ظريف: واشنطن تتعامل بازدواجية مع الملف النووي قاسمي: لن نسمح بطرح قضايانا الدفاعية للتفاوض

انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المواقف الأميركية المزدوجة مقابل برنامج الدفاع الصاروخي الإيراني. ونشر أمس، تغريدة عبر حسابه الشخصي في تويتر، معرباً فيها عن «انتقاده للمواقف المزدوجة الأميركية، وثلاث دول أوروبية مقابل برنامج الدفاع الصاروخي الإيراني».

وذكر وزير الخارجية في تغريدته: «التعهّد بخدمة الزبائن من قبل منتجي السلاح الأميركي و3 دول أوروبية .. اشتروا أسلحتنا، وحكوماتنا ستوفّر لكم خدمات ما بعد البيع عبر الضغط على جيرانكم، للتخلي عن وسائله الدفاعية»، متابعاً «مسرحية التزييف البحث عبر الاحتجاج على برنامج الدفاع الصاروخي الإيراني، وذلك بالتزامن مَن تدفع ما يعادل ملايين الدولارات من السلاح إلى منطقتنا!».

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي «أنّ إيران لن تسمح بطرح قضاياها الدفاعية وتلك المتعلّقة بأمنها القومي على طاولة المفاوضات مع أطراف خارجية أخرى».

وجاء موقف قاسمي بالتزامن مع اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث أوضح بأنّ «علاقات جیدة مع بعض الدول مثل عُمان، الكويت وقطر»، وأشار إلى «أنها تواجه معضلة جادة باسم السعودیة».

وقال إن بلاده «تبذل الكثیر من الجهود لتطبیع العلاقات وإیجاد أجواء متوازنة وعقلانية للحوار مع السعودية وحل المشاكل على طاولة الحوار، ولكن للأسف فإن استمرار أوهام السعودیة بعد الاتفاق النووي أثبت بأنها لیست على استعداد للحوار والوصول إلى التفاهم».

وأشار قاسمي، إلى «أن السعودية وبناء على هواجسها غیر المبرّرة تجاه ایران تواصل وضع العقبات وبث الخوف من إیران»، مضيفاً «أن محاولاتها قد أثّرت إلى حدّ ما على الدول العربیة الصغيرة»، وأكد أن «إیران طرحت مراراً مقترحاتها البناءة للمشاركة الجماعية والوصول الى تفاهم جماعي في المنطقة ضمن أشكال ومراحل مختلفة، وترى أن الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية في المنطقة یتمّ توفيره عبر الحوار والتفاهم، لأن المنطقة لا تحتمل العنف والعداء والحرب أكثر مما هي علیه الآن».

واعتبر المتحدّث أن «وجود أشخاص في السلطة مثل ترامب في أميركا وسياسات إدارته، وكذلك أوروبا تقضي لإفراغ احتياطيات الدول الإسلامية من الثروات»، وأشار إلى أن «بیع السلاح يؤثر إلى حدٍّ كبیر في سلوك الحكومة السعودية».

وأردف قائلاً إن «إعلان الرئیس الأميركي مراراً أنه تمكّن «بفذلكته» من بیع الكثیر من الأسلحة للسعودية وشدّد على ان الحكومة البريطانية قامت بالأمر نفسه»، وأضاف «أن هذه الأسلحة المتدفقة على السعودية قد تشجّع، حكامها لمواصلة العدوان على الیمن بالإضافة إلى سلوكيات وأطماع لا توازي حجمها في المنطقة».

في السياق نفسه، أكدت مسؤولة السیاسة الخارجیة في الاتحاد الأوروبي فدریكا موغيریني، «أنّ اجتماع أمس، لمجلس الشؤون الخارجیة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، سیبحث سبل استمرار تنفیذ الاتفاق النووي، ولم یطرح أي اقتراح حول فرض عقوبات جدیدة على إیران».

وفي حدیث مع الصحافیین أمس، وقبیل انعقاد اجتماع مجلس الشؤون الخارجیة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، قالت موغيریني: «عقدنا یوم الجمعة الماضي اجتماعاً للجنة المشتركة للاتفاق النووي، وأنا سأطلع وزراء خارجیة الدول الأوروبیة على النتائج الطیبة لهذا الاجتماع».

وأضافت: «وفي اجتماع اليوم سنبحث أیضاً السبل الكفیلة لحفظ وتنفیذ خطة العمل المشترك الشاملة الاتفاق النووي بشكل كامل».

ورداً على سؤال حول مزاعم بعض وسائل الإعلام بخصوص استعداد أوروبا لفرض عقوبات جدیدة ضدّ إیران، قالت موغيریني : «لم تطرح أي مقترحات حول فرض المزید من العقوبات ضدّ إیران»، مضيفة: «التركیز الیوم على استمرار تنفیذ الاتفاق النووي».

وشدّدت الدبلوماسية الأوروبية على أنّ «الاتحاد الأوروبي يركز على استمرار تنفیذ الاتفاق النووي تماماً، والدول الأوروبیة الثلاث وأیضاً روسیا والصین وأمیركا وإیران، كان تقییمهم في اجتماع یوم الجمعة الماضي أنّ الاتفاق جاري التنفیذ، والجمیع ملتزم بالتنفیذ الكامل للاتفاق النووي».

وأضافت مسؤولة السیاسة الخارجیة في الاتحاد الأوروبي: «لدینا مواضیع أخرى مع إیران سنبحثها معها بشكل منفصل، خاصة القضایا المرتبطة بسوریة ودور إیران في المنطقة، لكن من المهم جداً فصل القضایا الإقلیمیة عن موضوع الاتفاق النووي».

وقالت: «كما قلت لم یطرح أي اقتراح بخصوص فرض عقوبات جدیدة ضد إیران ولیس لدینا أيّ قرار بهذا الشأن».

وأشارت موغيرینی إلى أنّ «الاتحاد الأوروبي لدیه عقوبات ضدّ إیران حول المواضیع غیر النوویة»، لكنها قالت: «لا أتوقع بدء مناقشة حول عقوبات جدیدة ضدّ إیران، وكما قلت إنّ التركیز سیكون حول كیفیة استمرار الاتفاق النووي في المستقبل كما هو الحال، خاصة بعد الاجتماع الجید للجنة المشتركة یوم الجمعة الماضي».

وصرّحت: «على ما أعتقد أنّ الرسالة الرئیسیة الیوم هي، أن نبقي في مسار التنفیذ الكامل للاتفاق النووي، ونتطرّق بشكل منفصل إلى القضایا الإقلیمیة بما فیها المواضیع المرتبطة بالصواریخ البالیستیة، والاتحاد الأوروبي كان له موقف واضح بهذا الشان، ویجب أن أقول ذلك أیضاً أن الاتحاد الأوروبي لدیه محادثات وعلى مستوى عالٍ لمناقشة القضایا الإقلیمیة خاصة حول الیمن، وحالیاً بدأنا بالتوصل إلى نتائج واعدة بهذا الشأن».

ومن المفترض أن يبحث مجلس وزراء الخارجیة الأوروبي، فضلاً عن موضوع إیران، العدید من القضایا منها الأزمة فی سوریة وأوكرانیا وأیضاً آخر المستجدات المتعلقة بشبه الجزیرة الكوریة بحضور وزیر خارجیة كوریا الجنوبیة كانغ كوانغ – وا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى