عربيات ودوليات

الناتو يؤكد ضرورة التوصّل لتسوية مع «طالبان» والجيش الباكستانيّ يعيد جنوداً أفغاناً إلى بلادهم

شدَّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أمس، على «ضرورة التفاوض على تسوية مع حركة طالبان»، مشيراً إلى أنَّ «أفغانستان تواجه وضعاً أمنياً صعباً للغاية مع انسحاب القوات الأجنبية منه».

وقال ستولتنبرغ بعد حديثٍ مع الرئيس الأفغاني أشرف غني إن الوضع الأمني في أفغانستان «يبقى صعباً للغاية، ويقتضي تسويةً يتم التفاوض عليها». وأضاف أنَّ حلف شمال الأطلسي «سيواصل دعم أفغانستان، بما في ذلك التمويل والتمركز المدني والتدريب خارج البلاد».

وانسحب معظم أفراد قوة حلف شمال الأطلسي، البالغ عددهم 10 آلاف جندي، من البلاد بعد قرار الرئيس الأميركي جو بايدن سحب جنود بلاده من أفغانستان.

وارتفع مستوى العنف في أفغانستان منذ مطلع أيار الماضي، في وقتٍ أطلقت فيه حركة «طالبان» هجوماً واسعَ النطاق بعد أيّامٍ من بدء القوات الأميركية بقيادة حلف الأطلسي انسحابها الذي قارب على الانتهاء.

وحذّرت الأمم المتحدة، أمس الاثنين، من أن أفغانستان قد تُسَجِّل أعلى عدد للوفيات في صفوف المدنيين منذ أكثر من عقدٍ من الزمن، في حال لم تتوقف هجمات طالبان في أنحاء البلاد.

فيما أعلنت حركة «طالبان» السيطرة على مديريّة «ناد علي» في ولاية هلمند جنوبي أفغانستان، وإسقاط مروحية للجيش الأفغاني.

كما أعلنت وزارة الداخليّة الأفغانيّة، أول أمس الإثنين، عن قتل 40 عنصراً من مقاتلي «طالبان»، في سلسلة هجمات في ولاية «باكتيا» شرقي البلاد.

في المقابل، قالت «طالبان» إنها صدّت هجوماً للجيش الأفغاني في ولاية «بلخ» شمالي أفغانستان، وتحدّثت عن مقتل 7 من عناصر الجيش.

في سياق متصل، أقبل مواطنون أفغانيون بكثافة على طلب جوازات سفر تخولهم مغادرة البلاد في حال استولت حركة «طالبان» على السلطة، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة، ارتفع بشكل ملحوظ عدد الراغبين بالحصول على جوازات سفر.

وذكر شرطيّ لوكالة «فرانس برس»: «نستقبل نحو 10 آلاف شخص يومياً، مقابل ألفين في العادة».

ويتزامن هذا التوافد على طلبات جواز السفر في ظل المعارك القائمة بين «طالبان» والقوات الأفغانية، على إثر انسحاب معظم القوات الأجنبية من أفغانستان.

وكانت وزارة الداخلية الأفغانية أعلنت، أول أمس الاثنين، عن قتل 40 عنصراً من مقاتلي «طالبان» خلال سلسلة هجمات بولاية باكتيا شرقي أفغانستان.

في المقابل، قالت «طالبان» إنّها صدّت هجوماً للجيش الأفغاني بولاية بلخ شمال أفغانستان، وتحدّثت عن مقتل 7 من عناصر الجيش.

وادعت «طالبان»، في تموز الحالي، أنها سيطرت على 90 % من الحدود العامة لأفغانستان مع الدول المجاورة، لكن الحكومة الأفعانيّة نفت هذه المزاعم.

من جهته، حذر مكتب الأمم المتحدة في كابول من ارتفاع عدد القتلى المدنيين خلال النصف الأول من العام الحالي جراء المعارك في أفغانستان، وكشف عن مقتل وإصابة أكثر من 5 آلاف مدني بينهم نساء وأطفال.

في الأثناء نفسها، عاد العشرات من الجنود الأفغان، الذين فرّوا إلى باكستان، بعد عبورهم الحدودَ هرباً من حركة «طالبان».

وأشار الجيش الباكستاني، في بيان له، في وقت سابق، إلى أن عشرات الجنود الأفغان تسلّلوا عبر الحدود بعد هروبهم من حركة «طالبان».

وقال الجيش الباكستاني إن «الجنود الأفغان جرى تزويدهم بالطعام، وتمّ تأمين المأوى والرعاية الطبية اللازمة لهم، وفقاً للأعراف العسكرية المعمول بها». وأضاف أنه «أبلغ السلطات الأفغانيّة التطورات، وأُعيد هؤلاء الجنود إلى السلطات الأفغانية».

يُذكر أن مئات من أفراد الجيش الأفغاني والمسؤولين المدنيين فرّوا إلى طاجيكستان وإيران وباكستان، في الأسابيع الأخيرة، بعد هجمات شنتها «طالبان» على مناطق حدوديّة.

وكثّفت «طالبان» هجماتها منذ أن أعلنت الولايات المتحدة، في نيسان الماضي، أنها ستسحب قواتها بالكامل بحلول أيلول المقبل، منهية بذلك وجوداً عسكرياً أجنبياً دام 20 عاماً.

وأعلنت حركة «طالبان» أنها تسيطر على 90% من الحدود العامة لأفغانستان مع الدول المجاورة، بينما نفت الحكومة الأفغانية الأمر.

وقرّرت وزارة الداخليّة الأفغانية، السبت الماضي، فرض حظر تجوّل ليلي في 31 من ولايات البلاد، البالغ عددها 34، للحد من العنف المتصاعد جرّاءَ هجوم «طالبان» في الأشهر الأخيرة.

يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت واشنطن أنها ستواصل شنَّ ضربات جوية لدعم القوات الأفغانية في مواجهة هجمات «طالبان».

وأشار الناطق باسم «البنتاغون» جون كيربي، في وقت سابق، إلى أن الجيش الأميركي اضطرّ إلى شنّ ضربات جويّة لدعم القوات الأفغانيّة، مع احتدام القتال في الأسابيع الأخيرة، من أجل صدّ هجمات «طالبان»، على الرغم من استمرار انسحاب قواتها.

لكن «طالبان» حذّرت الجيش الأميركي من شنّ ضربات جوية. وقالت الحركة في بيان «إنه انتهاك واضح للاتفاق الموقَّع، وستكون له عواقب»، في إشارة إلى الاتفاق الذي أُبرِم مع واشنطن العام الماضي في أثناء إدارة دونالد ترامب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى