بينغ يقدّم وسام الصداقة لبوتين كرئيس قوة عظمى

دعت روسيا والصين الدول الأخرى لـ «بناء علاقاتها مع موسكو وبكين وفق مبدأ عدم المواجهة والاحترام المتبادل والمساواة والتقيّد بالقانون الدولي».

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد لقائه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ وفق نطاق ضيق، على «تطوّر العلاقات الروسية الصينية الملائم». وأوضح بوتين «أنّه تبادل وجهات النظر بصدق حول القضايا الأكثر أهمية للتعاون الاستراتيجي الروسي الصيني، والمشاكل الحالية لجدول الأعمال الدولي».

وأكد الرئيسان «أنّ العلاقات الروسية الصينية تحمل الطابع الحقيقي للصداقة والودّ، وهي تتطوّر تدريجياً في روح شراكة استراتيجية شاملة، وتبادل تجاري ينمو باستقرار واستثمار، والعمل بشكل وثيق على الصعيد الدولي وفق تنسيق الجهود المشتركة في المنظمات الدولية».

في هذا الصّدد، أعلن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، «أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هو أول رئيس دولة يحصل على وسام الصداقة لجمهورية الصين الشعبية».

وقال الرئيس الصيني خلال مراسم تسليم الوسام: «تقديم هذا الوسام للرئيس بوتين يعتبر الأول بعد إطلاق نظام الجوائز على الإنجازات على الخدمات في الدولة بالصين»، مضيفاً «الرئيس بوتين كرئيس قوة عظمى ذي نفوذ عالمي يعتبر مؤسس العلاقات الصينية الروسية الحالية ويدعم تطويرها دائماً على أعلى المستويات».

وأكد بينغ أنه «منذ بداية عام 2000، زار الرئيس الروسي الصين 19 مرة بشكل رسمي أو للمشاركة في الفعاليات الدولية، وهو أكثر من زاروا الصين بين رؤساء دول العالم، وهو الأكثر أهمية واحتراماً في الصين».

وأضاف الرئيس الصيني: «بالنسبة لي الرئيس بوتين هو الصديق الأفضل والأقرب».

وجرى تقديم الجائزة للرئيس الروسي خلال زيارة الدولة الحالية التي يقوم بها إلى الصين.

وكان قد صدر بيان في ختام لقاء الرئيسين، الروسي والصيني، شدّد في خطوطه العريضة على «العلاقات المميّزة بين الدولتين وعلى التنسيق المشترك بينهما في الساحة الدولية، التي تشهد تطورات كثيرة بما فيها وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وفرض رسوم من قبل واشنطن على الألمنيوم والفولاذ، ما يشكّل انتهاكاً لقواعد منظمة التجارة العالمية».

في الشأن الإيراني، أعلن رئيسا روسيا والصين أمس، «أنّ روسيا والصين ستبذلان كل الجهود اللازمة للحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني»، وأعربا عن «ضرورة حماية مصالح التعاون التجاري الاقتصادي مع طهران من العقوبات الأحادية الجانب».

وجاء في البيان المشترك للرئيسين عقب اجتماعهما: «في ما يتعلق بالانسحاب الأحادي الجانب المخيّب للآمال للولايات المتحدة من الاتفاقيات الموثقة في خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني، سنبذل كل الجهود اللازمة للحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة، مع الأخذ بالاعتبار الأهمية المبدئية للحفاظ على مصالح التعاون التجاري الاقتصادي لكل الدول مع إيران من العقوبات الأحادية الخارجية».

في الشأن السوري، أعلن بوتين وبينغ، «أنّ روسيا والصين تؤيدان وحدة أراضي سورية واتخاذ خطوات محددة من الدول لضمان إعادة إعمارها».

وجاء في البيان: «ندعو بشكل مشترك إلى ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سورية، واحترام سيادتها، وتعزيز عملية السلام داخل البلاد من قبل السوريين أنفسهم بدعم من الأمم المتحدة ومنصتي جنيف وأستانة، مع الأخذ بالاعتبار نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في 30 كانون الثاني 2018، وتنسيق الخطط والخطوات الملموسة من قبل روسيا والصين لضمان إعادة الإعمار في هذا البلد بعد الصراع».

وفي شأن التهديد الصاروخي، قال البيان الرئاسي المشترك، «إنّ عدداً من الدول تحت ذريعة التهديد الصاروخي تنشر بشكل أحادي الدرع الصاروخي في أوروبا ومنطقة المحيط الهادئ، وتضرّ بالأمن بما في ذلك أمن روسيا والصين».

وتعتزم موسكو وبكين «إيلاء اهتمام خاص لضمان التوازن». وحسب البيان الختامي للقاء الرئيسين الروسي والصيني: «سيُولي الطرفان اهتماماً خاصاً لتأمين التوازن الاستراتيجي والاستقرار العالمي والإقليمي، بما في ذلك ومع الأخذ بالاعتبار حقيقة أن بعض الدول تحت ذريعة ما يُسمّى بـ التهديد الصاروخي تطوّر وتنشر، من جانب واحد، أنظمة الدفاع الصاروخي في أوروبا وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ».

واعتبر البيان «أنّ ذلك تسبب بأضرار خطيرة في المصالح الأمنية الاستراتيجية لدول المنطقة، بما في ذلك روسيا والصين، ويؤثر سلباً على التوازن الاستراتيجي، وعلى الأمن والاستقرار العالمي والإقليمي».

يذكر أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وصل أمس، إلى العاصمة الصينية بكين، ومن المقرر المشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون.

وأفاد مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، للصحافيين «أنّ الرئيس الروسي سيقوم بتوقيع العديد من الاتفاقيات التجارية والثقافية، بالإضافة إلى اتفاقيات ستشمل الطاقة والفضاء وحماية الملكية الفكرية ومجالات أخرى».

كما سيلتقي بوتين رئيس مجلس الدولة الصيني لي كي تشيانغ ورئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني لي تشانشو.

وكانت المرة الأخيرة التي التقى فيها بوتين مع نظيره الصيني، في تشرين الثاني 2017، على هامش قمة آبيك في مدينة دانانغ الفيتنامية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى