أخيرة

نافذة ضوء

الحريّة والاستقلال في النظرة القوميّة الاجتماعيّة*

A Liberdade e Independencia na visão Nacionalista- Social

يوسف المسمار**

إن المقيّد بالجهل والخرافة والخوف والجبن والتقليد والتسوّل والتقاليد المهترئة لا يستطيع أن يساعد نفسه ويتحرّر، وهو أضعف من ان يساعد غيره على التحرر. فكيف اذاً يمكنه ان ينقذ شعبه من هذه الآفات ويقوده الى تحقيق حياة افضل؟

الحرية هي التحرر من الجهل والخرافة والخوف والجبن والتقليد والتسوّل والتقاليد الرديئة والخروج من ظلمة مفاهيم الخمول الى الحيوية ونور مفاهيم الحضارة التي تجعل الحياة أجمل وتفتح الطريق أمام المجتمع كله نحو أعظم الأهداف والمثل العليا.

إن أعظم مظهر من مظاهر الحرية هي السيادة. والسيادة الحقيقية هي أن تكون الأمة سيّدة على نفسها ووطنها وحياتها ومصيرها، وعندما تصبح الأمة سيدة على نفسها ووطنها يصبح جميع أبنائها أحراراً.

الحرية لا شيء إذا كانت لا تعني سيادة الأمة، ولا يمكن للأمة بدون سيادة أن تكون حرة ومستقلة.

السيادة الحقيقية للمجتمع هي التي تتحقق من خلال الوعي القومي الاجتماعي وتفعيل القوى الروحية والمادية للشعب لتحسين معرفته الإنتاجية للوصول إلى أعلى مستوى ممكن من الإنتاج الروحي والمادي في الحياة.

وهكذا، تظهر قوة الحرية وقيمتها بوضوح في مظهريها الأساسيين من التفكير الهادف أساسية التغذية الروحية المتكاملة المنسجمة مع التغذية المادية، من أجل توليد استقلال روحي وفكري وثقافي وعملي حقيقي.

فالفرق بين الحرية والعبودية هو أن الأحرار هم أبناء الأمة الحرة، والعبيد هم أبناء الأمة المستعبدة. هكذا يمكننا أن نفهم ان الحرية والعبودية ولا يمكن أن يكون لهما أيّ معنى غير ذلك.

إن الحرية التي وضعت أساساتها فلسفة النهضة القومية الاجتماعية لا يمكن أن تقوم بالفوضى والتخاذل وتجاهل عوامل القوة وممارسة المثالب، بل تقوم وتتعزّز باحترام النظام والقيام بالواجب والوفاء بالمسؤوليات وبناء القوة والعمل بالفضائل الإنسانية.

هذه هي الحرية القومية الاجتماعية التي لا يمكن أن تؤخذ او تنهب او تغتصب او تحبس او تمنح او تُتسول التي هي بالتحديد تؤدي الى الاستقلال، وكل استقلال لا يبنى على أساس هذه الحرية استقلال زائف لا قيمة له ولا معنى ولا فائدة.

 

*ترجمة لمقال نشر بالبرتغالية.

**المدير الثقافي للجمعية الثقافية السوريةالبرازيلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى