ممثل الأرمن في الشورى الايراني: الأعمال الإرهابية أهداف سياسية مبيتة

جال ممثل الطائفة الأرمنية في مجلس الشورى الإسلامي في إيران كارن خانلري الذي زار لبنان للمشاركة في أعمال مؤتمر «حوار الأديان الإسلامية والمسيحية بين إيران ولبنان»، وبرفقته السفير الإيراني محمد فتحعلي، على رؤساء وممثلي الطوائف القبطية والآشورية في لبنان لتعزيتهم بالمجازر التي ارتكبها تنظيم «داعش» بحق الأقباط والآشوريين في سورية وليبيا.

والتقى خانلري أسقف الطائفة الآشورية في لبنان المونسنيور تيرون غليانا، وأعرب له عن استنكاره «لممارسات التنظيمات الإرهابية الإجرامية وأعمال القتل الممنهجة التي ترتكبها بحق الأبرياء من دون تمييز»، مقدماً له «تعازيه الحارة بضحايا المجازر التي طاولت أتباع الديانة الآشورية في سورية».

وأشار إلى «أن بلاده كانت سباقة في استنكارها لتلك الأعمال اللاانسانية، «إن من خلال بيان الشجب الصادر عن مجلس الشورى الإسلامية والذي حمل توقيع جميع نواب المجلس، أو من خلال المواقف التي أطلقتها المراجع الدينية وعلماء الدين المسلمون».

واعتبر أنه «من الجيد أن ندرك أن ما يقوم به الإرهابيون لا علاقة له بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، فاعتداءاتهم وممارساتهم الشنيعة تطاول إلى جانب المسيحيين، المسلمين السنة والشيعة وترتكب بحقهم أبشع المجازر». وقال: «لذلك من واجبنا كأتباع ديانات التوحيد أن نقف موحدين في وجه هؤلاء الإرهابيين وأن نضع حداً لارتكاباتهم».

وأعرب غليانا عن شكره وامتنانه «للدور الذي تنهض به الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة الحركات التكفيرية الظلامية»، مشيراً إلى «أنه خلال تواصله المستمر مع ممثل الطائفة الآشورية في مجلس الشورى الإسلامي في إيران أكد له الأخير أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقدم أداء مميزاً ونموذجياً تجاه الآشوريين».

وحض غليانا أتباع الديانات السماوية على عدم الإكتفاء باستنكار ممارسات الحركات الإرهابية الشنيعة، ودعاهم الى التبرئ منها.

بعد ذلك، التقى خانلري وفتحعلي، ممثل الطائفة القبطية في لبنان الأب رويس الأورشليمي، الذي أبدى بدوره ترحيبه بهذه الزيارة وبالمواقف الإيرانية من المجازر الإرهابية التي طاولت الأقباط في ليبيا وردود الفعل الإيرانية عليها.

وأشار الأورشليمي إلى «أن دول المنطقة باتت تدرك حالياً حجم مخاطر الإرهاب عليها وعلى مصالحها، وبدأت تسعى الى تعزيز التنسيق في ما بينها في مواجهته»، معرباً عن أمله «أن تفضي هذه الجهود إلى استئصال هذه التنظيمات الإرهابية والتخلص منها».

والتقى ممثل الطائفة الأرمنية في مجلس الشورى الإيراني والسفير الإيراني، رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب عبد اللطيف الزين في مجلس النواب، وتم عرض الأوضاع والتطورات الراهنة.

وقال خانلري: «نحن كأرمن إيرانيين عشنا طيلة القرون المديدة السابقة وتعرفنا إلى الدين الاسلامي بأصالته وحقيقته وجوهره، نعرف تمام المعرفة كل هذه التصرفات المشينة والشنيعة التي تصدر عن التنظيمات الإرهابية التكفيرية المتطرفة، وهي لا تمت الى الدين الاسلامي الحنيف بأي صلة».

وأكد «أن هذا الإرهاب الظلامي التكفيري المتطرف لا يوفر اي ديانة من شره، فهو يستهدف المسيحيين من جهة والمسلمين من جهة اخرى، ترون المجزرة التي تعرض لها الأقباط في ليبيا، والمجزرة التي تعرض لها الآشوريون في الحسكة، والأعمال الارهابية التي استهدفت المسلمين سنة وشيعة في العراق أو في بقية دول المنطقة، هذا الأمر إن دل على شيء، فهو يدل على أن هذه الأعمال الإرهابية المتطرفة لا تمت بأي صلة إلى أي من الديانات السماوية وهي عبارة عن أهداف سياسية مبيتة تستهدف هذه المنطقة بكل مكوناتها».

وشدد على «أن مواجهة الإرهاب والفكر الظلامي الإرهابي المتطرف تتطلب جهوداً انسانية وأخلاقية ينبغي أن تبذل كل المجتمعات بصرف النظر عن انتماءاتها العرقية والطائفية، كي تقف في شكل موحد ومرصوص لمواجهة هذا الإرهاب الظلامي الذي يستهدف المنطقة بل العالم برمته».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى