة.

وأوضح أنه لا يمكن تحديد وقت اقتحام المدينة، مشددا على أن هجوم «داعش» على مدينة كركوك، قبل أيام، كان محاولة لتغطية فشله في معركة الموصل.

من جهته، جدد الحكيم رفض بغداد تواجد أي قوات أجنبية مسلحة على الأراضي العراقية، خصوصا القوات التركية المتمركزة في معسكر بعشيقة، قرب الموصل، داعيا الدول التي تدعم التحالف الدولي في قتاله تنظيم «داعش»، إلى التنسيق مع الحكومة العراقية.

إلى ذلك، بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما، مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي، الخطوات التالية في الحملة ضد تنظيم «داعش».

وأشار البيت الأبيض، في بيان له، عقب المكالمة الهاتفية، إلى ترحيب أوباما باستمرار الحوار بين تركيا والعراق، لتحديد المستوى والشكل الملائم لمشاركة أنقرة في جهود الائتلاف المناهض لتنظيم «داعش» في العراق. وتأكيد الرئيسين على دعمهما القوي لسيادة ووحدة أراضي العراق.

ميدانياً، ثبتت قوات الحشد الشعبي نقاط انطلاقتها وأمنت محاورها واستقدمت مختلف تشكيلاتها وبالتالي، هي الآن في طور انطلاق العملية وشقّ طريقها نحو المحور الغربي. وقد تحركت كتائب بابليون وفوج المهمات الخاصة واللواء 30 من «قوات الحشد» بالتزامن، إلى غرب الموصل.

وبحسب مصدر أمني، فإن كل القوات التي خصصت لهذا المحور الكبير، استقدمت للامساك به للوصول إلى تلعفر وربما غلق الجبهة الرابعة من الموصل. وكذلك، الوصول، ربما إلى الحدود مع سورية، التي أصبحت جاهزة.

بالتزامن، استهدفت ضربات جوية مواقع تنظيم «داعش» في محور بعشيقة. وكان التنظيم أقدم على تفجير منزل الشيخ عبدالله الياور الجربا، شيخ مشايخ عشـائر شـمّـر في الموصل.

بدورها، أعلنت قيادة عمليات الأنبار عن مقتل 25 عنصراً من تنظيم «داعش» جنوب قضاء الرطبة، غربي محافظة الأنبار. وقال اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، قائد العمليات في حديث صحافي: إن طيران التحالف الدولي قصف عشر عجلات لـ«داعش» في منطقة 45 كيلو، جنوب قضاء الرطبة، ما أسفر عن تدميرها بالكامل.

كذلك، أكد المحلاوي أن القوات الأمنية فرضت سيطرتها على قضاء الرطبة، بعد تطهيره من جيوب التنظيم وخلاياه النائمة، فيما تواصل تلك القوات تطهير المناطق المحيطة بالقضاء.

بدوره، قال الجنرال جوزف فوتيل، رئيس القيادة الأميركية الوسطى، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه خلال العمليات التي جرت منذ بدء عملية استعادة الموصل، قتل، على الأرجح، ما بين 800 إلى 900 مقاتل من «داعش».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى