أولى

من جدّ وجَد ومن سعى «عمّر وعلا»… مبروك للقوميين الاجتماعيين وأهالي ضهور الشوير «دارهم العالية»

من على التلّ المُطلّ على المنحدرات والروابي لقرى الجوار لبلدة ضهور الشوير وآفاقها البعيدة يقوم «الدار» بهيبة الحصن منبسطاً فوق ركن السكينة المطمئنة لمسار الشمس، مكشوفاً على صدى السنين، من زمن وضوح الفكرة الى واقع التأسيس مدماكاً فوق مدماك، في تلاق لرمزية المكان والزمان على واقع الانتماء وانصهار البنْيان النهضوي لرسالة لا تقف عند حدود الحجر، وإنما تتعدّى ذلك الى التعاليم البنائية للنظام الجديد، وإرادة الصراع والتفاني والعطاء المُطلق.. في تماهي القول بالفعل…

أما القول… «نحن أبناء ورفقاء سعاده وتلامذته نلتزم إعادة إعمار دار سعاده، بعد أن اكتملت حيثيات هذا المشروع»، مبادرة أطلقها رئيس الحزب الأمين أسعد حردان في مثل هذا اليوم على رحاب ذكرى الثامن من تموز عام 2009…

ربما تلقى بعضنا هذا «الوعد» بشيء من الريبة والتشكيك! وأنا من هذا البعض، على قاعدة أنّ الكثير من الوعود تردّدت على مسامعنا وكانت من غير طائل، وقد يكون لنا عذرنا «نحن» الذين اعتدنا في فورة الحماسات والمناسبات الحزبية على إطلاق مثل هذه الوعود والمبادرات التي سرعان ما تنتهي في سجل الأماني والتمنيات تعثراً، إما لظروف الحرب الأهلية ذات زمن، أو لضيق ذات اليد المأزوم دوماً… والى أسباب أخرى غير ظرفية.

ونعود «نحن» لنتحسّر لمرأى الحجارة المكوّمة على فسحة «الدار» «المنسية» تردّد وجع الصدى عميقاً في كرامتنا المجروحة لحراجة المشهد المؤلم في القلوب والنفوس.

أما وأنّ الأسباب التي تحول دون الانطلاق بالمشروع وتنفيذه على أرض الواقع قد «انتفت»، وتمّ للحزب في نهاية الأمر تملك العقار على قاعدة إعطاء كلّ ذي حق حقه، إضافة الى سعي قيادة الحزب لتملك الأرض المحيطة بالمساحة الأساسية للدار لتصبح بمقدار عشرة آلاف وثمانمائة متر مربع بعدما كانت مساحة الأرض التي تملكها الزعيم في العام 1948 ألفان ومائتي متر مربع.. خاصة انّ الحزب وضع تصوّراً وخططاً على ان يكون الدار المنشود بناء فخماً ذات طابع تراثي يتماثل مع الصروح الراقية والمعروفة…

وبالفعل… ارتفع اليوم الدار على علو ثلاثة طوابق على مساحة ألف متر لكلّ طابق، محاطاً بمدار دائري معبّد، ومدخل للسيارات، وأبقي على واجهته حيث التلة تظلّلها أشجار الصنوبر الوارفة و»جناين» ورد مزروعة «ع الداير من دار»…

 من نافل القول، ومما لا شك فيه انّ الموقع المهيب الذي استشرف سعاده أهميته الجمالية عند تلة المطلّ الفتوحة على فضاء واسع، أعطى لـ «الدار» إطلالة فريدة تقترب الى المعلم التراثي أكثر منه داراً ثقافية اجتماعية لجهة تربّعه على المساحة الوافرة، وهندسته المتوازنة في المقاييس المتساوية، أو في ارتفاعه وتوزّعه واتّساعه، فمن الأبواب العالية، والنوافذ الواسعة بقناطرها الجميلة والتي اشتهر فيها «معمرجية» الشوير، الى الممرات العريضة تتفرّع منها قاعات فسيحة ومدارج حلزونية مدعمة بمصعد كهربائي.. عدا عن شبكة الإضاءة الداخلية تمنح القاعات إنارة كافية، استكملت بإضاءة خارجية توزعت على كامل هيكلية المبنى.. ليغدو كالمنارة عند إضاءته ليلاً، حتى انه يمكن تمييزه من شاطئ بيروت.. عند هذا الحدّ، اكتمل وتكامل البنيان من الخارج بجمال عمارته وبتناسق تفريعاته الداخلية التي توزّعت على الشكل التالي:

الطابق الأول: يضمّ قاعتي اجتماعات منفصلتين ومكتبة حزبية وعامة، ومتحف لمقتنيات سعاده.

الطابق الأرضي: خصص بالكامل قاعة مسرح، مجهّزة بكافة مستلزمات وتقنيات المسارح الحديثة إلى جانب غرف خلفية مقتضى التحضيرات للعروض المفترضة.

الطابق العلوي: وقد أطلق عليه جناح «الأمينة الأولى» حيث ارتفعت صورة عائلية لها مع حضرة الزعيم، وقد جهّز بـ خمسة صالونات، وغرفة سفرة، وثماني غرف نوم مع أسرّتها ومفارشها، إلى جانب «مطبخ» كامل التجهيزات معدّ للاستعمال.

نعم.. صحّ القول بالفعل هذا الذي حصل اليوم، شيء مختلف عن كلّ ما سبق.. أمر ما قد طرأ.. تآزر فوق العادة الذي حدث تحت طبقة الثرثرة، تضافرت جهود القوميين الاجتماعيين قيادة وأعضاء، بكلّ أشكال العطاء، بسعيهم الدؤوب، بسواعدهم، بأخذ المبادرة، بأموالهم، كلّ على قدر إمكانياته وسعيه وأصدقائه، بمتابعة كلّ شاردة وواردة،، فكان جهد كبير، وصبر جميل… ويا «حلم وصار»…

الشكر كلّ الشكر للبذل الكريم وللأيادي البيضاء الكريمة، وعلى حدّ قول المثل: من جدّ وجَد ومن سعى «عمر وعلا»..

 اليوم استحقّ القوميين الاجتماعيين وأهالي وسكان وعموم عائلات الشوير وضهورها كلّ المباركة لهم، لهذه الدار العامرة، «دارهم العالية»، «دار سعاده الثقافية الاجتماعية».

لكم هذا الانجاز الذي توجتموه اليوم بهذاالاحتفال الكبير.. بحضوركم الرائع بصفوفكم البديعة النظام،باعتزازكم، بدفق حماسكم بمواكب اشبال العز.

ا. ص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى