مقالات وآراء

المقاومة ردّ فعل على العدوان وليست سبباً…

} علي يونس*

 

لمن لا يعرف العدو الصهيوني خاصة الجيل الجديد: وطن يحاول شيطنة المقاومة التي تحمي لبنان، أقول لسمير جعجع الذي لم يكن يعرف بأنّ العدو الصهيوني كان يعتدي على لبنان ويرتكب المجازر بحقّ المدنيين قبل اتفاقية القاهرة عام 1969، كما قال أثناء مؤتمر الحوار الوطني في العام 2008، وأقول لدعاة الحياد ولكلّ من يصوّب على سلاح المقاومة ويطالب بنزع هذا السلاح سلاح العزة والكرامة والشرف والكبرياء خدمة للصهاينة، وقد دفعت أميركا مليارات الدولارات كما قال السفير فيلتمان سابقاً وبالأمس مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل لشيطنة المقاومة والمطالبة بنزع سلاحها عبر تطبيق القرار 1559. وأقول للجيل الجديد كي لا ينجرّ وراء الشعارات المدفوعة الأجر، واقول للذين يحمّلون المقاومة مسؤولية الأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية

لكلّ هؤلاء أقول بأنّ العدو الصهيوني لم يتوقف يوماً عن الاعتداء على لبنان منذ العام 1948، وقد ارتكب العديد من المجازر بحق لبنانيين، ففي عام 1948 ارتكب مجزرة حولا، وفي العام 1950 أطلق صواريخ ضدّ طائرة لبنانية وأجبرها على الهبوط في مطار بين غوريون، وفي العام 1959 دخل الى قرى حدودية وقام بتدمير منازل وقتل العديد من المدنيين، وفي العام 1967 ارتكب مجزرة بنت جبيل واحتلّ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وفي العام 1969 دمّر ثلاث طائرات في مطار بيروت الدولي، وفي العام 1970 قام بتمشيط 18 قرية حدودية ودمّر 50 منزلاً، وفي العام 1972 في فردان قتل ثلاثة قادة فلسطينيين، وفي العام 1978 قام بعملية الليطاني وقتل العديد من المدنيين، وفي العام 1982 احتلّ العاصمة بيروت بعد تدميرها وارتكب مجزرة صبرا وشاتيلا

كلّ ذلك وغيره الكثير تمّ قبل ان تنطلق المقاومة في نفس العام كنتيجة وردّ على اجتياح العدو لأرضنا ووصوله إلى عاصمتنا، ولما قام به من تدمير وخراب، ولما ارتكبه بحق المدنيين من مجازر ومذابح، ولم يتوقف العدو عن اعتداءاته فقام بتاريخ 1993 بعملية «تصفية الحساب»، وعام 1996 قام بعملية «عناقيد الغضب» وارتكب مجازر في قانا والمنصوري والنبطية وحومين التحتا وسحمر، ولم ينعم لبنان بالأمن والأمان إلا بعد دحر العدو وبالقوة عن أرضنا في 25 أيار 2000، ثم الانتصار عليه في تموز ـ آب 2006 وتحطيم أسطورة جيشه الذي قيل إنه لا يقهر، وهزّت أسس الكيان الصهيوني ومجتمعه ومنعته من تحقيق ايّ هدف من أهدافه المعلنة وغير المعلنة، وفرضت عليه توازن الرعب وقوة الردع

فالمقاومة وعملاً بشرعة حقوق الإنسان ومؤسسات الأمم المتحدة التي تعطي الحق لأيّ إنسان بالدفاع عن نفسه وعن حقه وعن ممتلكاته، والعدو كان يعتدي على لبنان ومن داخل الأراضي اللبنانية، فالأمم المتحدة لم تردعه عن الاعتداءات المستمرة ضدّ لبنان ولا منعته من ارتكاب المجازر وحتى الإدانة كانت ممنوعة، ولم نر محاكم دولية تتحرك لمحاكمة قادة العدو كمجرمي حرب، ولم تنفع لبنان علاقاته الدولية ولا مقولات «قوة لبنان في ضعفه» ولا «العين التي لا تقاوم المخرز»…

فكانت المقاومة بالمرصاد لهذا العدو المجرم القاتل الإرهابي، وحرّرت الأرض ودحرت العدو ذليلاً مكسوراً خائباً عن أرضنا بعد 22 عاماً على صدور القرار 425 وقد تحقق بفعل المقاومة وإيمانها بلبنان وشعبه وبحقوقه بكلّ حبة تراب ونقطة ماء وليتر من النفط  وم2 من الغاز. هذا الإيمان هو الذي نفخ فيها القوة والشجاعة والبسالة والإقدام والمواجهة والصمود حتى الانتصار، هذا كان قبل الصواريخ الدقيقة فكيف الآن بعد الصواريخ الدقيقة وما هو أهمّ من هذه الصواريخ، فالعدو المذعور أصبح يحسب ألف حساب قبل الإقدام على أيّ عمل عسكري أو أمني في لبنان، فالمقاومة ومن خلال المعادلة الذهبية تمّ حفظ أمن واستقرار لبنان وكرامة وعزة شعب لبنان، فكلّ لبناني شريف ولديه ذرّة من الكرامة الوطنية عليه مواجهة الخونة والعملاء والمرتزقة والمأجورين من رجال سياسة ووسائل إعلام وجمعيات مجتمع مدني، وعلى كلّ مواطن يحب وطنه وشعبه التمسك أكثر من أيّ يوم مضى بالمعادلة الذهبية مهما كانت الضغوط الأميركية، وعلى الجميع الترفع عن الأنانية والمصالح الشخصية والفئوية والتوقف عن طرح طروحات لا تخدم مصلحة ووحدة اللبنانيين والتوقف عن إثارة الأحقاد والنعرات الطائفية والمذهبية لأنّ وحدتنا قوّتنا وفي تفرّقنا قوّة لعدوّنا الذي يريد تمزيق وتدمير تركيبتنا الوطنية من خلال توطين اللاجئين الفلسطينيين في بلدنا، وعلى الذين لا يزالون يراهنون على العدو الصهيوني في لبنان ويتحضّرون للمواجهة يجب أن يفهموا بأنّ سيدهم مختبئ منذ ثلاثة شهور ينتظر ردّ المقاومة وهو مذعور وخائف وخائب، هذا قبل الصواريخ الدقيقة فكيف ستكون حالته بعد الصواريخ الدقيقة وما هو أهمّ من الصواريخ الدقيقة التي باتت في حوزة المقاومة.

كما نذكرهم كيف تمّت معاملة العملاء بعد التحرير بذلّ وإهانة، ويومها قال العميل أنطوان لحد لقد خدمنا الصهاينة عشرين عاماً بكلّ إخلاص ووفاء وعاملونا معاملة الكلاب، هل يتعظ هؤلاء وقبل فوات الأوان؟

*عميد متقاعد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى