الوطن

تعاونٌ إعلاميّ مع بكين وطموحٌ لتمتين العلاقات المكاري: نُريدُ حضوراً أقوى للصين في قلب لبنان

خطت العلاقات اللبنانيّة الصينيّة أمس، خطوة جديدة إلى الأمام من خلال تعزيز التعاون في الإطار الإعلاميّ، وذلك في إطار الطموح لتمتين العلاقة بين الجانبين على كلّ المستويات.
فقد وقّع وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد المكاري، على هامش الدورة السادسة من “ملتقى التعاون الإذاعيّ والتلفزيونيّ الصينيّ –العربيّ”، اتفاقيّة تعاون مع وزيرة إدارة الراديو والتلفزيون في الحكومة الصينيّة المركزيّة شاو شوفين، من أجل تعزيز التعاون في مجال الإذاعة والتلفزيون والوسائل السمعيّة والبصريّة عبر الإنترنت، ودعم التعاون بين مؤسّسات الإعلام والإنتاج التلفزيونيّ.
وتنصُّ الاتفاقيّة على التعاون في مختلف الإنتاجات الإعلاميّة، بما في ذلك المسلسلات التلفزيونيّة والرسوم المتحركة والأفلام الوثائقيّة، وتبادل الأخبار والبرامج والتعاون في البثّ.
وبعد التوقيع، أكّد المكاري وشوفين ضرورة تمتين العلاقة بين لبنان والصين على كلّ المستويات.
وعلى خطّ موازٍ، لفت المكّاري خلال مُشاركته في “ملتقى التعاون الإذاعيّ والتلفزيونيّ الصينيّ ـ العربيّ” الذي يعقد دورته السادسة في مدينة هانغتشو الصينيّة، إلى عمق العلاقة بين بيروت وبكين، موضحاً أنّ “العلاقة بين بلدي لبنان والصين، هي علاقة إنسانيّة بالدرجة الأولى، تتجاوز المقاييس المصلحيّة التي تقوم عليها العلاقات بين الدول. وللمفارقة، لبنان إحدى أصغر الدول مساحةً وأقلّها سكّاناً، فيما الصين إحدى أكبر الدول من حيثُ المساحة وأكثرها سكّاناً»، مشيراً إلى “أنّنا نتباعد في المساحة وتعداد السكّان، ونتقارب في التاريخ والطموح والإنسانيّة”.
وأشار إلى أنّ “الصداقة بين لبنان والصين التي نحرصُ على نموّها ليست حديثة العهد، بل قديمة قِدَم طريق الحرير، وعليه عمر العلاقة هو 2000 سنة، وقد أحدثت تفاعلاً بين شعبينا، وخلقت تطوّراً ذهنيّاً وعاطفياًّ، أسهم من دون شكّ في غناهما الثقافيّ والحضاريّ، من دون أن نغفِل طبعاً إقامة علاقات دبلوماسيّة بين البلدين قبل 48 عاماً، وصولاً إلى مبادرة “الحزام والطريق” التي بعثت الدم مجدّداً في شريان العلاقة مع لبنان بما يمثّله على المستوى الثقافيّ والأدبيّ، ونطمح كلبنانيين إلى ما هو أبعد من ذلك».
وتحدّث عن الحضور اللبنانيّ البارز في الصين وقال إنّ “لبنانَ حاضرٌ اقتصاديّاً وتجاريّاً في الصين منذ العام 1955، وقد تجسّد هذا الحضور القوي بإنشاء غرفة التجارة الصينيّة ـ العربيّة»، مؤكّداً “أنّنا نُريدُ للبناننا أن يكون حاضراً بشكلٍ أقوى وأكبر في قلب الصين، ونُريدُ للصين أيضاً أن تكون حاضرة بشكلٍ أقوى وأكبر في قلب لبنان، خصوصاً أنّها حاضرة في قلوبنا كلبنانيين من خلال سياستها الناعمة ودبلوماسيّتها المرِنة إقليميّاً وعربيّاً».
وشكر الصين على اتفاق بكين بين السعوديّة وإيران، متمنياً عليها “أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطينيّ المظلوم الذي يتعرّض لإبادة جماعية”. ولفت إلى أنّه “كلّما زادت بكين تقدّماً ومكانةً في النظام العالميّ، كلّما برزَت أكثر كقوّة عاقلة، وهذه السياسة الخارجيّة المتّزنة والمتوازنة، لا يُمكن إلاّ أن تكون محطّ تقدير كبير، وأن تحفّزنا بالتالي على شراكات إستراتيجيّة مع بكين على كلّ المستويات، وفي ما يعنيني كوزير إعلام، يدي ممدودة لشراكات على مستوى تلفزيون لبنان والإذاعة اللبنانيّة والوكالة الوطنيّة للإعلام ومكتب الدراسات والمنشورات».
وتطرّق إلى الأدوار التي يلعبها الإعلام، معتبراً أنّ “الإعلام رسالة، وبيروت تضع يدها بيد بكين للعب أدوارٍ تكامليّة».
وختم “لقد أرست الصين نظاماً عالميّاً جديداً، ونجحت في كسر الأحاديّة العالميّة بالتطوّر والنموّ الداخليين، وليس بالحرب وبغزو الدول عسكريّاً ونهب ثرواتها للإثراء على حساب شعوبها، وها هي نموذج عالميّ يُحتذى به في التطوّر الداخليّ والانفتاح على العالم وإعادة تأهيل المجتمعات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى