حديث الجمعة

كم نغيب دون انتباه

استيقظت متأخرة هذا الصباح، ما من صوت للشتاء والبرد ولا حتى لرحيل الأحلام التي رافقتني طيلة الليل… كلُّ شيء كان صامتًا كأفكاري. نظرت من حولي متفحّصة التفاصيل… علبة من الشموع التي أحتفظ بها منذ أيام الدراسة، لم أعرف إذا كان الوقت قد سرق منها عطرها أم أنّ فقداني لحاسة الشم جعلني غير قادرة على تحسس عطر الأشياء من حولي، فقرّرت إشعالها لأحرّرها من ثقل الزمن وأعبائه. ثم فتحت الستائر حتى يمتزج نور الصباح بضوئها الخافت. أكملت التفاتاتي صوب الطاولة فوجدت قلم “مون بلون” كان قد أهداني إياه أحد الأصدقاء في حفل توقيع كتابي إلّا أنّني لم استخدمه بعد اعتقادًا مني أنّنا نحافظ على عمر الأشياء حين نضعها على رفوف الذكريات. صور صامتة تحيط بجدران الغرفة لم أنظر إليها منذ فترة طويلة ولم أحدّثها، فقد اعتدت على وجودها من حولي وتآلفت مع سكوتها. كتب كثيرة لم أفتحها منذ مسافة زمنية بعيدة حتى أنني نسيت المكتوب فيها، والكثير الكثير من الأشياء التي صارت مجرّد “ديكور” بلا حياة ولا نبض. فما بالك بالأشخاص الذين نحبّهم وقد غبنا عنهم دون الانتباه إلى أن العمر يمضي والذكريات تصبح جامدة إن لم نزرع فيها نبضة الحب؟

ناريمان علوش

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى