مبادرة ألمانية لحل الأزمة السورية

يوسف المصري

في معلومات خاصة بـ«البناء» تخطط ألمانيا لإحداث نقلة نوعية في مسار حلّ الأزمة السورية، وهي بلورت مبادرة ابتداعية أو، بحسب ما تقول مصادر مطلعة، مبادرة استثنائية تتخطى عملية انتظار نضوج «المعارضات السورية» حتى تكون قادرة على إنتاج وفد محدّد لها، أو حتى تستطيع إثبات أن لها مكاناً على أرض سورية وخارج فنادق الرعاية الدولية والإقليمية.

وعلى رغم أن هذه المصادر تتكتم على تفاصيل المبادرة الألمانية، إلا أنها توضح ميزاتها المتمثّلة بما يلي:

أولاً: من حيث الشكل فهي تختلف عن كل ما سبقها من دعوات من أجل عقد مؤتمرات بين «المعارضة» والحكومة السورية. فالمبادرة ابتدعت شكلاً مغايراً وفعالاً لجهة قدرته على تنفيذ الحل، ولجهة نوعية أطرافه.

ثانياً: المبادرة تحرص على الحصول على موافقة الرئيس الأسد عليها قبل البدء بطرحها وتعريبها لدى الأطراف المعنية بها.

ثالثاً: تنطوي المبادرة على معطيات لترتيب عناصرها تظهر اليأس من إمكانية انتظار ظهور معارضة سورية معتدلة بحسب بعض التوصيفات الإقليمية والدولية.

رابعاً: يوجد حيّز رئيس ضمن المبادرة لإرساء مرحلة جديدة يمكن الانطلاق منها لتوجيه حرب جدية ضد «داعش» والمتطرفين في سورية والمنطقة.

وتلفت المصادر عينها النظر إلى حقيقة أن المجتمع الدولي تغير فعلاً بخصوص نظرته للأزمة السورية، إذ بات يعترف أن العالم تأخر عن التحرك لمواجهة الإرهاب المستوطن في سورية والذي بات يشكل خطراً على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

النقطة الأخرى التي تعبر عن هذا التغير يتمثل بأن الإقليميين وصلت إليهم رسالة الروس ومعها الأميركي ولو من وراء حجاب من الصمت، ومفادها الإقرار بأنه ليس فقط لا حل في سورية من دون الأسد، بل أيضاً لا حرب ناجحة ضد الإرهاب في سورية والمنطقة من دون الأسد والجيش العربي السوري.

تأييد دولي لدي ميستورا

وتكشف هذه المصادر أن الحراك الألماني يحاول استباق التقرير الذي سيدلي به دي ميستورا عن سورية في الأمم المتحدة الشهر المقبل. وتضيف أن الأخير بعد زيارته لسورية خرج بمسودة خريطة طريق للحل تتقاطع في كثير من جوانبها مع نظرة روسيا للموضوع ذاته. أما ألمانيا التي لا تبتعد كثيراً عن مناخ تأييد دولي راهن غير مسبوق لمهمة دي ميستورا، إلا أنها تطرح مقاربة تعتبرها الأجدى لجهة أنها توفر إبرام تسوية في سورية قابلة للتنفيذ.

وتتحدث هذه المصادر عن ما تسميه المأزق التركي الذي يواجه حالياً لحظة انقلاب السحر على الساحر، إذ إنه مع اضطرار أنقرة لدفع ثمن أخطائها السابقة، فإنها وجدت نفسها مرغمة على القتال على جبهتين لديهما انعكاسات مباشرة على أمن تركيا الداخلي، وهما الجبهة الكردية في سورية حيث يعتبر أكراد تركيا امتداداً لهم، وجبهة تنظيم «داعش» الذي كانت أنقرة ماضياً قدمت له الحماية لتسهيل قتاله في سورية، ما جعله أي «داعش» متواجداً داخل ثنايا المجتمع التركي، الأمر الذي يمكنه من الرد على أنقرة داخل أراضي تركيا، وذلك في حال أثبتت الأخيرة جدية بقتال «داعش».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى