أخيرة

دبوس

 

حاملات المُسيّرات

من أهمّ عناصر الفوز في رياضة الملاكمة بالإضافة الى قوة الضربات وسرعتها، اليد الطويلة Reach، أيّ مقدرة أحد الملاكمين على توجيه اللكمات عن بعد بسبب طول الذراع…
لقد أدركت إيران أهمية أن تكون لنا المقدرة التكتيكية للوصول الى العدو وتوجيه، أو التهديد بتوجيه الضربات عن كثب، ولذلك قامت بإرسال قطع بحرية ليس فقط الى أعالي البحار، بل عميقاً الى مسافات بعيدة، وتكاد تلامس الأفق الحيوي لدولة الهيمنة، فعبرت قناة بنما، ورست بعض هذه السفن في ضيافة ريودي جانيرو على شواطئ البرازيل…
الرسالة هي، انّ المقدرة على إلحاق الأذى بالآخرين عن بعد، من دون ان يتمكّن هؤلاء من الردّ، لم يعُد حكراً على دولة الهيمنة، وانّ البون بيننا وبين هذا العدو في المقدرة على النيل منه بالرغم من المسافات الشاسعة لم يغلق بالتأكيد، ولكن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، لقد خطوناها، والزمن والإرادة كفيلان بإحداث التغيير…
من كان يتصوّر انّ كلّ المقدرة الهائلة على التدمير، والتي كان يتمتع بها العدو «الإسرائيلي» من خلال سلاح طيرانه البالغ التطور، سيُصار، بالصبر وبالدم وبالمثابرة الى خلق موازن له في القدرة على التدمير، بحيث أنه إذا ما اندلعت ايّ مواجهة، فإنّ نصيب العدو من الدمار سيماثل ما نتعرّض له نحن من تدمير، وبذلك تناثرت قدرته على المبادرة، وصار يحسب ألف حساب للعقاب القاتل الذي سيلقاه انْ هو أقدم على المغامرة…
لن أستبعد ان تجوب أعالي البحار في المستقبل القريب حاملات طائرات مُسيّرة إيرانية، ولن أستبعد أيضاً ان تصطفّ في عرض البحر الأبيض المتوسط، وقبالة سواحل فلسطين المحتلة أربعة أو خمسة من هذه الحاملات، على متن كلّ واحدة منها مئات المُسيّرات الانتحارية، تنتظر لحظة الانطلاق.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى