أخيرة

دبوس

قصة وزارتين

يبدو انّ وزارة خارجية لبنان ووزارة خارجية السلطة الفلسطينية هما في سباق محموم، للفوز بجائزة الوزارة الأكثر فشلاً وإغراقاً في ما لا يهمّ شعوبها وضياعها عن ملامسة الأمور الملحّة، وعيشها في مبعدٍ كلّي عن اهتمامات الشعوب التي تمثلها، الخارجية اللبنانية أسفت لتجدّد الأعمال العسكرية بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم ناغورنو كاراباخ، كما أدانت بشدة هذه الأعمال العسكرية، وكانت هذه الوزارة من أوائل الوزارات في العالم والتي تنطّحت لإدانة روسيا على بدء العملية العسكرية ضدّ أوكرانيا، أما حينما كان مجلس الأمن يناقش التجديد لليونيفيل مع بعض التعديلات الغير مقبولة بالنسبة للبنان، اختفت الوزارة تماماً، وتركت الأمور تتدحرج حيثما تشاء، ثمّ تفاجأت بعد صدور قرار التمديد معدّلاً، وقالت لنا، ليس في الإمكان، أحسن مما كان…!
الأدهى والأمرّ هو الموقف العجيب الغريب، او لنقل، اللاموقف من أصله، إزاء مطالبة الاتحاد الأوروبي للدولة اللبنانية بالقبول باللاجئين السوريين على أراضيها والتوقف عن المطالبة بإعادتهم الى بلادهم، التزمت الصمت المطبق، كأنّ الاتحاد الأوروبي يتحدث عن لاجئي الحرب في السودان!
يقابل ذلك البيانات الشبه شهرية التي تصدرها وزارة المالكي في السلطة الفلسطينية والتي تدعو المجتمع الأنجلوساكسوني الدولي للتدخل في المشكلة الفلسطينية، تخلعنا التصريح ثم تختفي لشهر كامل، كيما تعاود بعد شهر إطلاق التصريح ذاته!
لن استغرب انْ قامت وزارة خارجية لبنان العتيدة غداً بإصدار بيان استنكار لممارسات الدولة الألمانية ضدّ الأقلية الغجرية التي تعيش هناك، حتى تثبت لنا أنها لا تزال موجودة…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى