أولى

بين سطور المساعدات الأممية إلى إدلب

اعتاد الأميركيون ومعهم فرنسا وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية، أن ينجحوا في ابتزاز روسيا والصين في ملف المساعدات الإنسانية الأممية المخصصة لمنطقة شمال غرب سورية، سواء باستعمال العنوان الإنساني أو بإقامة نوع من المقايضة بين هذا المسعى وبين المساعدات الأممية الى داخل سورية. والغرب يعرف ماذا يريد من هذه المساعدات، وسورية تعلم، ويعلم حليفاها الروسي والصيني، خصوصاً روسيا، أن هذه المساعدات هي نوع من التمويل الغربي للجماعات المسلحة المسيطرة على منطقة شمال غرب سورية، وهي تقيم فيها دويلتها ومؤسساتها التي تضع يدها على هذه المساعدات، ليس فقط لبناء النفوذ، بل لتمويل نشاطاتها وعسكرها، وهي جماعات مصنفة إرهابية أممياً.
الواضح من الفيتو الروسي والصيني أن هناك تفاهماً بين سورية وروسيا وسائر الحلفاء على تغيير قواعد التعامل مع كل ملف الكانتون القائم شمال غرب سورية، وسواء ذهبت تركيا لترتيب علاقاتها بالناتو، أو فشلت مساعيها مجدداً بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فإن مستقبل شمال غرب سورية، لن يخضع للتقلبات التركية، ومدخل هذا التفاهم إخضاع كل المساعدات التي تمثل تمويلاً مباشراً للجماعات الإرهابية لرقابة الدولة السورية.
بالرغم من عدم صدور أي تعليق تركي، رغم أن الأمر يتصل بمعبر باب الهوى وسواه من المعابر على الحدود التركية السورية، أعلنت الدولة السورية فتح المعبر أمام المساعدات على قاعدة التنسيق مع المؤسسات الحكومية السورية، والتعاون بين الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري.
الدول التي تقف وراء تمويل الجماعات الإرهابية تبدو عاجزة عن خلق ميزان قوى يتيح لها فرض موقفها، خصوصاً في ظل المتغيرات التي فرضتها الحرب في أوكرانيا. وهذا يعني أن سورية ومن خلفها روسيا تمسكان زمام المبادرة. والحلقة المقبلة لن تتأخر ومحورها شمال شرق سورية، حيث على الاحتلال الأميركي أن يستعدّ لمرحلة مختلفة.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى