أولى

واشنطن تؤيد الفراغ الرئاسي

– يشكل البيان الصادر عن لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي عادة إشارة لوجهة السياسة الخارجية الأميركية تجاه أي من الملفات الدولية الساخنة. ومن المعلوم أن الخط البياني لمواقف الكونغرس تجاه القضايا الساخنة دولياً يظهر صعوداً وهبوطاً في الأولويات. فعلى سبيل المثال عندما يتم وضع الأولوية في حرب أوكرانيا لنهاية المآسي الإنسانية التي تتسبب بها الحرب تكون الوجهة تغطية مساعي التسوية، وعندما تتصدر أولوية هزيمة روسيا في البيانات تكون الوجهة تشجيع التصعيد. وفي الحالة الصينية عندما تكون وجهة البيانات أولوية الاستقرار في منطقة المحيط الهادئ تكون الوجهة للتفاوض وعندما تكون الأولوية لردع التهديدات التي يكون الهدف هو تغطية التصعيد. وفي الملف الإيراني عندما يكون التركيز على عدم امتلاك إيران لسلاح نووي يكون التوجه تفاوضياً بينما عندما يتم التركيز على نفوذ إيران الإقليمي يكون القصد تصعيدياً.
– في الملف الرئاسي اللبناني، كما في كل الملفات الدولية الساخنة دائماً تتجاور أولويتان، الأولى هي إجراء انتخابات تنهي الفراغ وتعيد إطلاق الحياة في المؤسسات الدستورية عبر الكلام عن الدعوة لتسريع انتخاب رئيس وتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات. والثانية هي العداء لحزب الله والسعي لمواجهته وطلب المزيد من المكاسب لصالح الأمن الإسرائيلي. وفي البيان الصادر عن لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس تركيز على العداء لحزب الله أكثر من أولوية انتخاب رئيس يستحيل أن يتم الجمع بينه كأولوية وبين أولوية العداء لحزب الله، خصوصاً عند الحديث عن «أن الناخبين اللبنانيين يريدون حكومةً خالية من “حزب الله” وتتمتع بالسلطة لمواجهة التحديات الهائلة التي تواجه البلاد”، منافٍ للحقيقة والواقع، ويعرف الأميركيون أنه تأويل معاكس لنتائج الانتخابات، التي لم تنتج أغلبية نيابية بدليل أن مرشح مناهضي حزب الله لم يصل الى نيل الثلث وليس النصف من النواب، فكيف تكون غالبية الناخبين تتبنى حكومة خالية من حزب الله وفقاً للبيان؛ أما اذا احتسبنا أصوات الناخبين في كل الدوائر بين مؤيد ومناوئ لحزب الله فسنجد أن غالبية الناخبين في جبهة مؤيدي المقاومة، والباقي نصفه مناوئ ونصفه محايد، فكيف يمكن لجهة جدية ومسؤولة أن تستنتج من الحديث عن وقائع ثابتة عكس ما تقوله؟
– البيان يقول إن واشنطن تجد ان انتخاب رئيس يستدعي التفاهم الذي يؤمن غالبية الفوز ونصاب الجلسة ليس من أولوياتها، وإنها تعلم أن التمسك برئيس مناوئ لحزب الله يعني بقاء الفراغ واستمراره، وليس إلا غطاء لهذا الفراغ، وإنها لا تمانع بذلك!

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى