الوطن

مواقف مندّدة بتطبيع الحكومة السودانية مع العدو: سقوط سياسي وأخلاقي وخيانة لفلسطين

ندّدت أحزاب وقوى سياسية بـ»السقوط السياسي والأخلاقي للسلطة الحاكمة في السودان في مستنقع الخيانة والتطبيع مع العدو الإسرائيلي»، مؤكدةً أن التطبيع خيانة للسودان وفلسطين.

وفي هذا السياق، دانت الأمانة العامة لـ «المؤتمر العام للأحزاب العربية» هرولة الحكومة السودانية نحو التطبيع مع العدو الصهيوني.

وقال الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح في بيان، إن «ثمار ما يسمّى بالربيع العربي تلقي بظلالها على واقعنا القومي البائس، فلم يكف أمتنا الصمت تجاه الاعتداءات الصهيونية المتكرّرة وتهويد القدس والاستيطان، بل تعدّى ذلك إلى أن تشهد أمتنا اللهاث الأعمى والهرولة خلف التطبيع مع الكيان الصهيوني».

وأضاف «بعد الإمارات والبحرين ها هي السودان وطن اللاءات الثلاث (لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض) وبعكس إرادة الشعب السوداني العظيم الذي احتضن المقاومة ومازال، وبقرار حفنة من مغتصبي السلطة وضماناً لبقائهم في سلطتهم هذه، يعترفون اليوم وبإيعاز من سيدهم الأميركي، وبأموال ومباركة خليجية يعلنون عن بدء مسار التطبيع مع هذا الكيان الغاصب».

ودان «هذه الجريمة النكراء المرتكبة من سلطة غير شرعية، محمّلاً هذه السلطة المسؤولية الأخلاقية والتاريخية لهذه الخيانة الموصوفة التي رمت  بالسودان في الحضن الأميركي الإسرائيلي على حساب الشعب السوداني  العزيز الأبي الذي يعي خطورة هذا الكيان ويرفض وجوده ويدعم بقوة الحقوق العربية وعلى رأس تلك الحقوق القضية الفلسطينية، وهو الشعب الذي قدم شهداء أبرار صوناً للأراضي العربية ولوحدة السودان التي انتهكت يوم تقسيمه تمهيداً لهذا اليوم المشؤوم».

وإعتبر ان «هذا اليوم هو يوم أسود في تاريخ السودان والأمة جمعاء، وهو خيانة لتاريخ السودان وتضحياته ونهجه وهويته، وطعنة نجلاء في صميم الحقوق العربية المشروعة وانتهاكاً للإرادة الشعبية السودانية والعربية، والتي عبّر عنها شعبنا في السودان عبر تحركات شعبية عارمة رافضة للتطبيع والتي أحرقت العلم الصهيوني، وأدانت الخيانة التي ارتكبتها السلطة السياسية ممثلة بكل من رئيس الحكومة حمدوك ورئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان».

وحمّل السلطة السودانية المسؤولية الناتجة عن ذلك، مؤكداً باسم الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية «ثقته بالشعب السوداني والأحزاب القومية والوطنية التي لن تقبل هذه الخيانة».

ورأى «أن قوى الحرية والتغيير وسائر القوى الحية أمام اختبار مصيري سيحدّد مستقبل السودان وممارسة دوره التاريخي في احتضان قضايا الأمة والتمسك بالحقوق القومية وتحرير فلسطين كل فلسطين من براثن العدو الصهيوني».

وختم «إننا على ثقة بأن شعب السودان بجميع مكوناته السياسية قادر على تحقيق هذه الأهداف وإسقاط كل الاتفاقيات المذلة ورفع راية المقاومة فوق ربوع السودان الأبي».

كذلك، اعتبرت الأمانة العامة لـ «المؤتمر القومي العربي» في بيان «أن تاريخ الشعب السوداني الطويل من القضية الفلسطينية ظل يعبّر عن أصالة هذا الشعب ونبله ومبدئيته، فقد بادر إلى نصرة فلسطين في حروب 1948، و1967، 1973، واختلطت دماء أبنائه بدماء أشقائه الفلسطينين والعرب على أرض فلسطين العزيزة، ولقد كان للسودان مواقف مشرفة من القضية الفلسطينية يضيق المجال لذكرها، بيد أنّ الحكومة الانتقالية السودانية  قد وضعت حداً فاصلاً بين الشرف والخيانة حين أقدمت على التطبيع مع العدو الصهيوني، في مقايضة خاسرة لهذا التاريخ المشرّف ببضعة دراهم تبقيها على كرسي السلطة الدوّار الذي لم يدم لأحد من قبل».

اصافت «إن المحادثة الهاتفية التي جرت بين الرئيس الأميركي، ورئيس وزارء الكيان الصهيوني من جانب، ورئيس مجلس السيادة ورئيس مجلس الوزراء السوداني، والتي أعلنت انتهاء حالة العداء بين السودان ودولة الكيان، وفتحت السودان بكل خيراته وإمكاناته الاقتصادية أمام المصالح الصهيونية، لهو عار كبير، يجد منّا في الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي الإدانة والشجب وبأوضح العبارات واقواها».

وإذ أعلنت رفضها وإدانتها «لقرار الحكومة الانتقالية السودانية الذي دخل بموجبه بلد عربي عزيز نادي التطبيع»، أكدت «أن هذا القرار يصادم وجدان الشعب السوداني ومزاجه، بل يخالف ويخرق قانون مقاطعة إسرائيل الصادر من الحكومة الوطنية في السودان بتاريخ  15 حزيران 1958».

عبّرت الأمانة العامة «عن ثقتها في الشعب السوداني الذي سيرفض هذا القرار كما رفضته شعوب عربية سبقت حكوماتها حكومة السودان الانتقالية في السقوط في درك التطبيع»، داعيةً الشعب السوداني «إلى اتخاذ المواقف التي عرف بها رفضاً لقرار نظامه الانتقالي، ولإفشال مشروع التطبيع الذي يستهدف تاريخه وحاضره ومستقبله، وإمكانات ومقدّرات السودان، الأمر الذي بدا واضحاً من خلاصة المحادثة الهاتفية التي جرت بين ثنائي السلطة في السودان والرئيس الإميركي ورئيس وزراء الكيان الصهيوني».

بدوره، دان «حزب الله»، في بيان «السقوط السياسي والأخلاقي للسلطة الحاكمة في السودان في مستنقع الخيانة والتطبيع مع العدو الإسرائيلي، والذي سبقها إليه عدد من الدول العربية»، معرباً عن اعتقاده «أن الإقدام على هذه الخطوة الخيانية في خدمة العدو الصهيوني والولايات المتحدة، مقابل أثمان بخسة وتافهة سوف تؤدي إلى سقوط هذه السلطة سريعاً أمام الشعب السوداني الشريف وقواه الحية وتاريخه النضالي العريق، والذي سوف يسقط هذا القرار ومفاعيله».

وأشاد الحزب بـ»الفاعليات والتحركات والتجمعات والاحتجاجات التي قَام بها الشعب السوداني وأحزابه وشخصياته الحرّة، رفضاً للتطبيع مع العدو»، مؤكداً «أن انتهاج بعض الدول العربية سلوك الخيانة والتطبيع مع العدو الصهيوني، لن يؤثّر على عزيمة الشعب الفلسطيني ولا على حركات المقاومة في المنطقة، وتمسكها بخيارها الرافض لهذا العدو ولكل أشكال التطبيع، والمتمسك بمقاومته حتى تحرير فلسطين كاملة».

من جهته، نظّم الحزب الشيوعي و»منظمة العمل الشيوعي» و»حزب الطليعة»، وقفة احتجاجية أمام سرايا جب جنين في البقاع الغربي، «رفضاً لسياسة التطبيع مع العدو الإسرائيلي التي تنتهجها بعض الدول العربية وآخرها السودان»، في حضور مسؤول حركة «فتح» في البقاع محمود السعيد وفاعليات.

وأُلقيت كلمات اعتبرت «أن التفاوض غير المباشر مع العدو هو أمر غير محرم طالما يهدف فقط إلى تثبيت سيادتنا غير المنقوصة براً وبحراً لاستثمار ثرواتنا الوطنية»، داعيةً «المفاوض اللبناني إلى الصمود في وجه من يحاول المسّ بهذه الحقوق أو من يحاول تحوير هذه المفاوضات نحو التطبيع مع العدو بضغط من الوسيط الأميركي غير النزيه».

ورأى المتحدثون أن «إرهاب دول الخليج بالفزاعة الإيرانية لبيعهم السلاح وسرقة أموالهم وإجبارهم على التطبيع مع العدو فقط من أجل الحفاظ على ممالكهم وإماراتهم، واستغلال فقر السودان وجوع شعبه وديونه وقضية الإرهاب لفرض التطبيع عليه والذي سيكون مفتوحاً على السعودية وغيرها من العالم العربي، كل ذلك بفعل رأس الأفعى التي دمرت العراق وتشارك في تدمير سورية وترعى الحرب العبثية في اليمن وتسعى لكل ما يضعف العرب ويعلي شأن الكيان الغاصب».

وشددوا على «أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية لأنها السلاح الامضى»، داعين الفلسطينيين إلى «أن يستمرّوا في استنباط أساليب النضال التي تبقي القضية حية على الدوام وتحظى باهتمام عالمي».

بدورها، رأت «حركة الناصريين المستقلينالمرابطون» في بيان، أن «ما أقدم عليه النظام السوداني المتهالك من الخضوع للأميركيين واليهود، في إعلان إطار بدء المفاوضات للتطبيع بالاعتراف بالكيان اليهودي، هو في خانة إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على استخدام بعض العرب في حملته الانتخابية المتعثّرة».

وشددت على أن «الشعب السوداني العربي الثائر، سيسقط كل مشاريع التفاوض والصلح والاعتراف بالكيان اليهودي على أرض فلسطين، وستبقى لاءات الخرطوم الثلاث التي أطلقها جمال عبدالناصر، لا تفاوض لا صلح لا اعتراف، هي المسار والمصير لكل أحرار العرب، لتبقى فلسطين قبلة نضالنا وعنوان حريتنا وتقدمنا وازدهارنا كأمة».

من جهته رأى مفوض الشرق الأوسط للجنة الدولية لحقوق الإنسان ومبعوث المجلس الدولي إلى جنيف السفير الدكتور هيثم أبو سعيد «أنّ الاتفاق الذي وقعه رئيس الحكومة الانتقالية مع إسرائيل يشوبه العديد من التساؤلات، باعتبار أنّ الحكومة الانتقالية الحالية لا تملك صلاحيات للنظر في وفق الدستور السوداني ما لم تكن قد قامت بتعديله وفق القوانين المرعية الإجراء.

أضاف السفير أبو سعيد أنّ المواد التي يعمل من خلالها المجلس الانتقالي من خلال مهامه واختصاصاته في مادتها الأولى وهي إجازة لائحة تنظيم أعمال المجلس وأيّ تعديلات عليها لا تجيز له العمل إلا بعد تنفيذ الفقرة الثانية وهي تعديل الدستور في شأن الاتفاقيات الدولية السيادية، وهذا ما تفتقر إليه حتى الآن ما لم تكن قد أبرمت هكذا تعديلات بعيداً عن المداولات الرسمية ووراء الكواليس…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى