أخيرة

الفنان الراحل نهاد قلعيّ شخصيّة العام في مهرجان سورية الدولي الثامن عشر للكاريكاتير شخصيّة مبدعة أثّرت في الفن العربيّ والعالميّ

افتتح في دار الاسد للثقافة والفنون مهرجان سورية الدولي الثامن عشر للكاريكاتير بمشاركة 668 فناناً من 73 دولة عربية وأجنبية، واختارت ادارة المهرجان الفنان الراحل نهاد قلعي شخصية العام.

استهلّ المهرجان بعرض فيلم وثائقي لسيرة الفنان قلعي واسمه نهاد قلعي الخربوطلي مواليد دمشق عام 1928 تعلم في مدارسها وعمل موظفاً في الجمارك وكان من رواد الفرق المسرحية الخاصة ومن مؤسسي المسرح القومي والتلفزيون العربي السوري، وله الدور الأبرز في الانتشار الأول للدراما السورية عبر أعمال صح النوم وحمام الهنا ونهوض المسرح السوري عبر أعمال كاسك يا وطن وغربة وضيعة تشرين والسينما السورية عبر أفلام عقد اللولو والصعاليك والشريدان وغيرها قبل أن يتعرّض لاعتداء سنة 1976 أدى إلى إصابته بعجز دائم أثر على حضوره الفنيّ ليرحل عنا عام 1993 بعد معاناة مع الآلام والأمراض تاركاً إرثاً فنياً خالداً.

وتبارى الفنانون المشاركون في المهرجان في تصوير الفنان قلعي من رؤى ومناظير فنية مختلفة عكست في معظمها طبيعته الكوميديّة وطرافة إبداعه.

وأعلن عن أسماء الفنانين الفائزين بالمهرجان وهم: في المركز الأول الفنان احسان شراخي والثاني محمد حسين أكبري من إيران، حيث ناب عنهما بتسلم الجائزة حميد عصمتي المستشار الثقافي الإيراني فيما نال الجائزة التشجيعية الفنان السوري محمد العلي وقدّم درع المهرجان للفنانين رياض مرعشلي وكمال سكيكر وجميل البيطار.

وتمّ تكريم لجنة تحكيم الأعمال المشاركة في المهرجان التي ضمّت رفيق درب الراحل الفنان الكبير دريد لحام والفنانين التشكيليين موفق مخول وسها غانم وحسن اسماعيل وبشرى الحكيم.

وقدّم الفنان المونولوجيست رياض مرعشلي وفرقة أوركسترا القصيد بقيادة المايسترو جميل البيطار خلال المهرجان وصلة من الأغاني التي استحضرت شخصيات أعمال صح لنوم وحمام الهنا وضيعة تشرين وغربة وكاسك يا وطن وسواها من أعمال الفنان قلعي والشخصيات التي ابتكرها.

وشخّص الفنان مرعشلي أدوار معظم تلك الشخصيات وخاصة غوار الطوشة وبدري أبو كلبشة وأبو صياح وابو رياح مؤدياً عدداً من أغنياتهم مثل «الله محيي شوارعكي” و”يامو” لدريد لحام و”رح يجنوني” لعبد اللطيف فتحي وشارة “صح النوم” و”حمام الهنا” وغيرها.

الفنان رائد خليل منظم المهرجان أوضح في تصريح لوسائل الإعلام أنه في كل عام يتم التوجه لتقديم الجديد حيث كان السعي في الدورة 18 من المهرجان لمزج الموسيقى مع اللون وعلى هذا الأساس تمت دعوة فنانين عالميين للمشاركة في احتفالية حول شخصية مبدعة أثرت في الفن العربي والعالمي عبر الراحل نهاد قلعي، معتبراً أن الهدف الأساسي من المهرجان تحقق من خلال عملية التلاقح الثقافي بيننا وبين العالم.

ولفت خليل إلى أن معظم الأعمال ركزت على شخصية الفنان قلعي فهو مناسب للكاركاتير من خلال الأداء والانفعال وطريقة التعامل مع الكلــمة والحــدث، كما أن دوره في كسر شيء من مفــهوم المــسرح الذي يسمى بالجدار الرابع ساعد الفنانين على الدخول إلى صلب الحالة التي كان يتعامل معها ما يُسمّى في الفن بالمعايشة الجمالية.

بدوره قال الفنان موفق مخول إن مقاييس اختيار العمل المشارك تمثلت بوجود الابتسامة والفكرة السريعة والدهشة وعدم التعقيد ووضوح الفكرة، معتبراً أن المهرجان مهم جداً لتعزيز الاهتمام بفن الكاركاتير وللاحتفاء بالفنان قلعي وأعماله الكوميدية لكونه جزءاً من الذاكرة الدرامية السورية.

الفنان محمد العلي لفت إلى مشاركته بعمل بورتريه للراحل قلعي محاولاً إبراز التفاصيل والعلامات المميزة في الوجه كنظارته وملامحه البارزة وأدائه وخاصة أنه كان من ظرفاء دمشق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى