أخيرة

دردشة صباحية

«الخطباء» في كلّ مكان
يكتبها الياس عشّي

احتلّ الخطباء كلّ المنابر، والشاشات الصغيرة، والساحات العامة، والصالونات السياسية، والحلقات الخاصة، حتى فاقت أعدادهم كلّ الخطباء الذين صنعوا مجد الخطابة في العصور الأدبية السالفة، وصاروا على كلّ شفة ولسان بدءاً بالإمام علي بن أبي طالب، مروراً بزياد بن أبيه، والحجّاج بن يوسف الثقفي، وكثيرين غيرهم ممّن تركوا بصماتهم على فنّ الخطابة أسلوباً، ومعانيَ، ووصولاً إلى عقول السامعين وقلوبهم.
خطباء اليوم، وخاصة المالئين الشاشات التلفزيونية، يذكرونني بالطرفة التالية:
دعا أحد ملوك سيام، الدكتور «ڤكتور هيزر»، إلى وليمة، وحان الوقت لإلقاء خطبة احتفاءً بقدومه. وتوقّع الضيف أن ينهض الملك من مكانه، ولكنه ظلّ متربعاً أمام المائدة، بينما اتجه خطيب محترف إلى منصّة الخطابة، وألقى الخطبة كلّها. ولمّا انتهى نهض الطبيب، ليلقي كلمة شكر؛ ولكن الملك منعه بقوله:
لا تتعب نفسك، لقد أعددت لك خطيباً… إننا هنا نعتقد أنّ الخطب العامة، يجب ألا يلقيها إلا خطباء محترفون.
بعد قراءتي لهذه الطرفة، قلت في نفسي: لو تبنينا هذه القاعدة، لحلّ سكون عميق، وارتاح الناس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى