ثقافة وفنون

أمسية موسيقيّة عربية في فيينا لإنسانية الكون… اندماج حضارات وتلاقٍ فنّي

} طلال مرتضى*

بالمحبة وحدها نكسر جبروت الحرب، تلك هي رسالة إبن السماء الذي وصل منزّهاً من آثام الأرض وما عليها. هكذا افتتح الأب ميشال حرب من الكنيسة المارونية بفيينا كلمته التي ألقاها في احتفالية الميلاد التي أقامتها «المؤسسة المشرقية النمساوية للثقافة والاندماج «CUP OF CULTURES» على مسرح قاعتها في الحي الرابع الفييناوي.

جوقة الكنيسة المارونية في فيينا قدّمت وصلة غنائية تبجّل مولد سيد النور المسيح عليه السلام وبثت من خلال تلك الأغاني الدعوة إلى المحبة كي نسمو بالأرض.

هذا وتشاركت كل من الفنانة السورية مياس الخطيب والشابة السورية الواعدة صبا سقباني أيضاً بتقديم وصلة فنية من خلال غناء الخطيب لبعض أغاني فيروز تخصّ المناسبة وأم كلثوم وكذلك غنت أغنية خاصة بها، وكذلك شاركتها العزف الشابة سقباني على آلة الغيتار. ومن باب التنويه إن الفنانة الخطيب هي أول فنانة عربية سورية ومن المحجّبات ـ تعزف وتغني على آلة العود ـ تطل على جمهورها العربي والنمساوي على مسارح فيينا، وذلك بعدما قدّمها المؤلف الموسيقي اللبناني مفيد نعمة لأول مرة.

في الوصلة الأخيرة تشارك الغناء والعزف معاً وعلى الخشبة عازف نمساوي وشاب مؤدٍّ للأغاني الدينية مع الفنانة الخطيب والعازفة سقباني.

بالتأكيد كان لهذا انعكاس كبير على الجمهور الغفير النمساوي والعربي الذي حضر الفعالية وتفاعل مع الأغاني العربية والألمانية التي تخصّ المناسبة وتتلاقى معاني كلماتها على خط إنسانية البشر التي دعا لها رسول الإنسانية.

ومن باب الإشارة أنوّه بأن المؤسسة المشرقية النمساوية للثقافة والاندماج والتي تديرها الزميلة اللبنانية نورا هاشم، وهي المؤسسة العربية التي واكبت على إقامة مثل هذه الفعاليات الفنية والثقافية وبشكل دوري ومن ضمن خطتها الهادفة لتحقيق كل أوجه الاندماج الصحيح وبناء جسور ثقة ثقافية لاستكمال حلقة التواصل بين المجتمع المشرقي والغربي عدا عن رعايتها لكل الوافدين الذين أجبرتهم الحرب على ترك بلادهم من خلال فرض تقديمهم للمجتمع المضيف وتنمية هوياتهم، وكذلك فكرة التبادل حيث أرسلت في العام الماضي الفنانة نور خوري لإقامة فعالية فنية في بيروت وكذلك دعت البيانيست اللبناني مجتبى الحاج، حيث قدم معزوفات عالمية في إحدى أكبر القاعات الفنية في مدينة فيينا. * كاتب عربي/ فيينا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى