أخيرة

دبوس

مونديال

الهجوم الإعلامي المنسّق الذي تعرّضت له قطر، وخاصة تلك التي تناولت الخصوصية الأنثروبولوجية التي يتميّز بها القطري في بُعديه العربي والإسلامي، ولم يخرج العقل الغربي عن نسقه أبداً، النفاق وازدواجية المعايير والعنصرية تتدفق في بطريقة تلقائية، فهو لا يبذل مجهوداً في إظهار انحطاطه الأخلاقي وقصوره الاشتمالي…
حينما يمتنع رياضي عربي عن لقاء لاعب “إسرائيلي” تنطلق منظومة الإعلام المزري الغربي بالتنديد بذلك، وتعتبره خلطاً موبوءاً للرياضة بالسياسة، أما حينما يُمنع الفريق الروسي من المشاركة في المونديال بسبب الحرب الروسية الأوكرانية فهذا شيء مقبول ولا غبار عليه! كنت أظن سابقاً انّ القياس بمعيارين للطريقة التي يقيّم فيها الأنجلوساكسوني ذاته وكذلك الآخرين، كنت أظنّ انه يفعل ذلك في نطاق خطة للإطاحة بالآخرين وإظهار ذاته لتحقيق أفضليته على الآخرين، ولكن يبدو انّ ذلك الميل يقبع بطريقة طبيعية في ذاته، وهو منسجم مع ذاته المغلقة المتكدّسة والتي لا ترى أيّ مثال آخر في الوجود إلا المثال الأنجلوساكسوني، وما عدا ذلك هو شر مستطير…
اليوم تتحفنا أورسولا ڤون ديرلاين، رئيسة المفوضية الاوروبية بأنّ الإتحاد الاوروبي كان مقصّراً حينما لم يلتفت الى ملاحظات دول الخليج حول منظومة المُسيّرات التي تمتلكها إيران، والتي تشكل تهديداً للسلم العالمي، ثم اندفعت لتعتبر ذلك هاجساً يستدعي بذل كلّ الجهود لمنع إيران من الاستمرار في امتلاك هذا السلاح الفعّال، ثم أضافت الى ذلك بفجاجة مبهرة، سلاح الصواريخ أيضاً، بل وذهبت أبعد من ذلك، فهي تقترح، وإمعاناً في الحماقة، ان يُصار الى وضع ذلك على جدول أعمال المفاوضات النووية في حال استئنافها!
لم يلفت انتباهها امتلاك الغرب القاتل كلّ أنماط أسلحة الدمار الشامل وتكنولوجيا القتل وكذلك الكيان الغاصب، لم يستجلب هذا التوحّش انتباهها، ما لفت نظرها الأعشى هو امتلاك إيران بعض السلاح الذي قد يشكل الى حدّ ما مقدرة ردعية تستدعي من هذا الغرب المجرم التفكير مرتين قبل الاعتداء عليها.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى