الجنون يقود مركبة البشرية إلى جحيم النهاية!

محمد ح. الحاج

لم أجد جواباً مقنعاً يوضح سرّ القدرة الأميركية على معاقبة دول العالم، فهل أميركا إله؟

تشير الإدارة الأميركية الى جهة ما وتتهمها بارتكاب العصيان والذنوب فيوافقها أغلب العالم!

تتربع الإدارة الأميركية على عرش آلهة العالم وحيدة عكس ما عهدناه من وجود آلهة متعدّدة عبر التاريخ كانت صراعاتها مخيفة ودموية، لكن لا منافسة للإله الأميركي الذي تلتفّ حوله جوقة من الصديقين والأذناب أطولهم المملكة البريطانية العظمى وبعض الأذناب الأعرابية الأصغر! فهل يخضع هؤلاء الأتباع للإله الجديد ويسجدون له فعلا؟

هذا الإله المستجدّ يمارس الكذب والتضليل، ويعلم ذلك كلّ الصديقين من حوله، مع ذلك يطأطئون الرؤوس ولا يجرؤون على النطق، في العراق أسلحة دمار شامل! الجميع نهق وراء بوش: العراق خطر علينا فهو يملك أسلحة دمار شامل، وإذا كان «رسول الإله» كولن باول قد ندم واعترف بكذبه إلا أنّ الذيل الطويل لم يعترف، بلير صدّيق وضيع، أما الأذناب البعرانية القصيرة جداً فقد أصابها البكم وقصر النظر بعد أن تمّ تهديم العراق وإحراق حضارة بابل.

أدمنت الإدارات الأميركية لعب دور الإله المتفرّد بالقوة، وخلقت عبر تاريخها القصير الكثير من الغيلان، أعطت لكلّ منهم دوراً وموقعاً ومهامّ متعددة، وأوحت للعالم كله أنّ هدف هؤلاء تدمير المثل والقيم الأميركية.. من قال إنّ لها مثلاً وقيماً متميّزة وهي الأحدث في عالم المعرفة والحضارة وليس لها جذور يذكرها التاريخ إلا بعد أن خطفت علماء العالم ونهبت ذهبه وثرواته وفرضت نفسها وصياً على الجميع بعد أن خلق خبثاء صهيون رباً يصلح للعبادة تماماً على غرار يهوه لكنهم لم يصنعوا للعبادة عجلاً من ذهب بل من ورق، الغول الشيوعي استنفذ مهام وجوده فكان لا بدّ من خلق غول آخر لتستمرّ اللعبة وطقوس العبادة.

«الإله شيطان» يخلق الغول وتتولى آلية متخصصة توصيفه والتحذير من خطورته، وعند اكتمال الصورة المطلوبة يعلن الإله غضبته ويشهر سيفه للقضاء على الغول، يحرق ويدمّر أماكن تواجده فلا يصل إليه قبل نهاية المسرحية لأنه بيد يدفعه بعيداً عن المكان وباليد الأخرى يخرّب ويدمّر وينهب، قاعدة الجهاد كانت بداية الغول الذي مهّد للقضاء على غول «الشيوعية» قاعدة نصرة أهل الشام، واكتمل الغول بـ «بدولة للإسلام في العراق والشام داعش» ولكن… هل تتبع نيجيريا ومالي لبلاد العراق والشام؟

يتقن خبراء الرب الأميركي قيادة مركبة الميتافيزيقا، وعبر استوديوات هوليوود يمكنها أن تعبر السموات السبع وتصل إلى موقع يطلقون عليه الجنة وبه أطياف ملائكة مجنّحة، أو يكون الموقع جانباً من مملكة للشياطين ذوي القرون جهنم أو سقر، الجنة والملائكة هنا، الأرجح أنها مملكة الشيطان وبؤرة من الجحيم، نعم أميركا هي مملكة الشيطان الأكبر، تسمية أطلقها الذين كفروا برب الخبثاء وأصبحوا من محور الشر الخارجين على إرادة الإله الأميركي!

هدم الإله الشيطان أجمل أبراجه وقتل ثلاثة آلاف مستثنياً أبناءه لأنه يسير أمامهم ليهزم كلّ الأقوام ويفتح أمامهم البلدان، تتعدّل الخطة فيدخل بلاد الأفغان توطئة لينتقل منها إلى بابل الحضارة والتاريخ بعد أن أنزل سورة الأسلحة الشاملة وعمّمها على البعران فآمنوا، لكنهم أسلموا لسورته وما دخل الإيمان قلوبهم، تاريخ حافل بالكذب والكفران، واستولى الشيطان على ذهب سومر وآرام ليشتري بقليل منه أسوار القدس وباقي الأرض، لكن ما زال بحاجة لغول يدّعي خطورته على المنطقة ولا بدّ من القضاء عليه، مناسب هو النووي الإيراني ولم يتحقق، نووي صهيون للسلام ولو بلغت أكداسه المئات، ويعلن البعران مردّدين كالببغاوات.. إنه خطر الفرس المجوس!

بسيط جداً هذا السيناريو المتتابعة أحداثه على الساحة، لا يرى بعران الإله الشيطان غير صواريخ وطائرات إيران المسيّرة، قناعة تامة بأنّ شعب اليمن مجرد من السلاح ولا يعرف صناعة مقذوف، شعب اليمن ممنوع عليه استخدام السلاح الحديث، وحدهم مسموح لهم استخدام كلّ الأسلحة «أف 16»، «أف 15»، تورنادو، داسولت، ميراج، هارير، تايفون وباتريوت – كلّ أنواع المقاذيف والصواريخ الثقيلة، يقول الإله الشيطان إنها لا تخالف قانونه الخاص، الدفاع عن النفس مخالفة بحجم الكفر والعقاب لا يعلم تفاصيله إلا هو، إيران تتحمّل مسؤولية الجراح التي لحقت بخطوط النفط وناقلات النفط ومطارات النفط.. ويصرخ الإله الشيطان متوعّداً: انتظروا عقابي سأريكم أيها الكافرون!

إيران ومنذ عهد الشاه تمتلك أسلحة وذخائر من كلّ دول العالم، وفي حربها مع العراق غنمت الكثير، فهل تملك ألغاماً بحرية من صناعات أميركية، وألمانية وفرنسية وحتى روسية؟ وهل لهذه الألغام مواصفات تختلف عن غيرها أو أنها مخصصة لهذه الدولة بعينها، ثم ألم تضع قوات الإله الشيطان يدها على الكثير منها عبر تاريخ يمتدّ لأكثر من ثلاثة عقود، وهل يعجز أتباعه عن إلصاقها بجسم الناقلات؟ يعلم العالم أنهم يكذبون.. ولن يسمحوا بتحقيق محايد.

العالم العاقل يخشى الحرب ويعرف نتائجها الرهيبة مع التطوّر الهائل لنوعية الأسلحة ومدى فتكها بالحياة، لكن البعض ممن يعيشون على متن المركبة ويعبرون عالم الميتافيزيقا يعتقدون أنها حتمية الوقوع وأنهم الناجون، المصيبة العظمى أنّ عالم البعران ما زالوا يعيشون زمن ركوب البعير والسيف والرمح، وفوق ذلك فهم ضمنوا حماية الإله الشيطان بما دفعوا له من مال، وأنّ الحرب إنْ وقعت لن تطالهم، بل هم… «الرابحون»…!

أداة العقاب الشيطانية هي نوع من السحر تمارسه أوراق تحمل صوراً وزخرفات ورموزاً، أسموها الرب الأخضر وله عين مراقبة، كان له يوماً ما يقابله من ذهب، وبعد أن اكتسب موقعه وتوثق الإيمان بقدرته أفرغوه منها لينقلب أوراقاً… مجرد أوراق اسمها: الدولار، ومن اليسير أن لا يبقى وحيداً فالدول الكبرى تورّطت بمساهمات عظيمة وشراكة به، الصين مثلاً قادرة على إعلان أميركا مفلسة، وتستطيع أميركا أن تطبع أطناناً من هذه الأوراق تقدّمها للصين وفاء لدينها ولكن ماذا لو سقط هذا الإله وفقد قيمته، ماذا يفيد الصين؟ الصين حريصة على موقع الأخضر والشيطان مطمئن! كثيرون هم شركاء الخبثاء.

لولا هذا الأمر لرأينا تغيّراً حاداً وانهياراً في عالم المال، أميركا تختزن مئات الأطنان من الذهب وربما آلافا، لن تدفع لأحد مقابل دولاراته، ورسائل شنغهاي بدائية لا ترقى حدود الإنذار، وحدها رسالة الإله الشيطان المعبّرة عن جنون بلا حدود تحمل كلّ معاني الخطر ومضمونه أنّ مركبة الحياة على سطح الكرة الأرضية تتجه بقيادته مسرعة… إلى هاوية الجحيم.

احذروا الإله الشيطان الأحمر فعلامات التعقل تنبت أجنحتها لتطير تباعاً، ومظاهر الجنون تتراكم على محياه الباهت!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى