عربيات ودوليات

قلق ألمانيّ بشأن قره باغ واستعداد إيرانيّ للقيام بدور بنّاء ودعوة روسيّة لوقف القتال ..واتهام تركيّ لأرمينيا وأوروبا تحثّها لخفض التوتر وإيطاليا تدعو للمفاوضات

 

أعرب أعضاء مجلس الأمن الدوليّ عن قلقهم العميق إزاء العمليات العسكرية الواسعة النطاق في منطقة قره باغ، ودعوا أذربيجان وأرمينيا لوقف إطلاق النار فوراً والعودة إلى المفاوضات.

إيطاليا

من جهته، قال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، إن «إيطاليا تدعو إلى إجراء مفاوضات لحل النزاع في ناغورني قره باغ من دون شروط مسبقة».

وقال دي مايو، أمس: «قضية ناغورني قره باغ تتأرجح لسنوات عديدة من دون حلّ، لكننا اليوم نخشى حدوث مزيد من التصعيد الخطير مع المخاطر على السكان المدنيين والاستقرار الإقليمي».

وأشار الوزير إلى أن «هذه الأزمة تدلّ على ضرورة استئناف الحوار داخل مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا من دون أي شروط مسبقة».

ألمانيا

فيما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية، أندريا زاسي، أمس، أن «برلين قلقة للغاية بشأن تفاقم الصراع في قرّه باغ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، وهي على تواصل وثيق مع الشركاء حول هذا الموضوع».

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية: «نحن قلقون للغاية بشأن استمرار القتال الذي بدأ في عطلة نهاية الأسبوع وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. ونحن على اتصال وثيق مع مختلف الشركاء وممثلي الحكومة حول هذا الموضوع ووزير الخارجية (هايكو) ماس ناقش هذا مع نظيره التركي».

كما أعلن وزير الدولة الألماني لشؤون أوروبا، ميخائيل روت، أن بلاده «تدعو روسيا وتركيا لاستخدام نفوذهما الخاص في منطقة القوقاز من أجل حلّ طويل الأمد للصراع بين أرمينيا وأذربيجان».

وقال الوزير الألماني خلال كلمة أمام البرلمان الألماني، أمس: «يُظهر التصعيد الدراماتيكي للصراع في ناغورني قره باغ أن النزاعات المجمدة لا بد وأن تتحول إلى نزاعات يمكن حلها، وإلا فإنها ستشتعل باستمرار. نحن على اتصال وثيق مع أرمينيا وأذربيجان، وكذلك مع الشركاء في المنطقة».

وأضاف روت: «يجب على دول مثل روسيا وتركيا، اللتين تتمتعان بنفوذ خاص في المنطقة، أن تتحملا المسؤولية بجدية من أجل حل دائم. ونحن نركز بشكل أساسي على مجموعة مينسك».

فرنسا

في غضون ذلك، صرّح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بأنه «يعتزم إجراء محادثات هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن الوضع في إقليم قره باغ»، مشيراً إلى أن «تصريحات أنقرة خطيرة بهذا الشأن».

إيران

من جهته، أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، لرئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، هاتفياً، أن «الحرب ليست سبيلاً لحل النزاع مع أذربيجان»، مشدداً على «أهمية الحوار لحل الخلافات».

وقال روحاني، حسبما نقلت عنه الرئاسة الإيرانية، أمس، إن «الحرب والصراع ليسا الحل ويعقدان المشاكل».

وأضاف: «دعونا أرمينيا وأذربيجان لكبح جماح النزاعات وحلها من خلال الحوار»، مؤكداً أن «إيران مستعدة للعب دور بناء في حل النزاعات بين أرمينيا وأذربيجان عبر التفاوض».

وتابع: «يجب على الجميع السعي لحل قضايا المنطقة من خلال الطرق السياسية وفقاً للأنظمة الدولية وسلامة أراضي الدول».

روسيا

فيما أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، اتصالين هاتفيين منفصلين مع نظيريه الأرمني زغراب مناتساكانيان، والأذري جيهون بيراموف لبحث مستجدات الوضع في قره باغ.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن «موسكو أعربت في المكالمتين عن بالغ قلقها إزاء تواصل القتال في المنطقة المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان»، داعية إلى «وقف إطلاق النار والتصعيد فوراً».

كما دعا الجانب الروسي إلى «منع الخطاب الاستفزازي بشأن الوضع في قره باغ»، مشدداً على «ضرورة عودة طرفي النزاع إلى طاولة التفاوض في أسرع وقت ممكن».

وأكد لافروف «عزم موسكو، بشكل مستقل وبالتعاون مع الرؤساء المشاركين الآخرين في مجموعة مينسك الخاصة بالتسوية في قره باغ، على مواصلة جهودها الرامية إلى تهيئة الظروف الملائمة لتسوية النزاع بالطرق السياسية والدبلوماسية».

وأعرب عن «استعداد موسكو لترتيب الاتصالات بين الجانبين، وعقد اجتماع جديد بين وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا وروسيا».

الاتحاد الأوروبي

بدوره، أكد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنه بحث هاتفياً مستجدات الوضع في منطقتي قره باغ وشرق المتوسط مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو.

وذكر بوريل في تغريدة نشرها على حسابه في «تويتر» أمس: «بحثت مع وزير الخارجية التركي الأزمة في قره باغ وأهمية خفض التصعيد هناك، بالإضافة إلى المسائل المطروحة على الأجندة الثنائية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وخاصة الوضع في شرق المتوسط».

ويأتي هذا الاتصال قبيل القمة الأوروبية المقرّر عقدها في وقت لاحق من الأسبوع الحالي، حيث من المتوقع أن يكون بين أهم المواضيع المطروحة على أجندة الاجتماع تجدد الأعمال القتالية بين أرمينيا وأذربيجان في منطقة قره باغ المتنازع عليها.

تركيا

فيما قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، إن «أرمينيا تؤكد بهجماتها على أذربيجان أنها لا تعترف بالنظام العالمي والقانون الدولي».

كما أكد جاويش أوغلو أن «أذربيجان تناضل داخل أراضيها، ولا يمكن أن يحظى المحتل والطرف الخاضع للاحتلال بالمعاملة نفسها»، بحسب زعمه.

وأضاف: «قلنا إذا أرادت أذربيجان حل مشكلة الاحتلال الأرميني لأراضيها في الميدان، فإننا سنقف بجانبها».

وأشار إلى أنه «مع هجماتها الأخيرة على أذربيجان، فإن أرمينيا لا تعترف بالجهود المبذولة لمجموعة مينسك تحت مظلة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والعديد من قرارات الأمم المتحدة».

وأوضح أن «أرمينيا لا تعترف بالنظام العالمي والقانون الدولي، ويجب أن يكون الرّد عليها متناسباً جراء ذلك».

وبيّن أن «أرمينيا لا تريد حل المشاكل من خلال الدبلوماسية والمفاوضات، بل تريد السيطرة على أكثر من 20% من أراضي أذربيجان التي تحتلها الآن، وبهجومها على منطقة توفوز الأذربيجانية في تموز الماضي أثبتت ذلك».

وأكد أن «منطقة توفوز الأذربيجانية تعتبر منطقة استراتيجية لأنها ممر خط سكك الحديد الرابط بين باكوتبليسيقارص، وخط أنابيب نقل النفط».

وأوضح جاويش أوغلو أن «الهجوم الأرميني المنظم والمخطط على توفوز تم إيقافه من قبل أذربيجان، ومع تدخل روسيا تم التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين».

وأشار جاويش أوغلو إلى أن «أرمينيا شنت هجوماً على أذربيجان، وأن بلاده أرسلت تحذيراً شديد اللهجة إلى يريفان، بضرورة التعقل»، مؤكداً أن بلاده «تقف إلى جانب أذربيجان بكل إمكانياتها».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى