مقالات وآراء

هل يلجم موقف السيسي عدوانية أردوغان؟

} أيهم درويش

لم يعد الإرهاب التركي محصوراً بالعدوان على سورية والعراق، بل توسّع نطاقه ليشمل ليبيا وغير بلد، وهناك حديث في لبنان عن مجموعات تديرها تركيا وتخطط لأعمال فتنوية وتخريبية.

نظام رجب طيب أردوغان الإرهابي الذي حوّل تركيا إلى حاضنة وراعية للإرهاب المتعدّد الجنسيات، شكّل منذ بدء الحرب الكونية على سورية، الداعم اللوجستي الأول للمجموعات الإرهابية، وعندما شعر النظام التركي الإرهابي باقتراب ساعة الحسم وتقهقر الإرهاب أمام تقدم الجيش السوري، دفع بقوات تركية لاحتلال مناطق سورية جديدة ولتأمين المؤازرة للمجموعات الإرهابية.

وفي محاولة من نظام أردوغان الإرهابي للتعمية على حقيقة أنّ مشاركة تركيا في الحرب ضدّ سورية هي لمصلحة العدو الصهيوني وصفقة القرن، رفع هذا النظام الإرهابي شعار حماية الأمن القومي التركي، والذي يستخدمه شماعة لمواصلة عدوانه على سورية، وعلى العراق، حيث تقصف الطائرات والمدفعية التركية بشكل يومي المناطق والمدن العراقية.

ولم يكتف نظام أردوغان بالعدوان على سورية والعراق، بل وسّع نطاقه ليشمل ليبيا، حيث يزجّ بقواته وبعناصر إرهابية متعددة الجنسيات، لدعم مجموعات إرهابية تعيث قتلاً وخراباً وتدميراً تحت مظلة ما يسمّى حكومة فايز السرّاج، علماً أنّ السرّاج كما أردوغان، من ذات الفصيلة التي تشكل مظلة للإرهاب المتوحش.

وأمام هذا الدور التركي الموغل في الإرهاب، بذريعة حماية الأمن القومي التركي، بدأت تظهر مواقف رافضة لما تقوم به تركيا، ولعلّ المواقف الأخيرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على خلفية المعارك الدائرة في ليبيا، والتي تحدثت عن «الأمن القومي المصري»، تؤشر إلى تنبّه مصر وربما غير دولة عربية إلى ما يخطط له أردوغان وما يسعى اليه من خلال توسيع نطاق سطوته الإرهابية.

لقد سبق أن أعلنت مصر مبادرة «إعلان القاهرة» دعت فيها إلى «وقف إطلاق النار وإلزام الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية»، و»تشكيل مجلس قيادة منتخب»، غير أنّ تركيا سارعت إلى الإعلان عن رفض المبادرة المصرية، ما جعل القيادة المصرية تدرس بعمق كلّ الخيارات، وما رفعها شعار حماية «الأمن القومي المصري» سوى دليل على طبيعة او أهمية لخيارات التي درستها.

نظام أردوغان يسخر كلّ مرتزقته من غير الأتراك وفي أكثر من بلد، لحماية ما يسمّيه «أمن تركيا القومي»،  ولذلك، قد يشكل موقف الرئيس السيسي دفاعاً عن أمن مصر القومي مقدمة لمواقف أخرى،  وهذا ما يجب أن يحصل للجم العدوانية الإرهابية التركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى