الوطن

«الحملة الأهلية» اجتمعت في ملتقى «السفير» واستذكرت مناسبات وطنية وقومية وحيّت موقف قيادة «القومي» وإيمانها بمنطق الدولة وحرصها على وأد الفتنة

عقدت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعها الأسبوعي في ملتقى «السفير» مجدّدة الاعتزاز بـ «السفير» التي كانت صوتاً لمن لا صوت له، بحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي المحامي سماح مهدي إلى جانب المنسق العام للحملة معن بشور، وعضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي فيصل درنيقة، ومقرر الحملة د. ناصر حيدر وأعضاء الحملة.
افتتح بشور الاجتماع مشيراً إلى العديد من المناسبات الوطنية والقومية التي نلتقي في إطارها، وأبرزها يوم الأسير الفلسطيني، ودخول ملحمة «طوفان الأقصى» شهرها السابع، وعيد الجلاء في سورية 17/4/1946، وذكرى استشهاد قادة فلسطينيين كبار كخليل الوزير (أبو جهاد) في 16/4/1986، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي في 17/4/2004، وشهداء المقاومة في لبنان ومجزرة قانا، وشهداء العراق بعد احتلال بغداد في 9/4/2003.
وقد أصدر المجتمعون البيان التالي:
1 ـ رأى المجتمعون في عملية «الوعد الصادق» التي نفذها الحرس الثوري الإيراني ضد الكيان الصهيوني رداً على جريمة قصف القنصلية الإيرانية في دمشق واستشهاد عدد من القادة، تطوّراً ملحوظاً في المواجهة مع العدو وإيذاناً بدخولنا مرحلة جديدة في الصراع بات فيها العدو مكشوفاً أمام نار المقاومة من طهران إلى غرة.
وقد أكد المجتمعون أنّ تلك العملية المحدودة التي استهدفت مراكز انطلاق القصف الإجرامي على القنصلية الإيرانية لا تكشف هشاشة دفاعات العدو فقط بل تكشف أيضاً أنّ وجود هذا الكيان قائم أساساً على دعم الدول الاستعمارية التي أقامته عام 1948، وعلى مساندة بعض الأنظمة العربية التي لا تراعي الحدّ الأدنى من التزاماتها العربية والإسلامية والإنسانية والتي نصّت عليها المعاهدات والاتفاقيات ومواثيق المؤسسات العربية والإسلامية الجامعة.
ورأى المجتمعون أنّ أيّ ردّ سيقوم به الصهاينة رداً على الضربة الإيرانية سيكون مكلفاً للغاية لهذا الكيان الصهيوني الهش الذي انكشفت هشاشته في معركة «طوفان الأقصى» المستمرة منذ أكثر من 190 يوماً دون أن يستطيع تحقيق أيّ إنجاز كبير.
ودعا المجتمعون كافة الدول العربية والإسلامية والصديقة إلى إعلان مواقف داعمة، سياسية وميدانية، لقوى ودول المقاومة في مواجهتها مع العدو في هذه المنازلة المؤهّلة لأن تغيّر وجه المنطقة كلها وتكون بداية النهاية للكيان الصهيوني.
2 ـ توقف المجتمعون أمام يوم الأسير الفلسطيني والعربي وحيّوا صمود أسرانا الأبطال وقد انضمّ إليهم بعد «طوفان الأقصى» الآلاف من أبناء فلسطين البررة.
ورأى المجتمعون في تمسك المقاومة الفلسطينية بالإفراج عنهم في أيّ عملية تبادل مع العدو تأكيداً لاعتبار معركتهم جزءاً رئيسياً من المعركة الكبرى التي يخوضها شعب فلسطين وأمتنا وتعبيراً عن الوفاء العظيم لأبطال يمضون عشرات السنين في السجون بسبب وفائهم لوطنهم وأمتهم ومقدساتهم.
3 ـ حيّا المجتمعون الشعب السوري بعيد جلاء المستعمر الفرنسي عن بلاده في 17/4/1946 بعد نضال مرير خاضه هذا الشعب بقواه الوطنية وثواره الأشاوس ضدّ هذا الاستعمار وهو نضال شمل كلّ الأرض السورية من الساحل إلى الداخل، ومن المدن إلى الأرياف .
ورأى المجتمعون أنّ من حقّ الشعب اللبناني وواجبه أن يحتفل أيضاً بهذه المناسبة كونه كان شريكاً لشقيقه الشعب السوري في هذه المواجهة التي استمرت ربع قرن، حيث انضمّ لبنانيون كثر إلى الثورة السورية الكبرى عام 1925، وكان الوفد اللبناني المفاوض في باريس برئاسة المغفور له الراحل حميد فرنجية جنباً إلى جنب مع الوفد السوري المفاوض الذي كان يرأسه المغفور له فارس الخوري ابن الكفير اللبنانية الذي شغل منصب رئاسة المجلس النيابي السوري أربع مرات، ورئاسة مجلس الوزراء السوري أربع مرات أيضاً في تأكيد على وحدة الشعبين التي تسعى اليوم كلّ القوى المتآمرة على للبلدين إلى ضربها بشتى الوسائل والألاعيب وخصوصاً بعد أن شكلت سورية في العقود الماضية قاعدة صلبة للمقاومة اللبنانية والفلسطينية والعربية ضدّ الاستعمار والاحتلال كما شارك أبطال المقاومة اللبنانية في الدفاع عن وحدة سورية وأمنها واستقرارها على امتداد السنوات الماضية.
ورأى المجتمعون أنّ التأكيد على المصير الواحد الذي يربط القطرين الشقيقين، ومعهما فلسطين، والسعي لمواجهة كلّ المحاولات للإيقاع بين الشعبين والبلدين مسألة لا تفرضها الأخوة القومية المشتركة فقط، بل مصلحة البلدين ومستقبلهما وتعاونهما لمواجهة التحديات المشتركة.
4 ـ توقف المجتمعون أمام الذكرى الواحدة والخمسين لميثاق العمل الوحدوي بين مصر والعراق وسورية والذي تمّ إقراره في القاهرة في 17 نيسان عام 1963، والذي تمّ الانقضاض عليه في ظلّ الخلافات التي عصفت بين قادة الدول الثلاثة آنذاك فرأوا أنّ ذلك الميثاق، رغم الإجهاز عليه، يجب أن يبقى بوصلة وهدفا وملهماً لأبناء البلدان الثلاثة وقادتها المخلصين من أجل إحياء الروح الوحدوية ليس على مستوى الأقطار الثلاثة بل على مستوى الأمة كلها، لأنّ الوحدة العربية كوجهة وهدف ونضال، تشكل الطريق الأسلم والأسرع من أجل نهوض عربي وقوة عربية وتنمية عربية .
وشدّد المجتمعون على أنّ الأمة تحتاج اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إلى وحدتها وتكاملها مع دول الإقليم الإسلامي والأفريقي، من أجل أن نحصّن بلداننا في وجه الأعداء ونحمي استقلالنا ونحرر أرضنا ونشكل قوة هامة على المستوى الدولي.
5 ـ توقف المجتمعون أمام الذكرى السابعة والعشرين لحرب «عناقيد الغضب» التي شنها العدو الصهيوني على لبنان ومقاومته عام 1996، والتي توّج بها العدو جرائمه «بمجزرة قانا» التي استهدفت مدنيين لبنانيين احتموا بخيمة الأمم المتحدة في جنوب لبنان ليكتشفوا، كما يكتشف العالم اليوم، أنّ هذا العدو الذي يعود الفضل بوجوده إلى الأمم المتحدة هو الأكثر استهتاراً واستخفافاً وتحدياً للمجتمع الدولي منذ قيامه.
ودعا المجتمعون إلى استلهام دروس ملحمة «عناقيد الغضب» لا سيّما في أجواء ملحمة «طوفان الأقصى»، لكي يعرف العالم كله طبيعة هذا العدو الإجرامية النازية، ولكي يعرف العدو نفسه أنه أمام أمة لا تتراجع مقاومتها أمام كل اعتداءاته.
6 ـ أدانت الحملة الجريمة المتمثلة بالاعتداء على مكتب منفذية زحلة في الحزب السوري القومي الإجتماعي في منطقة جديتا البقاعية. ورأت الحملة في إقدام عصابة عميلة مأجورة على ارتكاب هذه الجناية البشعة استهدافاً لركن من أركان جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة الاحتلال الصهيوني وعملائه، ولا يمكن تصنيف تلك الجريمة إلا استهدافاً للأحزاب والقوى الوطنية والقومية وللسلم الأهلي ووحدة المجتمع.
وأشادت الحملة بموقف قيادة الحزب السوري القومي الإجتماعي المنطلق من الإيمان بمنطق الدولة والحرص على وأد الفتنة في مهدها. ونوّهت الحملة بجهود سعاده محافظ البقاع والأجهزة الأمنية التي أدّت إلى توقيف الجناة، مما حال دون استفحال الفتنة التي أراد المجرمون بثها في لبنان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى