أخيرة

«مؤسّسة تطوير أراضي المغطس» ودريد لحام في مهرجان «الحنفية».. وجهان لعملة واحدة!

} رامي زياد الخياط ـ الأردن

عندما قيل إنّ الفن هو مرآة الشعوب، لم تكن تلك المقولة عبثاً أو كلاماً مرسلاً  أو ضرباً من الخيال. فقد أثبتنا بالحجة والبرهان، بل وبالتشريع والقانون، أنّ كلّ مشهد سينمائي هو ترجمة لواقع مضى أو سيأتي.

لن أهرف بما لا أعرف، ولن أُفتي بما لا أعلم، لكنّ الشيزوفرينيا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها بلغت مداها.

نوابُنا وأعياننا وكُتّابنا واقتصاديونا وسياسيونا وحكوماتنا المتعاقبة، كلُّهم يدعو إلى ترشيق الجسم الحكومي والقضاء على البيروقراطية ومحاربة الترهّل وغيرها من العبارات الرنانة والشعارات البراقة، ولكن إذا جدّ الجدّ وحان الوعد خنّا كلّ مبادئنا وشعاراتنا ومعتقداتنا.

هل يعقل أنّ ما مجموعه 12 قطعة أرض بجانب موقع مغطس السيد المسيح في منطقة البحر الميت يحتاج إلى إنشاء هيئة جديدة مستقلة، مع ما يترتب على ذلك من موازنة ومصاريف مرتبطة بالموظفين والسيارات والسكرتيرات وغيره وغيره الكثير؟

ألا يمكن القيام بذلك من خلال ثلاثة موظفين في قسم مختصّ في وزارة السياحة فنقضي الأمر من دون الحاجة إلى تأسيس هيئة مستقلة؟

قبل 35 عاماً، شاهدنا فيلم المبدع دريد لحام «التقرير» بقلم المبدع محمد الماغوط، حينها ضحكنا على اللوحات الكوميدية التي شكلها الثنائي اللحام والماغوط، خصوصاً في أحد مشاهد الفيلم عندما حضر «عزمي بك» مهرجاناً خاصاً بإطلاق (حنفية) في إحدى المناطق، حيث بدأ المشروع بحنفية وانتهى بمجموعة من الموظفين والإداريين المشرفين على هذه الحنفية وموازنة مستقلة وهدر للمال العام، في مشهد كوميدي ـ درامي يشير إلى الترهّل والفساد الإداري الذي يمكن أن يُبنى على فكرة فاشلة جرى تسويقها جيداً.

لن أُضيف على ما أسلفت، وأعتقد أنّ رسالتي قد وصلت، ولأنني أُشفق على وطني، أناشدكم أن تتقوا الله فيه وفينا.

وكفى!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى