المرصد

هنادي عيسى

منذ أسابيع قليلة، انطلقت مجموعة من برامج المواهب على محطات عربية عدّة، منها القديم بمواسم جديدة مثل «ذا فويس» على شاشة «mbc»، ومنها الجديد مثل «آراب كاستينغ» على شاشة «أبو ظبي»، و«فنان العرب» – محمد عبده على تلفزيون دبي. وكما أضحى معلوماً، فإن لجنة تحكيم «ذا فويس» تضمّ كاظم الساهر وصابر الرباعي وعاصي الحلاني وشيرين عبد الوهاب، وقد أوكلت مهمة تقديمه في موسمه الثالث إلى اللبنانية إيميه صيّاح بعد مغادرة الممثل المصري محمد كريم وملكة جمال لبنان السابقة نادين ويلسون نجيم، وحلّ مكانها في غرفة الـ«سوشيل ميديا» المصري مؤمن نور. ورغم أنّ تركيبة لجنة التحكيم في هذا البرنامج ناجحة جداً، إذ إنّ لكلّ عضو فيها شخصيته. فمثلاً، اختار الحلاني أن يكون الرجل الذي يعاكس السيدات، والساهر معروف بشخصيته الرصينة، وشيرين بشعبيتها، والرباعي بأكاديميته. وعلى رغم ذلك، لم يعد البرنامج جذّاباً رغم اعتماده في الدرجة الأولى على موهبة الصوت. فهناك وجوه صارت مألوفة بتنقّلها من برنامج هواة إلى آخر، كما حصل مع رنين عبد الكريم الشعار التي شاركت قبل عشر سنوات في «سوبر ستار» على «قناة المستقبل»، وعادت لتجرّب حظّها في «ذا فويس». ومثلها مشترك خليجيّ آخر شارك في «سوبر ستار»، ثم في «the winner is»، وحطّ رحاله في «ذا فويس». وغيرهما من الهواة الذين صاروا يجدون فرصة في إطلالاتهم التلفزيونية لتحقيق النجومية المعدومة في المرحلة الحالية، بسبب الظروف الأمنية والسياسية التي انعكست سلباً على الإنتاج الفني.

أما برنامج «آراب كاستينغ» الذي يهدف إلى اكتشاف مواهب تمثيلية، فتضم لجنته غادة عبد الرازق وكارمن لبّس وقصي الخولي وباسل الخياط، ولم توفّق حتى الآن في إثبات نفسها. ربما بسبب تقطيع المخرج غير المنصف وضعف أداء المشتركين في تقديمهم مشاهد تمثيلية غير مقنعة.

وأخيراً، يأتي برنامج «فنان العرب» الذي تضم لجنته كلاً من أصالة وعبد الله الرويشد وفنان العرب محمد عبده، إضافة إلى الضيف الأسبوعي الذي يجلس على كرسيّ الحكم. انطلاقة البرنامج كانت ضعيفة، والمواهب المتقدّمة إليه عادية، وتضمّ وجوهاً مستهلكة من برامج أخرى، ومذيعين ضعيفين صراخهما مزعج.

إذاً، أمام هذا الواقع، لا بدّ للمحطات التلفزيونية أن تفكر مليّاً خلال دوراتها المقبلة في إلغاء برامج الهواة لسنوات طويلة، كي يتسنّى للأجيال الصاعدة أن تتبلور مواهبها، وتتقدّم إلى المنافسة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى