صباحات
} 27-5-2021
صباح القدس للسيد وبحّة الصوت الظاهرة والغصّة بالدمعة اليمنية، لحظة وجدانيّة غامرة من العشق والرفعة والإنسانية، والقدس حاضره الأكبر، لها هو الأشتر، وللقدس معادلة جديدة تجيب على أسئلة معلقة، خارج الكلمات المنمّقة، وصباح القدس للشام تصحو وتنام، وترسم صفحة المستقبل الأجمل، تحت عنوان الأمل بالعمل، وتبايع بشارها مواصلة المسيرة، بعد أيامها العسيرة، تتويجاً لنصرها احتفالاً بعرسها بعدما سدّد مهرها واشترت فرح حاضرها بتضحيات أمسها، وتباهي الكون بقائد الانتصارات، رئيساً لا يهاب العاتيات، لاعب الموت وانتصر، وتجاوز المطبات والفخاخ والحفر، وبين النيران شق لها ألف معبر، وها هي في بر الأمان تعبر المخاطر، رغم الكيد والمكر وألف متآمر.
في أيار صار عيد النصر والمقاومة بدلاً من اتفاق العار، وفي أيار صار عيد الحرب في غزة مصدراً للعزة بدلاً من يوم التقسيم وإرثه السقيم. فالتاريخ يكتبه المقاومون وفيه لهم الحضور، ويبدلون فيه موقع الأيام والشهور، فتحلّ أيام النصر مكان الهزيمة، وتثبت الأمة التي أهانوها أنها أمة عظيمة، وان شعوبها أهل للنصر والفخر، متى امتلكت العزيمة، ولما لبنان وفلسطين وسورية، تظهر أنها على الكسر عصية، تنهض الأمة للمنازلة، ويخشى العدو الحرب الشاملة، وقد جاءه السيد يعدل المعادلة، ويغيّر قواعد الاشتباك، بعدما أقفل المقاومون على الكيان الدخول من الباب وخطة الفرار من الشباك، وصار نهاره كليل سديم، امام الصبر العظيم، وما أعدته المقاومة من عدة لحرب طويلة المدة، حيث لا قبة تحميه، وقد استعد الجمع ليلاقيه، في منازلة شاملة، لا مناصَ حاصلة، مهما تبرّم وتقلب، وتملص أو تهرّب، فالقدس أقرب، شعار المرحلة للحرب المؤجلة، مهما جاء الأميركيون بمناورات، ومبادرات، فالحرب لا ريب آتية، والريح عاتية، والدم دين سيسدّد، والنصر مسدّد، والمسألة تنتظر توقيتها، في لحظة لا يمكن تفويتها، عندما تأزف الساعة، ستقاتل القناعة، وتقاتل الروح، وسيشهد العالم كيف يكتب التاريخ، وتنهمر الصواريخ، من الشرق والشمال والغرب والجنوب، وكيف تُخاض الحروب، ويقاتل الشهداء، وتقاتل الأرض والسماء، والبشر والحجر، ولن يكون لهم إلا البحر ممراً، او مستقراً، ليعودوا كما جاؤوا، سواء أبوا ام شاؤوا، فالساعة آتية لا ريب فيها، ربما في حزيران أو في تشرين، فليتهيأوا لمعانيها، ومعهم كل المراهنين والمطبّعين والمنافقين، فقد اشتاقت العيون للقدس كما يشتاق الحبيب، بانتظار العرس، وإن غداً لناظره قريب.
} 25-5-2021
صباح القدس ليوم النصر في أيار صباح ممتد على مدى الليل والنهار، صباح يعد بسنوات القهر ويجلوه نور الفخر، وتعلوه صيحات تحرر الأسرى، يتردد صداه في المسرى، وكلما قلنا انتفاضة الأقصى تذكّرنا العيد في بنت جبيل، وكلما صبحنا أمسى قلنا آن أن ينتهي هذا الليل، فالقدس هي الوجهة الحتمية لكل مقاوم، واللبس موجود فقط في عقل المساوم، ومنذ مطلع الألفيّة شباب جيل جديد يحملون راية القضية، جيل مبدع غنيّ بثقافة التقنيّة، جيل متمرّد على كل الأساليب التقليدية والانتماءات الفصائلية، وجيل ممتد إلى العالمية، ببساطة الحق والباطل، يحاور ويجادل ويقاتل، جيل يؤمن بحقه المطلق، وليس عنده باب جامع مغلق، فلكل مشكل حل، وأصل الدود في الخل، وهذا الجيل قد قرر ان القدس هي المحور، ليس لأنها قضية الأوقاف، فالقضية في حق إنسان يتحرر وحق إنسان لا يخاف، والقدس في الشيخ جراح وحي العمود، قضية حق مستباح ووجود، وليس مهماً عنده فكرة الدولة، ولا نظرية الجولة، فالقضية التي لا تتسع للرملة واللد لا تعنيه، لأن الحدود هي حدود كرامة الإنسان، وهي حدود لا تقبل النسيان، ومثلها قضية العودة وكل حق مهدور، وعلى الساسة إيجاد طريق تسوية الأمور، أما النضال فعليه إثارة القضايا وتحديد العناوين، والحلول التي لا تتسع للقضايا ساقطة بحكم مبدأ التعيين، هكذا تتحرك الأفكار هذه الأيام، وينتظم حولها الشباب ويتفاعل، فالنقاش لا يبدأ بالممكن والمستحيل، ولا بمشروع متداول، او بالحلول المتداولة، فالقضية عند هذا الجيل ترفض مبدأ المقاولة، وقد تلاقى جيل الألفية في العالم حول حق فلسطين لأنها قضية الإنسان، والحق المجرد، بالأبيض والأسود، وأحسن الجيل الجديد طرح المسألة في لحظة فاصلة، فتفجر كل جيل الألف الثالث على نداء الحق الضائع، وصارت قضية كل شباب العالم، وتلاقت القضية في المسامع، مع نهضة محور مقاوم، فكانت الحرب والجولة الأولى، لقاء في الدرب بين الخطوط، وعلى اللاعبين في السياسة وعباقرة التخطيط أن يفكوا ارتباط الخيوط، بين مقاومة قضيتها كل فلسطين، وجيل قضيته كل الإنسان وكل إنسان، وكلمة السر في حيفا وفي يافا وفي الرملة، فما الحل الذي يبدأ من هناك، تلك قضية بلينكن وبايدن في هذه الجولة، والشباب جاهز ليعيد الاشتباك، والمحور جاهز لجولة جديدة تظهر البأس الشديد، من جديد، ففكروا بحل غير فكرة الدولة، وتساءلوا عن جوهر أزمة الكيان والاستيطان، قبل أن تتوهّموا أن الإعمار يشكل الجواب، أو تصدقوا ان التفاوض علة الأسباب، فتلك هموم واهتمامات الهوامش الطفيليّة وليست جوهر القضية، فالحرب في أصلها لها عنوان، هو الإنسان والهوية والذاكرة والنسيان، ومنذ أيار التحرير في بنت جبيل قال السيد وسمع الشباب، إن الحق لا يموت، وإن الكيان أوهن من بيت العنكبوت، دمروا ما شئتم من بيوت فلن تتغير الحقائق، لا بموج تطبيع منافق، ولا بتجنب الحقيقة، فأنتم في زمن الصواريخ الدقيقة، وستبقى القضية معلقة كحبل المشنقة حتى يعود الحق الضائع وليس هناك حق مائع وجزاء الصبر العظيم نصر أعظم ومن صبر تعلّم.
} 24-5-2021
صباح القدس ليوم مشهود، يوم برائحة البارود، يوم انقلاب الصورة، وبدء مسار جديد، يوم انهزم المحتل للمرة الأولى، ففقد حضوره، وفلّ الحديد الحديد، وتحرّر الجنوب من الناقورة الى حولا، والجيش الذي كان لا يقهر قهر تحت الأضواء، وظهر جنوده أذلاء، وظهر الإذلال على العملاء، وتطهّرت الأرض من رجس المحتل، وتصحح الميزان المختل، وللمرة الأولى سقطت معادلة عمرها منذ ولادة الكيان، بأنه قدر لا يُهان، فمتى قرّر الحرب فاز بها، ومتى احتل الأرض صار صاحبها، فجاءت المقاومة تحفر الجبل بإبرة، وفي سنوات تكتب العبرة، أن الشعب اذا اراد الحياة فلا بد للقيد ان ينكسر، وان المقاومين الحفاة أقوى من كل جيش منتصر، وأن النصر صبر ومثابرة ولو أسميت المقاومة مغامرة، وان الحرب علم له أصول في مدرسة المقاومين وليس فعل مجانين ولا ضربة حظ أو فطرة قد تصيب لمرة، فالحرب فكرة، وبالفكر رسمت لها طريق محسوبة، وخطط مكتوبة، ورصدت لها دماء وسار عليها شهداء، وقدمت فيها تضحيات، وقادها عباقرة، يستحقون المفاخرة، غيّروا قوانين الحرب على مقاس شعوبهم، وأحسنوا اختيار دروبهم، فكان النصر في أيار، وكان الردّ على أيار وحزيران. فالنكبة والنكسة معادلتان لما سُمّي بحق القوة، ونصر التحرير رد اعتبار لقوة الحق بالقوة، فلا قوة للحق بلا جيش يحميه، وبلا ثبات، والحق الذي لا يحتاج إلى إثبات يحتاج الى التضحيات، فلن يسلم اللصوص بالحق لما تقول النصوص، هكذا قالت فلسطين، وهكذا علّم الجنوب، وهكذا قالت حطين وهكذا علم الحروب، وقد علمنا الذين استشهدوا والذين أسروا والذين عبروا والذين بقوا والذين استحقوا، ان الطريق محتوم النصر، وان الطريق محكوم بالصبر، وان الطريق يوصلنا الى القدس وحيفا، وأن الحرب كطريق النمل خط موصول، نعيده كل عام، لا نرتاح عند الوصول، ولا نغفو أو ننام، وان ما جرى في جنوب لبنان قابل للتكرار في الميدان، وهكذا كانت غزة، وهكذا صار للمقاومة محور، وصارت القدس أقرب، وهكذا تنال العزة، وهذا المحور يتطوّر، ماؤه من نفس المشرب، نقية وفية مطهرة صادقة مظفرة، وها نحن اليوم نحيي العيد بدل العيدين ثلاثة، عيد للسيد وعيد للأسد وعيد لهما مع فلسطين، فالنصر مرآة مقعرة، يتكرر فيها مرارا، ومنذ النصر في حطين والأمة مدمّرة تنتظر كرارا.
} 23-5-2021
صباح القدس للنصر تجلى فانتبهوا، وصباح القدس لزمن الهزائم قد ولى فلا تشتبهوا، صباح القدس لأهل النصر وقد صاروا عرضة سباق، والأفكار أيضاً لها أسواق، بضائع شتى باتت تتدفق، وأسئلة حتى نرهق، فانتبهوا ولا تشتبهوا، فنصر الجولة الأولى ليس موضع تشكيك، واستكمال النصر يحتاج مزيداً من التشبيك، وهذا يكفي، أما الذين يرسمون لنا المخاطر للتهويل، ويجمعون كل شبهات الأرض بهدف التدليل، أن النصر أيضاً مؤامرة، ويبدون الحرص علينا، ويقولون إن ما نراه مجرد تظاهرة، للالتفاف على ما لدينا، حتى نصدق ان الجيش المحتل انهزم ليخدعنا، وان أهل التطبيع ينتصرون، واننا لا ندري وقد صار العدو في مخدعنا، وكم هو جبار ما يخططون، فذلك ليس الا تزوير للتاريخ، لرد الاعتبار لمن هزمته الصواريخ، والحديث عن تمويل الإعمار وما فيه من أخطار، لنتخيّل عدواً جبار، ونرتبك وننهار، وننسى من انتصر في الحرب، ومن بدأ يتأقلم ويبحث عن درب، وننشغل بالمخاوف ويقتلنا الحذر، ونستشعر في كل حدث خطر، ونتوه عن استثمار طوفان الأحداث المزهرة، حتى يبدو أن الحرب كلها كانت مسرحية مدبرة وباعونا نصراً وهو مجرد مسخرة، وقد فعلوا ذلك يوم التحرير، وقالوا انسحب الاحتلال بحسن التدبير، وأعادوا الكرة في تموز العدوان، وقالوا حجم الموت هو معيار النصر، وكأن التاريخ يكتب بالنسيان، ومتى كان افضل عيش في القبر، فيعقدون لنا المسألة ويكثرون من الأسئلة، فهل تثقون بحماس، وهل يكفي حل الالتباس، وماذا عن الأتراك ولا زال في سورية الاشتباك، وماذا عن قطر ومبادراتها مصدر خطر، ولا تنسوا الجزيرة وألاعيبها الخطيرة، والجواب يا صناع النصر كالعادة، أن ما نشهده ليس الأصل بل الإعادة، فهذا ما كان في تموز العدوان ولم يأخذنا بعد النسيان، ومثله كان في التحرير، فالنصر جذاب للتزوير، لكن الحرب عقول، وقد أنجزنا فوق المعقول، فلا يعقل أن نواطير الكاز أقدر من شعب اليمن، والا أين هم بمقياس الزمن، وأسطورة أميركا عقل لا يهزم، يكذبها مسار حروب لو نعلم، فمنذ سقوط جدار برلين، وهي تتلعثم بين نهاية التاريخ وحرب الحضارات، والحصارات، وها هي الصين تنهض وروسيا تتربّض، وإيران تتمرّد، والمقاومة تتمدّد، وإلا كيف انتصرت سورية، وكيف ساد عليهم أسد الشام وقد جاؤوه بكل حشود اللئام، وقد هزمت دواعشهم، والشعب كاشفهم، وأين هي السطوة واين هي القوة، واين القبب الحديدية، ووهم السيطرة الأبدية، فالأتراك مأزومون، وعن فتات الدور يبحثون، والخليج تائه في التهريج، وأصل الجواب في الحساب، هل لديهم حل للاستيطان، هل يستطيعون ترك القدس والأقصى والشيخ جراح، هل يملكون جواباً لتراكم نوعي في السلاح، فالحذر مطلوب، والانتباه شرط النصر في الحروب، لكن المبالغة تسبّب جروحاً بالغة، وتشوش العقول، وتخرّب المحصول، فيا صانع استثمر على النصر نصراً آخر، واخرج للناس وتفاخر، فأنت من الضعف صنعت القوة، وردمت الهوة، ودليل الإمكان هو الوقوع، وقد نهضت من الوهم والخضوع، وأطلقت مسار الحرب، وسلكت نصف الدرب، فاكمل، وكما تخطيت الألغام، وبنيت الأنفاق، وجهزت الصواريخ، اياك أن تنام، وان يخدعك النفاق، ولك التاريخ.
} 22-5-2021
صباح القدس لنصرنا الآتي والنصر مسار صبر وتراكم، في نصفه الأول تحمل للعاتيات وفي نصفه الثاني النصر تقادم، والنصر في مسيرتنا الطويلة يقاس بالمحصلة، كم اقتربنا وكم ابتعدنا وفقاً للبوصلة، منذ أربعين عاماً عندما وقعوا ما اسموها معاهدة السلام وأخرجوا مصر من جبهة حربنا، واجتاحت جحافل الاحتلال لبنان وأمعنت في ضربنا، وطوقوا إيران وأعلنوا الحرب عليها، وهمشوا العراق واستعدوا لإسقاط روسيا، واستنزفوا سورية، وبقوا يخططون حتى توصلوا، لإغراق فلسطين في مستنقع أوسلو، وخلال عشرين عاماً كانت تميل لهم الكفة، وبالصبر والبصيرة نقلب الدفة، فكان أول الإنجاز هو التحرير في الجنوب، وكان الرد عليه بمزيد من الحروب، فاسقطوا العراق وجاؤونا في تموز، وتهيأوا لإسقاط سورية، وحاصروا ايران، وها هي العشرون الثانية، وقد عادت سورية بأسدها، وها هو جيشها يستردها، وها هو العراق سند قوي للمقاومة رغم أوضاعه العائمة، وها هي المقاومة في لبنان سنديانة عتيقة، قد امتلكت صواريخها الدقيقة، وهذا اليمن السعيد يقول لفلسطين انا الصاروخ البعيد، وإيران صارت قوة ضاربة، تقود جبهتنا المحاربة، وفي الجولة الأولى لحرب فلسطين نسأل عن حالهم وعن حالنا، هل تاهت البوصلة، هل ضاعت الطرق الموصلة، هل تفرق جمعنا، هل تشوّه وعينا، هل ضعفت أحلافنا، هل تفرقت صفوفنا بخلافنا، وبالمقابل من نقاتل، هل لا زال جيش الاحتلال لا يقهر، ام كلما بدا قوياً تعثر، وهل زادوا حليفاً قويا، ام اختاروا طريقاً سويا، ام كلما أنشأوا حلفا تفرق، وكلما قرعوا دفا تمزق، وها هي روسيا ناهضة والصين مفاوضة وايران مناهضة، والأميركي يخرج من الاشتباك، وهو في حال ارتباك، يبحث عن فرص للتشبيك ويسميها بالتكتيك، واللعبة واضحة وحلفنا لا يترك سانحة، فيقول تعالوا نشبك ونحن أيضاً نتكتك، وفي لحظة فاصلة رادعة تقع عليهم الفاجعة، فغزة وحدها تلقنهم الدروس، وأحلافهم كأم العروس، وقبتهم الحديدية خرقة ممزقة، ودول التطبيع على القلق معلقة، والشعب في فلسطين يشحذ السكاكين، والعروبة التي قالوا إنها ماتت في العروق استفاقت، والصحوة العالمية التي قالوا إنها ضاعت في العولمة صارت معولمة، فتعالوا نتخيل العشرين القادمة، ونحن في مسيرة لا تساوم، ترفع راية لمقاومة، وتخيلوا حرب الشعب المقاوم، فلا تفاوض ولا صلح ولا اعتراف، بل تمتين وتصحيح للأحلاف، وتصويب لكل خلاف، وبناء المزيد من المقدرات وتعزيز للمعنويات، وقادة يثبتون في الملمات، وقلاع لا تهزها الأزمات، والمحور الجديد يعرف ما يريد، بالأنفاق والصواريخ يكتب التاريخ، قادته عظام وخصومه أقزام، وطريق التسويات حول فلسطين مقفلة، والحروب على غيرها مؤجلة، وبالقياس لما كان تخيلوا ما سيكون، وثقوا اننا يا قدس قادمون، فالنصر صبر وبصيرة وتسديد للمسيرة، ونهضة للشعوب وثبات في الحروب، ومن رأى في أهل الحق أقلية فليعلم اننا مع الحق أغلبية، ومن شهد شعاع الشمس أغرب فليعلم ان الصبح بات أقرب.
} 21-5-2021
صباح القدس للنصر المبين وصباح القدس لفلسطين والمقاومين، صباح القدس لغزة العزة والقسام والسرايا والضيف والسيف والمحور يتوحد عند الأسد والـ 48 تعود روح فلسطين وللضفة تقلب الدفة، وقد عادت القبة حبة وعاد الكيان الى العلبة، وجاء الثأر من نكسة عام الـ 67، وباتت مدن الكيان كالعصف المأكول، تعصف فيها الصواريخ بالعرض والطول، وطيور أبابيل تصليها حجارة من سجيل، وضاع كل خراب الربيع والتطبيع، فتوحد الشارع العربي وراء المقاومة، يهتف رفضاً لأي مساومة، وسقطت الألاعيب السخيفة والمؤامرات المخيفة، وظهر محور السادة والسيادة والتاريخ صاحب القرار بقوة الصواريخ، واستعيد للمبادرة الزمام كما عاد لدوره القسام، وخرجت الأمة للعيد بعد الصوم، وقد استفاقت من النوم، وليس لأحد أن يسأل أين الاتفاق لأن الاتفاق يعني بث الروح في المفاوضات وتضييع الإنجازات، فالذي انتصر خيار المقاومة ويريد النصر بالضربة القاضية بعد تراكم النقاط، ولن يحلم مَن يريد صرف النصر بإعادة الروح للتفاوض على حل الدولتين بفك الرباط، فالذين رابطوا في ارض الـ 48 ليسوا زائدة تاريخية على القضية وعودة اللاجئين ليست ترفاً فكرياً ولا سراب، والدولة لا تعنينا الا على كامل التراب، ولينعق بعيدا كل بوم او غراب، فاليد العليا ستكون للمقاومين في كل فلسطين والحرب سجال، وقد راحت أيام الفر وبدأ الكر والقتال، اليوم سقطت أوهام الحرب في الكيان وسقط الكيان كله في الامتحان، وفي الجولة المقبلة سيكون السلاح في الضفة يمسك الدفة، وستنتفض الأرض في يافا وحيفا والبيرة، وسترسم معالم جديدة للمسيرة، وتتحصن القدس بالمتغيرات والانتصارات ولم تعد وحيدة، ولم يعد الشيخ جراح مجرد قصيدة، بل عنواناً للصراع، لا يشترى ولا يباع، ولمن لا يقرأ الحقائق فلينتظر الساعات والدقائق، وسيشهد كفة من هي الراجحة وحسابات من هي الرابحة، ومن خسر الموازين وكسرت يده وسقطت منه الراية، وبات أسيراً عند سيده يطلب الحماية، فما تحقق أعظم من عظيم والطريق مفتوح للمنازلة، وقد تغيّرت المعادلة، وانتظروا الأيام المقبلة، ستكشف كيف تغير المشهد بقرار بدخول الحرب من بيروت لبغداد وصنعاء والشام ومشهد، وما لم يقف القتل المستباح فسيتكلم ما لم ترونه من السلاح، حتى تراكض المندوبون وتحرك المبعوثون وأمسكوا بيد الجنون، وقالوا اوقفوا حربكم فقد بلغت الأرواح الحناجر، وقرار المحور حرب من الآخر، ومقابل جنونكم سيخرج مجانينهم وليس لدينا لمدنكم قبة تغطيها، وسينقلب عاليها واطيها، وتنكركم الحجارة، ولن تجدوا ما تلجأون اليه مع الصفارة، لا قنصلية ولا سفارة، فسارعوا للتوقف وقد اجتمع الأحلاف في الشام برئاسة الأسد، وطووا صفحة الخلاف الى الأبد، وكما النصر في حلب لا يقبل التشكيك، فهذا المحور يسبق الكل بالتشبيك، والرسالة واضحة، فلا تتركوا السانحة، واسبقوا موعد كلمة نصرالله في عيد التحرير، حيث سيعلن أن المسار يدخل التغيير، وإن استمر القتل حتى العاشر من حزيران ستكون الحرب الشاملة على الكيان، وآخر الكلام للقدس سلام وهذه المعادلة الحاكمة ليست عرضة للمساومة، والأيام قادمة.