حديث الجمعة

صباحات

25-2-2022

صباح القدس لمن يتخذ العبر، ولا يكتفي بقراءة الخبر، فواشنطن حذرت سلفاً من خطة حرب روسية، ولما تتفاجأ كي تقول انها لم تكن مستعدة، بل نشرت تفاصيل القضية، وقالت إنها اعدت للمواجهة العدة، فروسيا لا تريد ضم أوكرانيا لحلف الأطلسي، ولا رؤيتها دولة نووية، وواشنطن تقول إنها تصبح وتمسي، وتؤكد على ان تترك لأوكرانيا الحرية، وهذا يعني ان لدى الأطلسي خطة حماية، والا سقطت الغاية، فما نفع العناد الذي يؤدي لزوال أوكرانيا عن الخارطة، وما فائدة التشدد والمشارطة، فان كنت عاجزاً عن تقديم الدعم، فقل لاوكرانيا ان تفعل ما يحفظ لها السلم، ولا تورطها في حرب معلومة العواقب الوخيمة، وانت تهدد بها، ودع لاوكرانيا فرصة العواقب السليمة، وتفادي حرب ترعبها، فتعتمد حفظ حسن الجوار، بدلاً من توريطها بامتلاك اسلحة الدمار، التي صنعت باسمها حرب العراق، وتطلق اليوم خطاب النفاق، أليست اميركا من شن الحروب دون قرار أممي، وهي من شرع الحرب بدل التفاوض السلمي، وهي صاحبة الضربة الوقائية، وتعلم اميركا ومعها اوروبا كلها، أن ما يوجع روسيا لن يتم وليس في الأمر ألغاز، لأن ما يوجع موسكو يشلها، وهو وقف تدفق الغاز، وما دام الغاز وتدفق النفط خطاً أحمر، فلم التضحية بأوكرانيا وهي الطرف الأصغر، وتحويلها مجرد ضحية للتحريض، يكشف طبيعة العقل الأميركي المريض، وان اصاب اوروبا الجوع، فهذه سوق جديدة، فكل مصاب او موجوع، بالنسبة له مجرد طريدة، لعل هذا يقدّم العبرة لمن يريد أن ينتبه، أن الحلف مع الأميركي ليس الا الطريق للهزيمة، فالأميركي لا يشتبه، ولا تنقصه العزيمة، فكل شيء عنده بيع وشراء، وهو يشتري اسم القضية، ويحدد سعر الضحية، ولا يهمه ما يصيب الحليف، أكان القوي ام الضعيف، فالمهم هو كيف يبيع السلاح، وكيف يجعل الخسائر بعيدة، فما دامت روسيا ستحتاج بعد الحرب ان ترتاح، ستكون الحرب مفيدة، ومثلها غدا ان دخلت الصين الى تايوان، او دخلت الى الخليج ايران، سيندد ويصعد بالكلام، ويلقي على حلفائه السلام، ويتأقلم مع الجديد، مع القريب والبعيد، وما دام السوق البيع والشراء، فهو يشتري ويبيع، ومن أصابه الغباء، وصدق انه يحتمي بالتطبيع، سيحلو له الثغاء، كنعجة في القطيع.

} 26-2-2022

صباح القدس وانظروا وتعلموا، فلا حاجة لأن تجربوا وتتألموا، فكل من راهن على نصرة أميركا وقع في السراب، وسقف دعمها إرسال فصائل الإرهاب، واصدار البيانات، وتضخيم الرهان على العقوبات، وكل من استخفّ بقدرة القوى الصاعدة، صار لقمة سائغة على المائدة، فهذا هو العالم يتغيّر بشكل سريع، ومن يملك عقلاً لا يقبل سير القطيع، يتوقف ويتفكر، ويعرف كيف يتدبّر، انظروا يا عرب، خصوصاً دول الخليج والتطبيع، والكلام للجميع، لا تستسهلوا تموضع «اسرائيل» قبالة إيران، فكما نشر الناتو في اوكرانيا إسقاط للحياد، تموضع قوات الكيان، تخريب لأمن البلاد، ومثلما الحرب صارت خياراً هناك، قد تصير خياراً هنا، فلا تعتمدوا بأن الحرب انتهاك، وتقولوا ما همنا، لأن ما فعله الغرب مع أوكرانيا سقف ما سيفعل لكم، ستسمعون بياناً أميركياً يقول قلوبنا معكم، والمجتمع الدولي يؤيدكم، لكنهم سيسحبون الأساطيل، ومثلهم ستفعل «اسرائيل»، وكلهم يقول يا رب نفسي، إن خسرت غدي فكيف أعوض أمسي، وتصيرون انتم الضحايا، فأميركا لن تحارب، تصوركم وانتم سبايا، ولن يفيدكم منحها المال وإقامة المآدب، فهي تأكل الطعم وتبصق على الصنارة، وتبقي مصالحها في الصدارة، وتتعامل مع الأمر الواقع، من يهاجم ومن يدافع، وتتفرج على المنتصر، ولا يهمها ان حليفاً خسر، فانشغال خصمها بابتلاع حليف، يفيدها في حساب الاستنزاف، ويهمها الحليف القوي لا الضعيف، والذي ينتمر ولا يخاف، كي ينشغل به الخصم أطول مدة، وهي توهمه بأنها تعد العدة، وبأنها مستعدة، للتدخل، وتسعى لحل وتستمهل للتوصل، بينما هي في الحقيقة، قد استعدّت لما بعد زوال الدولة الصديقة، واستمتعت بالوقت وهو ينزف وينهار، وصورت مظلوميته كضحية واضافت الملح والبهار، لتستخدمها وسيلة للتحريض والمفاوضة، وتشتغل على بناء معارضة، لكن ما كتب قد كتب، يكتشف الموهوم ان الريح ليست كما اشتهى، وبين الجد واللعب، يكون الأمر قد انتهى، وكما فعلت بالمعارضة السورية الغبية، وأوهمتها بالأساطيل، فاعتدت على دولتها الأبية، وتهجر السوريون بفعل التحريض والتضليل، وها هم الأوكرانيون يستعدّون للتهجير، والأميركي لا يوجعه ضمير، فكي يوجعك الضمير يجب أن يكون لديك منه، وما دام هناك من سيحمل عنه، وما دامت أوروبا ستدفع الثمن، بالنفط والغاز والأمن، فلماذا يرفّ له جفن، ها قد تغير الزمن، انظروا حرب اليمن، ومَن لا يكفيه الدليل، فلينظر في حال «إسرائيل».

} 28-2-2022

صباح القدس يطمئن القلقين، رغم ان الحرب قاسية على المساكين، فهي تحمل البشارة، بأن الذين تحملوا تبعات الخسارة، قد جاء وقت أرباحهم، وان يشهروا سلاحهم، ففرص اتفاق الأقوياء والكبار صارت هباء، وهذا معنى الذي يجري، فلطالما كان اتفاقهم سبب الكوارث على الضعفاء، فتخيلوا لو اتفقوا ومن يدري، أي شعب كان الثمن في الخفاء، وتقاسم المصالح، وقيمة التحولات التي نعيشها، أنها أنهضت قانون الصراع، فلا طواويس تنفخ ريشها، ولا تسويات وحق يضاع، وقد أظهرت روسيا في حروب سورية والمقاومة، أنها غير مستعدة للمساومة، وان قراراتها بالتحرر من اللعبة الأميركية، استراتيجية لا تكتيكية، وانها في التحالف مع الصين وايران، قد عقدت العزم على تغيير الأوزان، وانها سئمت الأميركي وخزعبلاته، وحروبه وتدخلاته، فقررت ضرب اليد على الطاولة، وقرر الأميركي المحاولة، وهذه المرة الأخيرة بلا رجوع، حيث كل شيء صار في الميزان، ولا بد لأحد الفريقين من الخضوع، ولأحدهما حسم السيطرة على المكان، فأوكرانيا مسرح الحرب لا موضوعها بل عنوان المتاجرة، وقد ارتضت قيادتها تأجيرها، لتكون خنجراً في الخاصرة، وعبوة يتم تفجيرها، وغامرت بمصير شعبها، ومنحت أميركا فرصة خوض حربها، ولو قبلت بالحياد، لصانت مستقبل البلاد والعباد، وبقيت دولة موحّدة مستقلة آمنة، لكنه قدر الشعوب اذا ابتلت بقيادة خائنة، ولعل هذا التصعيد، يشرك في الحرب القريب والبعيد، ليقسم العالم الى صفين، والبشر الى صنفين، وانظروا الى كيف يعامل اللاجئون على الحدود، العنصرية وحدها تسود، لا مكان للأسود والأسمر، ولا شيء تغيّر، وكيف اصطفت الدول حول حصار روسيا بلا تردد، ويتحدثون عن حرية التجارة وصيانة التعدد، وصادروا الأموال والعقارات، والمجوهرات والسيارات، عبرة لمن يعتبر، ومن يظن أنه في الغرب مقتدر، وبرمشة عين كل شيء ينتهي، فالأبيض يتصرف كما يشتهي، وحتى الأبيض مثله ان لم يكن صافي اللون والخيار، منبوذاً ومعاقباً حتى يختار، الانضمام الى الصف العنصري، فيبيع ويشتري، ولذلك رغم مرارة الحروب، فالخير للشعوب، ان يختلف الكبار وان يتم الانقسام، فتتنفس الشعوب الضعيفة، والحرب ليست حرب اقتسام، بل حرب تثبيت الخيارات النظيفة، خيار التوازن وتعدد الأقطاب، بوجه خيار الأحادية والإرهاب، ومن يحتاج للدليل، فلينظر الى «إسرائيل».

} 1-3-2022

صباح القدس لبوصلة المواقف، بعيداً عن حسابات الطوائف، فهذا يوم ميلاد أنطون سعاده، وللقائد علينا حق التذكر في يوم ميلاده، وقد وضع ثوابت الحق التي لا تزول، واستعرض المشاكل وقدّم الحلول، فقال لا حياة لدولة تقوم على الطائفية، ولا مكان لسياسة القطب المخفية، ولا حل الا بالتكامل القومي، ومع كيان الاحتلال لا مكان للحل السلمي، واستعدوا لبدء المقاومة، واحذروا الخيانة والمساومة، ولا تساوموا يهود الداخل، فاغلقوا عليهم المخارج والمداخل، ولتكن دولتكم محور رعاية الاقتصاد، تقود النهضة والعمران في البلاد، وتضمن الطبقات الفقيرة، ويطمئن فيها المواطن الى مصيره، فالدولة هي ضابط الإيقاع، وحقوق الناس لا تشترى ولا تباع، والنظام السياسي يقوم على المواطنة، لا على جماعات تسميه تعايشاً ومساكنة، سرعان ما تتحول الى حروب اهلية، طائفية وقبلية. فالنهضة تبدأ بالهوية، وفهم لعبة التقسيم والحدود. فالغرب الذي اخترع كيانات الانفصال، اراد إفقادها مقومات الوجود، وجعلها مجرد صدى لكيان الاحتلال، ومن ينظر اليوم لحال بلادنا، والتفكك والضعف باستثناء قوة المقاومة، سيعلم ان ما قاله سعاده قبل قرن لا زال معادلة قائمة، وان النهضة لا تزال تحتاج الى مشروع عابر للحدود والطوائف، والى روح ثورية لا مكان فيها لسياسة الوظائف، ولا للصيغة والميثاق والطائف، بل لدولة تشبه المقاومة في ثباتها، تحمي حقوقاً لا تحتاج الى عبقرية لإثباتها، وتبني مؤسسات للخدمة العامة لا للمحسوبيات الطائفية، فالدولة لا تعيش ان كانت زبائنية، دولة لا تخجل ولا تتردد في اعتبار اولويتها في سورية والعراق، ولا تمارس الاسترضاء والنفاق، تعرف ان سكة الحديد وانابيب النفط وشبكات الكهرباء، تربط الكيانات المقسمة، وسياسات التخاذل المستسلمة، لأنها في صناعة السياسة الفباء، منها وحدة الحياة والأسواق، ونمو وتكامل الاقتصاد، ومصادر القوة والتنمية، عبرها تُحمى وتصان البلاد، بعيدا عن الأوهام والأكاذيب والتعمية، وما عدا ذلك هدر للوقت والموارد، وتفكك للمجتمع والأمة، وبدلاً من أن ننهض كالمارد، ونصعد الى القمة، نبقى في الوديان كبنات آوى نطارد، بحثاً عن اللقمة.

} 2-3-2022

صباح القدس للحزم والهدوء وقلة الأقوال، في وجه جبهة عريضة تعيش الانفعال، انظروا الى بوتين كيف يقود حربه الساخنة مع نصف العالم ببرود، وهم يخوضون حروبهم الباردة بوجهه وحده كحرب وجود، رؤساء عشر دول يتحدثون كل يوم، وليس لهم قوات في الميدان، يرون شبح بوتين فيستفيقون من النوم، ويصدرون البيان، يلهثون وراء ما يريد، ويحللون ثم يسألون ماذا في عقله من خطط، وهو بأعصاب من حديد، يسير وفق ما رسم بلا شطط، تارة يقولون يتقدم بطيئاً بسبب الخوف، ثم يصححون يبدو انه تعمد ان يظهر الضعف، ويخرج المحللون للحديث عن خطة خطيرة، ومراحل متتالية، ويقولون يبدو ان حربه ليست قصيرة، وعلينا انتظار خطوته التالية، ثم يشككون لماذا هدّد بالنووي، ما دام يثق أنه قوي، فيجيبون يبدو انه يمهد لمرحلة لاحقة، ستنالنا فيها الملاحقة، ويتراجعون عن فرضية وقوعه في الفشل، ويقولون حتماً سينتصر مهما حصل، ولما يسألهم أحد كم استغرقتم في حرب العراق حتى دخلتم العاصمة، وكم سقط من المدنيين ضحايا، وقد قاتلتم جيشاً منهكاً أسبوعين قبل ان تصلوا الى الخاتمة، وسقط الآلاف وعمت البلايا، ثم لم لا تضمون اوكرانيا للناتو وتنتصرون. فيأتي الجواب الأمور اعقد مما تظنون، ويسألهم سائل، حسنا اعطونا منطقة حظر جوي، فيقولون ألا ترون أنه يتحرش بنا وقد فعّل النووي، ويخرج لهم قائل أضيفوا اوكرانيا الى الاتحاد الأوروبي على الأقل، فيتهرّبون ويخشون ان يسبب ذلك لهم الفشل، وها هي تركيا تتراجع عن الانضمام للعقوبات، بعدما شددت في المضائق الإجراءات، وبوتين لاعب الشطرنج والجيدو، يقول لهم كلما أكثروا الكلام أعيدوا، ويرغبون برؤية مشهد المجازر التي ارتكبوا مثلها في العراق، او تدمير المنشآت المدنية، لكنهم يرون حرباً تطبق كما رسمت على الأوراق، والخطوات العسكرية علنية، والقضية ببساطة اذا كنتم تؤيدون ما تسمونه حقوق اوكرانيا كما تقولون، فلم ترون الحرب أمامكم وتهربون، فهذا هو التحدي، من يرفض الحرب عليه التصدّي، الا ان كان ضعيفا، او كان سخيفا، فاختاروا لقبا، ولا تحتاروا تعبا.

} 3-3-2022

صباح القدس للعين ترى الحقائق، وتميز الكاذب عن الصادق، فهل نصدق مثلا دموع التماسيح، اذا شاهدنا الأميركي يتحدث عن حقوق الإنسان ويصيح، وهل يقنعنا انه حريص على تطبيق القانون، وهو لا يسأل ولا من يحزنون، عندما شن الحرب على العراق، واعترف لاحقا بأنه مارس الكذب والنفاق، وقتل مئات الآلاف، ولم يرف له جفن او يخاف، ويحاضر فينا اليوم بالعفة، ويستخف بعقولنا وبعض العقول تستحق الخفة؟ او هل نصدق من قال إنه يدين روسيا لأنه ضد أي تدخل أجنبي، وقد جعل العدوان السعودي على اليمن أقرب لتكليف النبي؟ وكيف نصدق أن العقوبات على روسيا ليست عنصرية، وقد استثنت مبيعات النفط والغاز وحجم ما فيها من مال، لأن للغرب فيه مصالح حيوية، وعاقبت رياضيين ورجال أعمال، جريمتهم انهم يحملون الجنسية، وان عين الغرب على الأموال، كالقراصنة قبل قرون، ولكن بثوب القانون؟ وهل نصدق ان خلفية الحكومة الأوكرانية سيادية، وهي تنفذ مطلب الغرب، فتضيع فرصة ان تكون حيادية، وتخوض بالنيابة عنه الحرب؟ فالبلاد التي تدمر هي بلادها، بينما كان ممكناً حفظها بحيادها، وهي تعلم انها لن تدخل الأحلاف، لأن صاحب الحلف لا يريد أن يحارب، فلماذا ترفض الحياد ومم تخاف، ولم تركت الحبل على الغارب؟ وكان الجواب على السؤال واضحاً من البداية، لا مجال لضم أوكرانيا الى حلف الاطلسي، لأن الغرب لا يريد حرباً مع الروس، وبعد الحرب ستدخل أوكرانيا الى التاريخ المنسّي، ولم تعد تلك العروس، ولم تجن الا الخراب، لأنها تبعت نعيق الغراب، وهل نصدق ان الأميركي يحترم التصويت والقرارات، او انه معجب بالقوانين، وقبل شهور قليلة، صوّت مع أوكرانيا لحماية النازيين، وتكفي العودة الى سجلات الأمم المتحدة، لرؤية كيفية التصويت، والخلاصة البسيطة ان للحقيقة بوصلة محددة، صادق في احترام القوانين، فقط من يصدق في فلسطين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى