مقالات وآراء

باسم عباس… سيبقى الطالب أولوية

حاورته: رامزا صادق

 

إنّ القطاع التربوي من أكثر القطاعات تضرّراً نتيجة الأزمة الاقتصادية الضاغطة والاجتياح الفايروسي الذي يحاول احتلال صحة الإنسان. من هذه التداعيات، مدارس أُغلقت وكوادر تعليمية صُرفت وطلاب يتأرجحون بين التسرّب المدرسي وبين التوجه نحو المدرسة الرسمية. إذاً يواجه العام الدراسي 2020/ 2021 تحديّات من نوع مختلف وجديد عن الأعوام السابقة في ظلّ أزمات تبدو عابرة للزمان والمكان، لا حدود لها ولا أفق، لا سماء لها ولا دين، لا لون لها ولا جنس

من هنا، أصبح من الضروري وضع استراتيجية مواجهة الأزمة الطارئة والصعوبات التي تحوم حول العام الدراسي المقبل، إذ على المؤسسات التربوية الإستعداد بكامل عتادها بالتعاون مع الجهات الرسمية للبدء بالعام الدراسي الذي سيحمل معه فايروس مستجدّ ووضع مادي قديمجديد وما سينتج من مشكلات تعليمية وطلابية.

كان لـ «البناء» حديث مع رئيس المنطقة التربوية في الجنوب الأستاذ باسم عباس الذي أوضح الطرق الفعّالة لاستعادة حيوية العمل التربوي، وأشار إلى الآلية الممكنة والمناسبة للاستعداد للتعليم في المدارس الخاصة والمدارس الرسمية من خلال طرح حلول تصبّ في مصلحة الطالب، لأنه رغم كلّ السيناريوات التي رُسمت.. يبقى هو محور العملية التعليميةالتعلمية.

دعمٌ ماديٌ ومنافسةٌ أكاديميةٌ

بداية، يعتبر عباس أنّ مسألة دعم المدارس الخاصة بنسبة تفوق نسبة المدارس الرسمية، تنعكس إيجاباً على الرسمي بعكس ما يزعم البعض؛ بحيث أنّ هذه «المساعدة» تأتي ضمن إطار الواجبات التي على وزارة التربية تأديتها تجاه القطاع التربوي، بحسب ما ذكر عباس. ومن وجهة نظره، تضمّ المدرسة الخاصة أعداداً هائلة من الطلاب بنسبة تشكّل 70 في المئة من مجمل طلاب لبنان. علماً أنّ المدرسة الرسمية أنتجت مبدعين تألّقوا في مجالات عديدة محلياً وعالمياً. مضيفاً إلى نتيجة ذلك ستبرز منافسة بين الرسمي والخاص، منافسة بروحٍ أكاديمية.

كما أوضح عدم إمكانية المدرسة الرسمية، أقلّه، في الوقت الراهن، استيعاب الكمّ الهائل من الطلاب في حال لم يتمّ مساعدة المدرسة الخاصة.

المتعاقدونمن الحلم إلى الظلم

ويؤكّد رئيس المنطقة التربوية في الجنوب أنّ من الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها وزارة التربية هي تغطية التعاقد من صندوق المدرسة، معتبراً أنّ هذا القرار في الأساس مخالف للقانون. فقد أوقع المدارس في عجزٍ مادي ضخم وأفرغ الصناديق من محتواها الذي كان مخصّصاً للتحسين والتأهيل. لذلك، طالب عباس بشكل مباشر ببدء التعاقد مع وزارة التربية الأمر الذي يخفّف الأعباء عن المدارس.

من المدير يبدأ التغيير

كما لفت عباس أنّ على نواب المناطق التحرّك والإسراع في تحمّل المسؤولية والأعباء إزاء الأزمات الراهنة، من خلال عقد اجتماعات بشكل دوري مع رؤساء اتحادات البلديات والمحافظين لما يمثلّونه من بيئة حاضنة تساهم في تنمية وتحسين المدرسة الرسمية.

فقد عمد عند تسلّمه منصبه، إلى وضع خطة تغيير تبدأ بتغيير المدراء الفاشلينفعمل على تنفيذ تغيير مبني على تقويم المدراء وفق معايير الكفاءة والخبرة والتحسين الذي أجراه في منطقته، حيث تمّ تغيير 25 مديراً بطريقة لائقة وغير معلنة حرصاً على سمعة المديرواللافت في الأمر، أنّ هذه التغييرات لم تشهد أيّ تدخل سياسي من أيّ جهة سياسية نظراً للطريقة التي نُفذت بها.

وشدّد على ضرورة إلزام المربّين بالمشاركة في دورات تدريبية ويكون سنوياً لمعلمي الرسمي المشاركة الأكثر فعالية والأكثر كثافةً. إضافةً إلى أنّ نظام المشاركة يلزم الأستاذ الذي يتغيّب بإعادة الإلتحاق مرة أخرى بالدورة.

من ضمن المقترحات المقدّمة للنواب، اقتراح الالتزام بجغرافية المناطق، أيّ إلزام المدارس بعدد معيّن من الطلاب يسكنون ضمن النطاق الجغرافي للمدرسة. هذا الحلّ من شأنه تخفيف العبء المادي والبشري على المدارس ويصبح توزيع الطلاب في الصفوف أسهل وأصحّ من الناحية التربوية، الأمر الذي يسهّل على المعلّم والتلميذ نجاح العملية التعليميةالتعلّمية.

الرسمي والأونرواالتعليم حقٌّ

مع توقّع نزوح أكثر من 100 ألف طالب من التعليم الخاص إلى الرسمي، كان الحلّ بتسجيل الطلاب الفلسطينيين القدامى بالدرجة الأولى في القطاع الرسمي. بناءً على الوضع الاقتصادي وما سيخلّفه من توجّه كثيف نحو الرسمي، اعتبر عباس أنّ هذا الحلّ هو الأنسب والأفضل حالياً، وأنه ليس انتقاصاً من حق الطفل الفلسطيني بالتعليم، فنحن نواجه ظرفاً طارئاً واستثنائياً من واجب جميع القوى التعاون في ما بينها لتخطي المحنة بأقلّ خسائر ممكنة.

بالنسبة للطلاب السوريين، نفى عباس ما يُشاع مؤخراً حول استقطاب الأونروا للطلاب السوريين، مؤكداً أنّ مقاعدهم جاهزة خلال دوام بعد الظهر. من ناحية أخرى، إنّ الطالب السوري بحاجة لرعاية معنوية نتيجة ما تعرّض له من اضطرابات خلال الحرب على سوريةلذلك حرصاً على صحتهم النفسية، تمّت إضافة حصص ترفيهية على البرنامج، من فنون ورياضة ورسم وموسيقى وغناءمع التنويه بالطاقات والمهارات الفنية الهائلة عند التلميذ السوري.

سنةٌ دراسيةٌ بتعليم مستجدّ

يعتقد عباس أنّ الحلّ الأمثل يكمن في تقسيم أيام الدراسة بين online Learning   و  Face to Face Learning، خصوصاً أننا في مهبّ مشكلة لا تاريخ انتهاء لها، فلا مهرب من التأقلم والتعايش مع الحلول الأكثر منطقية وواقعية.

التزاماً بالتباعد الاجتماعي وحرصاً على التباعد الجسدي، يؤيّد عباس تخفيض ساعات الدوام من 6 إلى 4 ساعات، الامتناع عن الفرص بين الحصص، تقسيم الطلاب داخل الصف الواحد أو الشعبة الواحدة بحيث لا يداوم الجميع في اليوم ذاته.

من اليوم حتى بدء العام الدراسي الجديد والمستجدّ بما يخبّئهبين الرسمي والخاص، تبقى الأولوية للطالب ولنجاح العملية التربوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى