الوطن

التويني: الغاز المصري العابر للأردن وسورية فتح الحدود المقفلة وباب التعاون

رأى الوزير السابق نقولا التويني، أن أهمية تزويد مصر لبنان بالغاز، هي أنه فتح الحدود المقفلة وباب التعاون في مجال الطاقة، مشيراً إلى أن الغاز المصري العابر للأردن وسورية، سيشكل خلاصاً ووفراً للبنان يُقدّر بملايين الدولارات.

ورأى التويني في بيان أمس، أن «مصر انتهجت إستراتيجية بترولية وغازية ناجحة، وكانت أول بلد عربي يعتمد الغاز للمواصلات واشتركت في مناقصة نقل عام للمديرية العامّة للنقل في القاهرة العام 2000، وكانت تخصّ إنتاج وتجميع 260 باص ركاب عملاقاً يعمل على محركات غازية، جُمعت وأُنتجت في معامل نصر في حلوان، بالتعاون الفني والتقني واستيراد محركات وهياكل من شركة إيفيكو ولا تزال هذه الباصات تعمل حتى اليوم».

وقال «في التنقيب والصناعة البتروكيميائية، اكتشفت وزارة البترول وشركة ENI الإيطالية آباراً عديدة، أهمها تُعتبر أكبر بئر في شرق البحر المتوسط ألا وهي بئر زهر العملاقة التي تحتوي مقدار 30 تريليون متر مكعب، وأيضاً إنشاء معامل عملاقة للغاز المسيل يسمح بتصدير الغاز المصري والقبرصي وكذلك السوري واللبناني. أما تزويد الغاز للبنان، فأهميته أنه فتح الحدود العربية المقفلة وفتح باب التعاون في مجال الطاقة عندما هبّت مصر لنجدة لبنان العاجز والمحاصر بحراً وأرضاً وجواً والمنكوب في عاصمته».

وأشار إلى أن «الغاز المصري العابر للأردن وسورية، سيشكل خلاصاً ووفراُ يُقدّر بملايين الدولارات، إذا قارناه بما يتزوّده لبنان من الزيت الثقيل بأسعار أعلى بكثير». ولفت إلى «تشغيل أنبوب غازي جاهز لم يستعمل منذ وقت لظروف الحرب السورية وأيضاً فتح المجال للاستفادة من فائض الإنتاج الكهربائي الأردني من إنتاج الطاقة الشمسية والمروحية مروراً بسورية، كل هذا بفضل اختراق الغاز المصري الحظر المفروض على سورية وتباعاً لبنان، من قانون قيصر إلى قوانين ذعر نفسي زرعه الغرب والخوف من إغضابه، والكامن في نفوس بعض اللبنانيين، ولكن هناك لبنان آخر مقاوم لا يهاب ويجابه العدو في كل مكان. قرّر مجباهته في استجرار سفن من النفط من مصدر إيراني، ما جعل الحصار المفروض حصاراً باهتاً، لم يعد له معنى وبدأت الأمور والحلول تنجلي أمام لبنان».

أضاف، إن «اقتحام الغاز المصري حدود الأقطار العربية المقفلة، عودة طبيعية للدور الريادي لمصر في العالم العربي ودورها في حماية المصلحة العربية العليا وأمن اقتصادها في تفعيل محركات التعاون المصري – الأردني – السوري – اللبناني وإعادة تشغيلها، ومصلحة شعوبها وأمنهم، واعتبار خط سير الأنبوب الغازي شرياناً تسري به المصالحات العربية الواسعة وعودة الإقليم وأهله إلى علاقاته التاريخية الطبيعية في العبور والتبادل ووحدة المصير السياسي والاقتصادي من فوضى الحروب والمشاريع التدميرية المشبوهة التي حقّقت الخراب والدمار الحاضر في بقاع العرب».

وأشار إلى أن «الخطة المصرية في العبور إلى لبنان، تشبه بمعانيها ونتائجها ما تحقق لمصر والعالم العربي بعد عبور القوات المصرية المظفّر قناة السويس في 6 أكتوبر 1973. من يكسر أو كسر الحصار على لبنان وسورية والحصار على التعاون العربي، له شرف العبور إلى العزّ والمجد من حال الذلّ التي يعيشها العالم العربي وأقطاره وشعوبه وما يعانيه شعبنا في لبنان من محل وابتزاز وإذلال».

ولفت إلى أن «نظريات الغرب في الحصار والعقوبات، من القرون الوسطى، تؤثّر سلباً على حياة الشعوب من دون أن تؤثّر على السياسة أو الأنظمة، فهل يتعلّم الغرب من أمثولة أفغانستان؟».

وختم: «سياسة عقاب شعب بريء على ذنب لم يرتكبه حماقة تاريخية رجعية، لأن كل ما فعل هذا الشعب هو طلب الحياة الكريمة والإفلات من براثن الفساد والفاسدين المتربّعين على العروش الكرتونية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى