أولى

هل تبادر السعودية للانسحاب من حرب اليمن؟

بعد جولة التصعيد الأخيرة التي خاضتها السعودية في اليمن خصوصاً بغارات جوية شديدة القسوة، في ظل عجز عن إحراز تقدّم برّي يغير معادلات الميدان رغم البيانات التي يصدرها الناطق بلسان التحالف الذي تقوده السعودية وبيانات جيش منصور هادي، وكلها على طريقة القضية التي أظهرها الفيلم الذي نشره التحالف عن مخازن صواريخ تبين أنه مأخوذ من أحد أفلام هوليوود، تبدو القدرة على التعامل مع جولة التصعيد المعاكسة يمنياً، والتي لم تعد بعيدة كما يبدو، وستكون شديدة القسوة كما يبدو أيضاً، وكما يبدو أيضاً وأيضاً أن السعودية تواجه مشاكل بنيوية في قدرة تحمل نتائجها، ومشاكل لوجستية بحجم تأمين صواريخ الباتريوت التي ذهب لجمعها من دول الخليج في ضوء شح المصدر الأميركي.

المناخ السياسي الراهن مفتوح أمام السعودية لتبادر وهي في موقع لا تبدو فيهم مهزومة، على الأقل إعلامياً، للإعلان عن إنهاء مهامها في اليمن، من بوابة خطة تبدأ بفك الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، ووقف الغارات الجوية، والدعوة لحوار يمني يمني، وطلب المساعدة الإيرانية لتسهيل هذه المبادرة، في توقيت وجود منصة حوار إيراني سعودي لم تكن موجودة في مرات سابقة، وموقف إيراني إيجابي من مساعي الحل والاستعداد للمساهمة بتسهيل بلوغ هذا الحل.

القيادة السعودية تدرك أن مشاكل علاقتها بواشنطن تزداد تعقيداً، خصوصاً لجهة مستقبل ولي العهد وتطلعه لتولي العرش السعودي، وتدرك أن الرهان على حرب اليمن لحسم أمر العرش السعودي بانتصار سريع لم يعد على الطاولة، بل ربما تكون القدرة على إنهاء الحرب بقرار شجاع لا يقيم حساباً لمزاعم نصر لن يتحقق، مدخلاً لإعادة تقديم القيادة السعودية إقليمياً ودولياً، فقيادة السلم تستدعي شجاعة وتستحق المخاطرة، ربما أكثر من قيادة الحرب، ويبقى السؤال مطروحاً قبل ضياع الفرصة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى