أخيرة

دبوس

تشبيك…

حتى لو استطلع الأمر من باب المصلحة النفعية المطلقة، لكانت واحدة من أروع تجارب التشبيك على الإطلاق، إيران، تركيا، السعودية، الأولى أوْغلت عميقاً وبعيداً في الإنجاز التقني والتكنولوجي، وأرست قواعد راسخة من الناحية الإنسانية في عالم الإبداع العلمي والتطوير التكنولوجي، بحيث أضحت من أهمّ عشر دول في العالم في هذه المنطقة.
الثانية، تركيا، أصبحت واحدة من أهمّ دول العالم في التصنيع الاستهلاكي، والبعض يعتبرها من أهمّ ثلاث دول في العالم في هذا المجال.
والثالثة، السعودية، دولة ومن خلال فائضها الرأسمالي المذهل، تبحث عن الفرص المجزية، والتي تتيح أفضل استثمار ممكن لهذا الفائض اللامتناهي، صناعة السيارات، صناعة البتروكيماويات، صناعة التعليب، التكامل الزراعي…
تستطيع هذه الدول الثلاث ان تقفز في ناتجها القومي الإجمالي قفزات كبرى، كما أنها تستطيع التعامل بالعملات المحلية فتوجه ضربة نوعية للقاتل الاقتصادي.
تُحصد الحمضيات في فلوريدا صباحاً، وفي نفس اليوم مساءً تكون في أسواق بنسلفانيا، وهذا يُتاح له أن يحدث بسبب شبكة المواصلات الهائلة التي تمتلكها الولايات المتحدة الأميركية.
لماذا لا يُحتذى بهذه التجربة، ما الذي يمنع أن تصل الفواكه والخضروات التركية الى الرياض في نفس اليوم، او اليوم التالي، لماذا لا تصل الألبان من إيران الى المدن السعودية والخليجية والتركية فور إنتاجها؟ ولماذا لا يصل البيض من السعودية الى إيران وتركيا وسورية؟ ولماذا لا تصل اللحوم من سورية إلى الخليج والسعودية؟
هل أدرك السعوديون بعد ثماني سنوات من الحرب الشعواء ضدّ اليمن أنّ المستفيد الوحيد من هذه المجزرة هي مصانع السلاح الأميركية والبريطانية؟ قطرة دم واحدة لم يسفكها وحوش الأنغلوساكسون، بينما قُتل شبابنا في السعودية واليمن بعشرات الآلاف، وتكبّد اقتصاد المنطقة مئات البلايين من الدولارات…
خلاصة القول، التشبيك بين شعوب المنطقة، ووضع الخلافات السياسية جانباً، هو نقلة نوعية عظمى لكلّ المنطقة بدون استثناء، وضربة هائلة ضدّ قوى الاستكبار والتوحّش، نقطة ومن أول السطر.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى