أخيرة

النهاية

لقد سمعتها منهم، من قطعان المستوطنين، الذين يهاجمون الفلسطينيين في الضفة، “إسرائيل” في خطر، عميقاً في نفوسهم يقبع الخوف الراسخ المتجذر، خوف ذلك المجرم الذي أوغل في الخطيئة، واستمرأ العدوان، وذهب بعيداً في تجاوز كلّ شيء والإيغال في التوحش، لقد استشاط هذا الإنسان المارق على الإنسانية غضباً وذعراً، واختلّ توازنه وبات في حالة من تلمّس ذلك الهاجس القابع في لا وعيه بعد ان ارتكب كلّ أنواع الجريمة، من سرقة للأرض وقتل للناس وإلحاق الدمار بوجودهم، قام بعملية خداع من الدرجة العاشرة، أقنع نفسه بأنه عائد الى أرض الميعاد، وأقنع عقله المريض بأنّ الآخر هو شيءٌ للقتل، لا بأس من قتله وإبادته والاستيلاء على كل ما يملك، و شطبه من الوجود، أوغل كثيراً في تجاوزه لكل ما هو مجاز، وكل ما هو أخلاقي، ولكن الحقيقة كانت تتراكم في اللاوعي، وباتت الخطيئة تأخذ عليه كل مأخذ.

موسيقى، كما السيمفونية التاسعة لبيتهوفن، أو سيرينادا لليل لموزارت، ما سمعته البارحة من قطعان المستوطنين، وهم يهاجمون الفلسطينيين بجنون وبلا وعي، “إسرائيل” في خطر، هذا ما كانوا يجأرون به خلال اعتداءاتهم في الضفة الغربية، لقد بدأت الهزيمة تنخر عميقاً في منطقتي الوعي واللاوعي في عقولهم، نعم، “إسرائيلكم” أيها الأوغاد في خطر، نحن نعلم ذلك تماماً، أين “إسرائيل” العظمى؟ أين كلّ هذا التطبيع مع حثالة العرب؟ لقد أحطنا بكم إحاطة السوار بالمعصم، خطأ هنا، او حسبة غير صحيحة هناك، وستكون بداية النهاية بالنسبة لكم، نتحمّل ألف هزيمة وألف جرح، ولا تتحمّلون هزيمة واحدة، وجودنا راسخ كالجبال، ووجودكم طارئٌ هش كالغثاء، عدّوا أيامكم، وها نحن نعدّ معكم، وإن غداً لناظره قريب…

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى