واشنطن تستعدّ لتوجيه ضربة اقتصادية جديدة لبكين والسفير الصيني يتهمها بإفشال اتفاق التجارة

قال السفير الصيني لدى أميركا خلال مقابلة مع فوكس نيوز الإخبارية، إن واشنطن قامت مراراً «بتغيير موقفها فجأة»، وأفشلت اتفاقات كانت متعلقة بإنهاء النزاع التجاري بين البلدين.

وندّد السفير سوي تيانكاي أيضاً بالدوافع السياسية لقرار البيت الأبيض منع نقل أو بيع التكنولوجيا الأميركية لعملاق الاتصالات الصيني هواوي، بحسب أ إف بي .

وتشك الولايات المتحدة بوجود علاقات بين هواوي والجيش الصيني، واتخاذ الشركة وسيلة لأنشطة تجسس صينية.

وأشار السفير إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب هي المسؤولة عن فشل التوصل لاتفاق، وقال: بمراجعة عملية المحادثات التجارية بيننا في السنة الأخيرة، يتضح أن الجانب الأميركي هو الذي قام أكثر من مرة بتغيير موقفه فجأة وخرق الاتفاق المبدئي الذي تمّ التوصل اليه .

وأضاف: الصين تبقى على استعداد لمواصلة محادثاتنا مع زملائنا الأميركيين للتوصل إلى نتيجة. بابنا لا يزال مفتوحاً .

وكان الرئيس الصيني ونظيره الأميركي، توصلا خلال لقاء على هامش قمة العشرين الأخيرة، التي انعقدت في الأرجنتين، مطلع شهر كانون الأول الماضي، إلى هدنة مدتها 90 يوماً، لوقف الحرب التجارية بين العملاقين الاقتصاديين، يفترض أنها انتهت مطلع آذار الماضي.

فيما تدرس الإدارة الأميركية اتخاذ إجراءات ضد شركات أنظمة مراقبة صينية، مشابهة للقيود التي فرضتها على هواوي ، ما يزيد المخاوف من احتدام الحرب التجارية بين أقوى اقتصادين في العالم.

وذكرت وكالة بلومبرغ ، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن واشنطن تنظر في مسألة وقف تدفق التكنولوجيا الأميركية إلى خمس شركات صينية، ليتجاوز بذلك الحظر الأميركي هواوي ويشمل الشركات الصينية الرائدة في مجال أنظمة المراقبة.

وقالت المصادر إن سبب لجوء الجانب الأميركي إلى هذه الإجراءات يتمثل في المخاوف من احتمال استخدام كاميرات تنتجها بعض الشركات الصينية في التجسس، حيث تعتمد هذه الكاميرات على تكنولوجيا التعرف على ملامح الوجه، كذلك فإن الإدارة الأميركية تشعر بالقلق من وجود دور لهذه الشركات في أعمال القمع، التي تمارسها بكين ضد أقلية الإيغور المسلمة في غرب الصين .

وبحسب بلومبرغ فإن الخطوة ستصعد التوترات بين واشنطن وبكين، وتطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل ملاحقة المزيد من الشركات الصينية.

وكانت إدارة ترامب حظرت الأسبوع الماضي على الشركات الأميركية التعاون مع هواوي في الوصول إلى التكنولوجيا الأميركية، في خطوة انعكست سلباً على أسهم شركات صناعة الرقائق الأميركية من كوالكوم إلى إنتل ، كما أنّها تهدد النمو الاقتصادي العالمي.

تحدثت تقارير جديدة عن وجود احتمالية كبيرة لإدراج شركتي Hikvision و Dahua الصينيتين، في القائمة السوداء الأميركية، إلى جانب هواوي ، وذلك خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وتعتبر هاتان الشركتان الصينيتان من أكبر الشركات العالمية المصنعة لمعدات الرقابة بالفيديو، حيث كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن إمكانية فرض عقوبات على Hikvision والحد من تعاونها مع الشركات التقنية الأميركية.

كما رجّحت صحيفة بلومبرغ دخول أربع شركات صينية أخرى في القائمة الأميركية السوداء، وعلى رأسها ثاني أضخم صانع لمعدات الرقابة الأمنية، Zhejiang Dahua .

وكما هو الحال بالنسبة لكبرى شركات الاتصالات الصينية، هواوي ، ترجح التقارير الأميركية اعتبار Hikvision ، تهديداً للأمن القومي الأميركي، تبعاً لصلاتها المزعومة بالحكومة الصينية، بحسب تقديرات البيت الأبيض.

وفي إطار ما ورد، تعتبر المسألة أكثر تعقيداً بالنسبة إلى Hikvision و Dahua ، بالمقارنة مع هواوي ، ذلك لأن التقارير أشارت إلى دورهما في عمليات اضطهاد الأقلية العرقية الإيغورية ، في الصين، حيث زعمت الصحيفتان الأميركيتان أن بكين تستخدم معدات الرقابة تلك في مراقبة الإيغور ومنع حدوث اضطرابات عامة.

ومن المقرر أن تتخذ إدارة ترامب قراراً نهائياً حول Hikvision بالتحديد، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، كما يجب التنويه إلى أن أسهم الشركة قد انخفضت بنسبة 10 منذ نشر تلك التقارير الإعلامية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى