عون: لبنان بات وسط الحضارة العالمية نموذجاً لعالم الغد

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، «أننا في لبنان نعيش معاً مواطنين من كل الأديان في مجتمع مختلط، ومرّت علينا ظروف صعبة علّمتنا أموراً كثيرة، إلا أننا اليوم وسط الحضارة العالمية الجديدة بتنا نشكل نموذجاً لعالم الغد».

كلام الرئيس عون، جاء خلال استقباله في قصر بعبدا، المشاركين في المكتب الدولي للمدارس الكاثوليكية في العالم، الذي عقد مؤتمره في لبنان بمشاركة ممثلين من لبنان وكينيا وبلجيكا وإفريقيا الجنوبية والبنين والبرازيل وأفريقيا الوسطى ومصر والإكوادور واسبانيا وفرنسا والهند وإيطاليا والأردن والمكسيك والبيرو والفيليبين والسنغال وسويسرا.

ولفت الرئيس عون إلى أن «المدارس الكاثوليكية والإرساليات الأجنبية، لعبت دوراً كبيراً في مسيرة تثقيف وتعليم الشعب اللبناني وخصوصاً المسيحيين، منذ القرن التاسع عشر، حيث أنشئت المدارس المختلفة وتأسست الجامعة اليسوعية وأعقبتها الجامعة الأميركية».

وأكد أن «التربية تبدأ في المنزل وتمرّ بالمدرسة وتستمرّ عبر الوطن، وهذا ما بتنا نفتقد اليه اليوم، ليس في لبنان فحسب، بل في العالم. لأننا أصبحنا نضع التعليم قبل الثقافة، في ما المسار الطبيعي يتمثل في أن يترافق التعليم والتربية والثقافة بهدف خلق الحد الأدنى من الوحدة الاجتماعية. ومن دون ذلك، لا يمكننا بناء مجتمع متعدّد، في وقت لم يعُد في العالم من مجتمعات دينية بحتة، بل باتت المجتمعات بمعظمها مختلطة».

وأضاف: «إننا في صدد صياغة برنامج تربوي للمجتمع الحديث، لا سيما وأننا نشهد على تصادم العالم بعضه ببعض لافتقاره إلى القيم نفسها وإلى التوجّه التربوي والكيان الاجتماعي». وقال: «إن هذا الأمر يهمّنا جداً وآمل أن تأخذوه في الاعتبار، لأننا في لبنان نعيش معاً، مواطنون من كل الأديان في مجتمع مختلط. لقد كان المسيحيون في البدء ثم جاء الإسلام وعاش أبناء الديانتين معاً. ومرت علينا ظروف صعبة علمتنا أموراً كثيرة، إلا أننا اليوم وسط الحضارة العالمية الجديدة، بتنا نشكل نموذجاً لعالم الغد».

وتمنّى رئيس الجمهورية على المدارس الكاثوليكية «أن تكون البادئة في طرح هذه الصيغة في برامج التربية والتعليم».

واستقبل الرئيس عون الرئيس السابق للحكومة الانتقالية للمجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل والدكتور عبدالله العثمان، وعرض معهما الأوضاع الراهنة اقليمياً ودولياً وموقف لبنان من التطورات الراهنة.

على صعيد آخر، شهد القصر الجمهوري تقديم أوراق اعتماد ستة سفراء معتمدين في لبنان، يشكّلون الدفعة الثامنة من رؤساء البعثات الديبلوماسية الذين يقدّمون أوراق اعتمادهم لرئيس الجمهورية تباعاً، بعدما كانوا يمارسون مهامهم الدبلوماسية بصفة قائمين بالأعمال.

وتضمّنت الدفعة الثامنة من السفراء: سفير جمهورية ايرلندا داميان كول، سفير جمهورية فيتنام الاشتراكية دو هوانغ لونغ، سفير جمهورية مانغوليا شولون بايارمونخ، سفير جمهورية النيجر بو بكر عبدو، سفير جمهورية جيبوتي محمد ظهر حرسي وسفير جمهورية مالطا فيليب شيبيراس.

ونقل السفراء إلى الرئيس عون تحيات رؤساء دولهم وتمنيّاتهم له بالتوفيق في مسؤولياته الوطنية، مؤكدين له «العمل من أجل تعزيز العلاقات التي تجمع بين لبنان وبلدانهم».

من ناحية أخرى أضيء القصر الجمهوري في بعبدا مساء أمس، باللون الأزرق في اختتام شهر التوحّد، بحضور رئيس الجمهورية وعقيلته.

وشدّد الرئيس عون على أنه لا يجب السماح بأن يتمّ التعاطي مع الذين يعانون من مشكلة التوحّد وكأنهم كمية مهملة أو نسب مئوية، وننسى الإنسان فيهم، قائلاً «يجب أن تتضافر كل الإرادات لجعل معاناة أبناء التوحّد أقل قسوة».

وأكد عون على أن لأبناء التوحّد الحق بفرصة التعليم والعمل بما يتناسب مع قدراتهم، كما لعائلاتهم أيضاً كل الحق بالدعم والمساندة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى