مانشيت

عبد اللهيان: مسار فيينا إيجابي ومتسارع… وبغداد تنتخب وسط الفوضى رئيس المجلس / بري في بعبدا اليوم …ومعوقات الحوار أكبر من مقدّماته …والحكومة مراوحة / امتحان تربوي اليوم مع فتح المدارس …و ترقّب لكورونا وملء أَسرّة المستشفيات /

كتب المحرر السياسي

كشفت موسكو عن تمسكها بثوابتها مع انطلاق مسار التفاوض الروسي الأميركي في جنيف ، وسط توقعات بتعقيدات ستتحكم بالمسار التفاوضي الطويل بين موسكو وعواصم الغرب حول مستقبل توسع حلف الناتو في الجوار الروسي ، انطلاقا من أوكرانيا ، بينما قال وزير الخارجية الإيرانية حسين امير عبد اللهيان عن مسار التفاوض في فيينا انه يتقدم إيجابا وبتسارع واصفا الموقف الأميركي بالأكثر واقعية ، وفيما لفت الأنظار الحديث عن موافقة إيرانية على التوسط بين السعودية وأنصار الله ، بقي الملف اليمني محكوما لمعادلة التصعيد العسكري السعودي وسط توقعات بردود يمنية قريبة وقاسية .

المشهد الإقليمي كان أمس عراقيا ، مع إستعصاء التوافق على تسمية الكتلة الأكبر ، حيث حاولت كتلة اللقاء التنسيقي تسجيل إمتلاكها ل 88 نائبا كأكبر كتلة نيابية مقابل كتلة التيار الصدري ب 73 نائبا ، ما فتح الباب لهرج ومرج إنتهى بتشابك بالأيدي ونقل رئيس السن المرشح لمنصب رئيس مجلس النواب محمود المشهداني الى المستشفى ، وخروج عدد كبير من النواب من القاعة ، ونشوء خلاف حول مواصلة الجلسة او رفعها وتمنع بديل رئيس السن عن تولي مكانه ، ليواصل النواب المتبقين أعمال الجلسة بحضور يغطي النصاب ، وإنتخبوا محمد الحلبوسي رئيسا للمجلس ونائبين له واحد من التيار الصدري والآخر من الحزب الديمقراطي الكردستاني ، وتبقى القضية الأهم دستوريا هي حسم الكتلة الأكمبر التي تتولى تسمية رئيس الحكومة ، والتي ينتظر ان تنتقل الى المحكمة الإتحادية العليا ، والعودة الى اجتهادها السابق بإعتماد الكتلة الناشئة من تحالفات تمكنها من تمثيل غالبية نيابية كافية لتشكيل الحكومة ، وفي هذه الحالة تعتقد مصادر نيابية عراقية ، أن المرجح هو دخول وساطات تنتهي بالتوافق بين الكتلتين المتنافستين على إسم مشترك ، خصوصا ان كتلتي المكونين السني والكردي قد أقامت بينها توافقا يتصل بتسمية مرشح مشترك للمنصب السيادي المحسوب للمكون ، بما يخص رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي .

في الشأن السياسي الداخلي يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري مقر الرئاسة الأولى في بعبدا اليوم ويلتقي برئيس الجمهورية العماد ميشال عون مفتتحا المشاورات الحوارية التي يجريها رئيس اجلمهورية لترجمة دعوته للحوار الوطني ، والتي إعتذر عنها كل من الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وطلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط استبدالها راهنا بالسعي لعقد جلسة للحكومة ، وهو ماتقول مصدار متابعة أنه لا يزال يراوح مكانه مع عدم بذل أي جهود لحلحلة العقدة التي تقف عائقا أمام إنعقاد الحكومة ، والمتمثل بعدم إتسعداد رئيسي الجمهورية والحكومة بفتح الباب لبحث مسؤولية الحكومة عن حماية فصل السلطات عبر مطالبة القضاء بكف يد المحقق العدلي طارق بيطار عن التطاول على صلاحية مجلس انلواب بملاحقة الرؤساء والوزراء وفقا للنص الدستوري .

في الشؤون الضاغطة على اللبنانيين ، يتقدم تفشي كورونا على ما عداه ، مع تسجيل أرقام للإصابات تجاوزت رقم الثمانية آلاف يوم السبت ، ولا يعتد برقم الأحد المنخفض بحدود الخمسة آلاف ، بإنتظار ما سيقوله رقم اليوم الإثنين ، حيث تترقب المصادر الصحية النتائج لتبني عليه مقاربتها لمسار ملء الأسرةى في المستشفيات الذي بلغ نسبة ال90% ، وقال رئيس لجنة الصحة النيابية أنه سيصبح خطيرا اذا بلغ ال95% ، وبالتوازي ينتظر ان يشهد القطاع التربوي إمتحانا لقرار وزير التربية بالعودة للتدريس الحضوري انطلاقا من اليوم وسط اضرابات للأساتذة ، ودعوات للتأجيل .

لا أفق لطاولة حوار بعبدا في المدى المنظور في ظلّ المعلومات التي تتحدث عن عدم رغبة رؤساء الاحزاب والكتل السياسية بحوار كهذا قبل موعد الانتخابات النيابية على اعتبار أن الأولوية اليوم هي لتأمين عودة مجلس الوزراء الى الاجتماع بعيدا عن اي توتير أو تفجير للاجواء الراهنة. وبالتالي فإن مصادر مطلعة تعتبر أن الرئيس عون قد يستعيض عن الحوار بلقاءات فردية مع الشخصيات السياسية، على أن يعلن في بيان حيثيات ما جرى ومواقف الأطراف السياسية المؤيدة والمعارضة.

وفيما يستقبل الرئيس عون اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يفضل أن يقتصر الحوار على قيادات الصف الاول والاتفاق على بنود الحوار قبل الدعوة وتحديد الموعد، يبدو أنّ تأجيل المواعيد دخل على الخط، فرئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط أرجأ موعده المقرر الثلاثاء لأسباب صحية، وهو قال بحسب ما أعلن في تغريدة له: «للخروج من دوامة التعطيل المدمرة فإنّ أفضل طريقة هي في أن يجتمع مجلس الوزراء من دون ايّ شروط مسبقة وتبتدئ ورشة العمل وفي مقدمها التفاوض مع صندوق النقد الدولي، هذا هو الحوار الاساس ولا بديل عنه». وفيما لم يتحدّد بعد موعد لقاء رئيس الجمهورية مع رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه، افادت المعلومات ان نتائج اللقاء الثنائي المرتقب من شأنه أن تحدّد مشاركة فرنجية في الحوار من عدمها.

 وفي خضمّ كلّ المناكفات السياسية وحرب الصلاحيات على خط بعبدا عين التينة، فإن لا جلسة لمجلس الوزراء في القريب، وبحسب مصادر مطلعة ل «البناء» فإنّ الثنائي الشيعي لا يزال على موقفه من العودة إلى جلسات الحكومة، وهو يربط مشاركته بإيجاد المخرج المناسب لشروطه  المتصلة بالحدّ من صلاحيات المحقق العدلي القاضي طارق البيطار فمشاركة الوزراء المحسوب على حركة أمل وحزب الله رهن تصحيح المسارات القضائي تقول المصادر.

في المقابل، ترى مصادر في تكتل لبنان القوي لـ «البناء» أن البلد لا يجوز أن يأخد رهينة مواقف قوى سياسية أياً كانت، مشيرة إلى أن كف يد القاضي البيطار يفترص أنه أصبح وراء الجميع، ومن الخطورة بمكان ترك الأمور على ما هي عليه من تعطيل للمؤسسات. ورأت المصادر انّ مجلس الوزراء يجب أن يجتمع عندما يُحال مشروع الموازنة الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، حتى لو بقي حزب الله وحركة أمل على موقفها، ويتحمّل كلّ فريق مسؤوليته لأنّ المصلحة العامة تفرض عودة الحكومة الى الانعقاد والالتزام بالدستور بدل الاستمرار في عملية المدّ والجزر والاجتهاد في مواده.

وليس بعيداً، توقعت مصادر نيابية في كتلة التحرير والتنمية ان يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة عامة هذا الأسبوع التي سيسبقها تحديد جدول أعمال الجلسة خلال اجتماع هيئة مكتب المجلس لا سيما المشاريع والاقتراحات المتصلة بالإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي وخطة التعافي، ورأت المصادر أن العودة إلى الحكومة تستدعي من المعنيين إزالة العقبات التي تعتري عودة مجلس الوزراء إلى الاجتماع.

وأكد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أنّ «على الشرعية اللبنانية استرجاع قرارها الحر الواضح والقويم ووحدة سلطتها العسكرية وان تنسحب من لعبة المحاور المدمرة وتحافظ على مؤسساتها الدستورية».

وقال الراعي في عظة الأحد: «من غير المقبول بقاء مجلس الوزراء في حالة وقف التنفيذ خصوصاً أنّ أيّ اتفاق مع صندوق النقد يستلزم موافقة المجلس مجتمعاً، إنّها جريمة استمرار تجميد الحكومة لأسباب باتت واضحة».

وتابع: «إذا كانت قوى لبنانيّة معيّنة تزمع ربط ماهية لبنان بالقرارات الإقليمية وولاءاتها الخارجية فإنها تخرج عن الإجماع وتُصيب وحدة لبنان في الصميم والجريمة هي أن نقضي عليه ونشوّهه».

وحذر الراعي «من عمليات تعدٍّ على أملاك الغير في عدد من المناطق اللبنانية عنوة من دون أيّ رادع رسمي وقضائي وعمليات بيع وشراء عقارات مشبوهة».

صحياً وبينما بلغ عدد الملحقين في حصيلة الماراتون ليومي السبت والأحد نحو 51 ألف شخص أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها أمس تسجيل «4780 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 774180، كما تمّ تسجيل 16 حالة وفاة».

وقال وزير الصحة العامة الدكتور فراس أبيض خلال جولة قام بها أمس على مراكز التلقيح في صيدا والنبطية ضمن ماراثون فايزر «أنا راض جداً على سير حملة التلقيح، السبت كان لدينا ما يزيد عن الثلاثين ألف لقاح، والأحد لم تستطع كلّ المراكز أن تكمل لأنّ هناك ضغطاً كبيراً على العاملين الصحيين ولكننا مستمرون».

وشدّد الوزير الحلبي على «الالتزام بتوجهات اللجنة الوزارية وفتح المدارس اليوم، إنقاذاً للعام الدراسي، مع التزام أقصى درجات الحماية الصحية، ولإتاحة المجال أمام تلامذة المدارس الرسمية لمتابعة برامجهم، بعدما أنجز تلامذة المدارس الخاصة ثلاثة أشهر من التعليم».

ولفت إلى أن «الحضور إلى المدارس يؤمّن تنفيذ برنامج حضور الأساتذة، وكذلك ساعات التعاقد، ويثبت حضور موظفي المكننة وسائر العاملين في المدارس من مستخدمين وحراس وغيرهم».

 وعلق الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر على قرار وزير التربية قائلاً: «المدارس الكاثوليكية ملتزمة بقرار وزير التربية إلا انّ كلّ مدرسة ستأخذ القرار الأنسب في ظلّ جائحة كورونا لذلك فمعظم المدارس الكاثوليكية ستقفل أبوابها اليوم».

وطالبت اللجنة الطالبية في لبنان بتأجيل العودة الحضورية إلى المدارس أسبوعاً واحداً فقط لغاية الإثنين 17 الحالي.

وفي ما خص ازمة الادوية راى وزير الصحة فراس الابيض أن لا نية لرفع الدعم عن أدوية السرطان والامراض المستعصية، متحدثاً عن وعود أكان من الحكومة او من مصرف لبنان بأن الاموال اللازمة لهذا الموضوع ستبقى مؤمنة.

وكان الابيض زار مصرف لبنان وعمل على اصدار الموافقات المسبقة لشركات الاستيراد التي سيعطى بعضها خلال يومين كما ستكون له زيارة أخرى الى المصرف المركزي للاسراع في اصدارها وحل هذه المسائل.

في المقابل علّق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على مسألة فقدان ادوية مرض السرطان، واعتبر أن هذه المسألة تقوم وزارة الصحة بمتابعتها واتخاذ القرار بشأنها، مشيراً الى أنه لا يزال بيع هذه الادوية على تسعيرة الـ1500 ساريًا وفق تعليمات الوزير.

وأوضح سلامة، أن إجمالي الفواتير الموجودة في مصرف لبنان والتي لم يتم تسديدها يصل مجموعها إلى 273 مليون دولار ليتم تسديدها بالدولار الفريش تدريجيا. وقال: يجب تسديد 82 مليون دولار أخرى بالليرة اللبنانية وفق سعر صيرفة Sayrafa. ويصل مجموع المتأخرات إلى 355 مليون دولار.

وأشار الى أنه في حال كان هناك فواتير فيجب أن تكون مع المصارف ولم يتمّ إرسالها بعد إلى مصرف لبنان وقد تمّ التوقيع على الموافقة المسبقة من قبل الوزير ويمكن الرجوع إليه بهذا الشأن».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى