أخيرة

دبوس

شرّ مطلق

تماماً كمثل اللعبة المزوّدة ببطارية إنرجايزر التي تتحرك قدماً وتظلّ تتحرك مع صوت يقول إنها تستمرّ بالحركة بلا انقطاع ولا تتوقف، ورغم أنها تقع بعد ذلك على الأرض، ولا تستطيع الحركة، إلّا انّ الصوت المنبعث منها يستمرّ بالقول إنها مستمرّة بالحركة بدون توقّف، هذا هو حال بيبي الكذاب، فلقد طفق في الماضي إعلام هذا الكيان والإعلام الغربي القائم على الأكاذيب يروّج لمقولة مضحكة، مفادها أنّ جيشهم القاتل هو أكثر جيوش العالم أخلاقية!
انطلت هذه الكذبة على الكثير من الناس في الغرب، بسبب غياب أيّ سردية أخرى، وبسبب السيطرة المطلقة الصهيونية على وسائط الإعلام المرئية والمسموعة، بعد طوفان الأقصى سقط الكيان على قفاه، ولم يعد قادراً على الحركة، فانكشف أمام العالم بصفته الجيش الذي لا يملك ذرة واحدة من الأخلاق، وهو الجيش الذي يتقن فقط قتل الأطفال والنساء والتدمير العشوائي، ويستمتع بقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، وحينما يجد نفسه وجهاً لوجه مع مقاتلي القسام أو مقاتلي حزب الله فإنه يطلق ساقيه للريح، أو ينهار إلى الأرض ويجهش بالبكاء والعويل…
ورغم انكشاف كلّ هذا بالصوت والصورة، وبالاستعمال المحترف لوسائل التواصل الاجتماعي، إلا انّ بيبي الكذاب يخرج علينا اليوم ليردّد المقولة المزرية بأنّ جيشه هو الأكثر أخلاقاً في العالم!
العالم يتغيّر بسرعة فائقة، والأقنعة تتساقط، والقيمية الغربية تتهاوى، والمسلّمات التي شيّدت في الإعلام على مدى عقود تهشمت وظهر زيفها، وكلّ هذه المثالية وحقوق الإنسان، وحقوق الأطفال، وحقوق المرأة، وحرية التعبير، والديموقراطية والشفافية، كلّ هذا سقط بضربة واحدة، ومعه سقط الجيش الذي لا يُقهر، والجيش الأكثر أخلاقية في العالم، ومظلومية الكيان القاتل،
لقد استفاق العالم ذات صباح قبل ثلاثة أشهر ونيّف على حقائق جديدة وعلى مفاهيم أخرى وعلى غرب بلا قيم وبلا أخلاق وبلا مثل، وعلى كيان بشع جبان قاتل يكاد يبزّ حتى الشيطان في الخروج عن كلّ الأعراف وعن كلّ ما هو خير، تماماً كما أطلق عليه سماحة الإمام السيد موسى الصدر… شرّ مطلق.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى