أولى

التعليق السياسي

سورية وحقائق لا تقبل النقاش

كلما حاول أعداء سورية تغيير معادلاتها اصطدموا بحقيقة الفشل التي تصنعها معادلات لم تعد قابلة للتغيير، وكلما حاولوا تجاهلها وتهميشها وتركها تحت الحصار والعقوبات اكتشفوا استحالة التجاهل والتهميش، وخلال السنوات الماضية كان كل رهان على تغيير المعادلات أو التجاهل له ممر واحد هو تركيا، بصفتها الجار الأقوى والعضو في حلف الناتو وصاحب الأطماع التاريخية بسورية وعبرها في المنطقة.

فشلت تركيا في قيادة الحرب على سورية، وكانت معارك حلب فاصلة في رسم هذه النتيجة، وسقطت أهداف الحرب منذ حسم أمر حلب، وبقيت تركيا تناور وتقدم أوراق اعتمادها لأدوار جديدة في قلب خطة التجاهل والتهميش، تقدّم الغطاء باحتلال جزء من سورية للاحتلال الأميركي لجزء آخر ونشوء كانتون انفصالي لتنظيم قسد تحت الرعاية الأميركيّة.

الاستخدام التكتيكي لسورية في الوضع الداخلي التركي بدأ يصبح سلبياً، بينما المضي في الاستثمار على العلاقة التركية مع روسيا وإيران اقتصادياً خصوصاً في استيراد الغاز بالليرة التركية والعملتين الروسية والايرانية، يوفر للرئيس التركي فرصة سياسية داخلية جديدة مشفوعة بتحسين سعر صرف الليرة التركية. وصار الالتزام التركي بصيغة جديدة للتحرك في سورية شرطاً للحصول على هذه الميزات التي تمّ إقرارها في قمة طهران الروسية الايرانية التركية.

وضعت سورية استعادة حقولها النفطية والغازية التي تسيطر عليها ميليشيات قسد لحساب الأميركي أولوية راهنة، وصار على الميليشيا الكردية ان تقرّر خيارها بين قتال الدولة السورية ومواجهة الجيش التركيّ، او تسليم الجيش السوري مواقعها بما فيها حقول النفط والغاز ليتولّى التصدّي لأية عملية عسكرية تركية، يرجّح عدم حدوثها عندما يصبح الجيش السوري مسؤولاً عن الحدود.

سورية لا تُهمَّش ولا يمكن تجاهلها، كما لا تُهزَم ولا يمكن تقسيمها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى