عربيات ودوليات

كوريا الشمالية تفرض تعديلاً على موازين القوى العسكرية والسياسية في المنطقة

اعتبر أحد خبراء الأسلحة النووية، أن كوريا الشمالية تفرض تعديلاً على موازين القوى العسكرية والسياسية في المنطقة، بعد تملّكها لصواريخ جوّالة (مجنحة) بعيدة المدى جديدة تستطيع إصابة أهداف أرضية على بعد 1500 كيلومتر.

ما يرجّح أن تصبح جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية في عداد الدول القليلة مثل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا والصين وإيران، التي تملك سلاحاً عصرياً فعالاً جداً يتفوق على أنواع الأسلحة الأخرى من نواح كثيرة.

وأوضح خبير الصواريخ والأسلحة النووية فلاديمير خروستالوف، أنّ «هذا السلاح يعتبر حكراً على عدد محدود من الدول»، مستطرداً بالقول: إن «تكنولوجيا صناعة هذا النوع من الصواريخ ليست غريبة على جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية التي بدأت منذ وقت طويل تنتج صواريخ مماثلة من ناحية التكنولوجيا، هي صواريخ مضادة للسفن». وأشار إلى أنّه «في الوقت نفسه تملك إيران الصديقة تجربة واسعة في إنشاء صواريخ جوالة تنطلق من الأرض وتستطيع الوصول إلى ما يبعد عن مكان إطلاقها أكثر من 1000 كيلومتر».

ونوّه الخبير إلى أنه «من الصعب مكافحة هذا النوع من الأسلحة»، موضحاً بأنه «يُمكن استخدامه كوسيلة نقل الأسلحة النووية»، مشيراً إلى أنه «على الرغم من أنه يبدو هدفاً سهلاً إلا أنّ من شبه المستحيل اعتراض جميع الصواريخ الجوالة المهاجمة، لا سيما عندما تتجنب التحليق فوق أماكن وجود وسائل الدفاع الجوي وتستغل تضاريس الأرض للاختباء من الرادارات المضادة».

ولأن الصواريخ الجوالة تطير على ارتفاع منخفض فإن مدى اكتشافها من قبل الرادارات الأرضية والبحرية ينخفض إلى عشرات الكيلومترات. وتقل بصمتها الرادارية عن البصمة الرادارية للطائرات القتالية العادية حتى بالنسبة لرادارات ما فوق الأفق، بحسب الخبير النووي.

كما أنّ هناك تجارب ناجحة في استخدام الصواريخ الجوالة سواء من قبل الولايات المتحدة وحلفائها أو ضدهم. فمثلاً، طارت عدة صواريخ جوالة بدائية عراقية فوق الدفاعات الجوية الأميركية في الكويت في عام 2003 من دون عقاب. وتجنب الأميركيون أضراراً بسبب عدم اكتمال بناء هذه الصواريخ. وفي عام 2019 شنت الصواريخ الجوالة هجوماً ناجحاً على منشآت سعودية تحميها وسائط الدفاع الجوي. وأكد الخبير النووي أنّ هذا السلاح المتطور يسهم في «حل مشكلات تواجه الطيران الكوري الشمالي».

ونوّه خروستالوف إلى أنّ «جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية لا تنتهك أي قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي عندما تجرب الصواريخ الجوالة»، موضحاً السبب «لأن حظر تجربة الصواريخ الجوالة من شأنه أن يعني حظر استخدام المبادئ الفيزيائية لأي جهاز طائر أثقل من الهواء».

في المحصلة يبدو أنّ امتلاك جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية للصواريخ الجوالة البعيدة المدى أمر منطقي، ما دامت تفكّر بردع  مَن يُفكر في مهاجمتها، بالتالي سينضم هذا النوع من الأسلحة إلى ما تملكه جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية من أسلحة رادعة، نووية وغير نووية.

ومن الممكن أن تكون جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية مستعدة لمناقشة خيارات تقييد التسلح، ولكنها لن تقدم على نزع أسلحتها من جانب واحد، ولن تتخلى عن تطوير أسلحتها النووية التي تعتبر ضماناً للرد على المعتدين، لأن الأسلحة الرادعة يجب أن تقدر على تحمّل الضربة الأولى في حال قام المعتدي بتوجيهها، وتقدر على اجتياز الدفاعات الجوية للعدو للوصول إلى منشآته الحيوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى