v

حذّر نائب وزير الخارجية والمغتربين في سورية فيصل المقداد القيادة التركية أنّه في حال المبادرة إلى بدء أعمال قتالية في منطقة عفرين، فإنّ ذلك سيُعتبر «عملاً عدوانياً» من قِبل الجيش التركي على الأراضي السورية طبقاً للقانون الدولي المعروف لدى الجانب التركي. وبحسب المقداد، فإنّ سورية ستُقابل أيّ تحرّك تركي عدواني تجاهها بالتصدّي الملائم.

وأشار المقداد إلى أنّ قوات الدفاع الجوية السوريّة استعادت قوتها، وهي جاهزة لتدمير الأهداف الجوية التركية في سماء سورية، وبحسب المقداد فإنّ هذا يعني أنّه في حال اعتداء الطيران التركي على سورية، فيجب عليه «ألّا يعتبر نفسه في نزهة».

وفي بيان تلاه أمام الصحافيين في مبنى الوزارة أمس، قال المقداد إنّ «عفرين خاصة والمنطقة الشمالية والشمالية الشرقية من الجمهورية العربية السورية، كانت منذ الأزل وستبقى أرضاً عربية سورية».

نائب وزير الخارجيّة والمغتربين اعتبر أنّ وجود القوات التركية على الأراضي السورية أمر مرفوض تماماً، مؤكّداً أنّ «القوات المسلّحة السورية ستدافع عن الأراضي السورية بكلّ ما يقتضيه ذلك».

وكان الجيش التركيّ قد رفع حالة التأهّب على الحدود مع سورية إلى أعلى مستوى، وفق ما قال الإعلام التركيّ، وفتح 12 ثغرة في الجدار الفاصل بين الحدود التركية ومنطقة عفرين.

بالموازاة، استقبل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس، رئيس الأركان التركي خلوصي آكار ورئيس الاستخبارات الوطنية التركية هاكان فيدان، وبحث الوضع في «الشرق الأوسط» معهما.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ الوزير سيرغي شويغو بحث مع رئيس الأركان خلوصي آكار ورئيس جهاز الاستخبارات حاقان فيدان التركيين الأوضاع في «الشرق الأوسط» وخصوصاً في سورية، واصفةً اللقاء بـ«المثمر».

وأضافت الوزارة أنّه «تمّ بحث المسائل المتعلّقة بالوضع في الشرق الأوسط، وغيرها من المواضيع الملحّة ذات الاهتمام المشترك».

من جهته، قال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو أمس، إنّ تصريحات مسؤولين أميركيين حول مخاوفنا بشأن الحدود السوريّة «لم ترضنا بالكامل». وأضاف أوغلو أنّ «تشكيل جيش إرهابي على حدودنا مع سورية سيلحق ضرراً لا يمكن إصلاحه بالعلاقات مع أميركا».

وفي السياق، ردّت وزارة الخارجية السوريّة على تصريحات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قائلة، إنّ الوجود العسكري الأميركي على الأراضي السوريّة «غير شرعي».

ولفتت الوزارة في بيان لها أمس، إلى أنّ أيّ حلّ سياسي لا يمكن أن يكون إلّا تلبية لطموحات الشعب السوري، وليس تحقيقاً لأجندات ومصالح خارجية، مضيفةً أنّ الإدارة الأميركية لم يكن هدفها القضاء على «داعش»، وأنّ الرقة تشهد على إنجازات واشنطن وتحالفها المزعوم.

كما اعتبرت الوزارة أنّ أميركا غير مدعوّة للمساهمة بإعادة الإعمار، لأنّ أيديها ملطخة بالدم السوري وسياستها تخلق الدمار، لافتةً إلى أنّ الوجود العسكري الأميركي في سورية يشكّل خرقاً للقانون الدولي ويهدف لحماية «داعش».

وكان البنتاغون قد أعلن في بيان له أمس، أنّ «الولايات المتحدة مستمرّة في تدريب قوى أمنيّة محلّية في سورية لتعزيز الأمن للمهجّرين، والحيلولة دون ظهور «داعش» مجدّداً في المناطق المحرّرة»، مشيراً إلى أنّ هذه القوة هي ليست «جيشاً» جديداً أو قوة «حرس حدود» نظامي.

وأوضح البنتاغون أنّ التدريب يتّسق مع أهداف التحالف لضمان هزيمة «داعش» وتسهيل جهود تحقيق الاستقرار، وتهيئة الظروف التي تدعم عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة، معتبراً أنّ الحملة العسكرية ضدّ «داعش» في سورية لم تنتهِ بعد، وأنّ القتال العنيف لا يزال جارياً في وادي نهر الفرات الأوسط.

على صعيدٍ آخر، أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أنّ دمشق ستشارك في مباحثات فيينا في 25 و26 من الشهر الحالي، والتي دعا إليها المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا.

وكان دي ميستورا قد دعا الحكومة السورية والمعارضة لحضور اجتماع خاص تحت رعاية الأمم المتحدة في فيينا يومَي 25 و26 من الشهر الحالي.

وسيلي المحادثات في فيينا، مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي الروسية في الـ29 والـ30 من نفس الشهر في إطار التسوية السوريّة.

وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى «الشرق الأوسط» ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أكّد أنّ مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي سيُعقد يومَي 29 و30 كانون الثاني الحالي.

وقال بوغدانوف للصحافيّين، ردّاً على سؤال حول ما إذا سيتمّ تأجيل مؤتمر سوتشي: «لا، سيعقد يومَي 29 و30 كانون الثاني».

وأضاف بوغدانوف أنّ قوائم المشاركين في المؤتمر «موجودة، ولكن لم يتمّ الاتفاق عليها بشكل نهائي مع شركائنا الأتراك، ونحن بانتظار تعليقاتهم النهائيّة اليوم بشأن القوائم التي تمّ تقديمها في وقت سابق للإيرانيين والأتراك».

وأعرب عن الأمل بأن يتمّ الاتفاق على قوائم المشاركين في المؤتمر بشكل نهائي، ليبدأ إرسال الدعوات لحضور المؤتمر إلى الأطراف السورية.

وأكّد بوغدانوف، أنّه سيعقد في سوتشي لقاء ثلاثي روسي إيراني تركي يوم 20 كانون الثاني الحالي على مستوى نوّاب وزراء الخارجية. وأوضح أنّه سيشارك فيه المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، وعن الجانب التركي نائب وزير الخارجية سيدات أونال.

كما سيصل إلى موسكو، اليوم الجمعة نائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري، الذي «سنجري معه مشاورات روسية إيرانية ثنائية حول مجمل قضايا الشرق الأوسط»، ومن ثمّ سيتوجّه إلى سوتشي.

وبشأن اللقاء المرتقب في فيينا يومي 25 و26 كانون الثاني الحالي، أعرب بوغدانوف عن الأمل بأن يُجري وفدا الحكومة والمعارضة السوريّة مشاورات بنّاءة مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، مضيفاً أنّه لا يتوقّع مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة.

وكانت موسكو دعت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لحضور مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي بصفة مراقبين.

وقال أناتولي أنطونوف السفير الروسي لدى واشنطن، أمس: «روسيا مستعدّة لمواصلة تطوير التعاون مع الولايات المتحدة حول سورية، بما يصبّ في مصلحة إيجاد تسوية سلمية لأزمتها، تستند إلى القانون الدولي».

«انطلاقاً من ذلك، قرّرت موسكو توجيه الدعوة إلى الولايات المتحدة وغيرها من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، لحضور مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي بصفة مراقبين يومي الـ29 والـ30 من كانون الثاني الحالي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى