مجهولون يهاجمون قاعدة للاحتلال الأميركي في ريف دير الزور.. واشتباكات بين أهالي قرية «خربة الرز» وإرهابيي تركيا شمال الرقة لافروف: ضرورة القضاء على الإرهاب في إدلب.. ويبحث مع بيدرسن الحوار السوري والإصلاح الدستوري

جدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على ضرورة القضاء على الإرهاب في إدلب وتسوية الأزمة في سورية وبذل الجهود لإعادة الإعمار وعودة المهجرين السوريين إلى بلدهم.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو في روما أمس: «أكدنا التزامنا بالقرار 2254 الخاص بتسوية الأزمة في سورية وشددنا على ضرورة مكافحة الإرهاب ولا سيما في إدلب التي لا تزال جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية تسيطر على أغلب المناطق فيها.. وأصبحت من أولوياتنا مسألة عودة المهجرين وإعادة إعمار المناطق المدمرة جراء الإرهاب».

ويؤكد القرار 2254 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي بالإجماع في كانون الأول عام 2015 أن السوريين هم من يحددون مستقبل بلادهم بأنفسهم دون أي تدخل خارجي وأن التنظيمات الإرهابية خارج أي عملية سياسية.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بحث أمس، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسن، الحوار السوريالسوري بهدف الإصلاح الدستوري.

جاء في بيان وزارة الخارجية الروسية «تم الإعراب عن رأي مشترك حول المساهمة في إقامة حوار مستدام ومثمر بين السوريين دون تدخل خارجي وفرض قيود زمنية لتطوير مثل هذه المقترحات الموحدة حول الإصلاح الدستوري، التي ستتلقى أكبر دعم من طرف الشعب السوري. وتم تبادل آراء حول الأحوال في اللجنة الدستورية بعد إطلاقها ونتائج الجلستين الماضيتين في جنيف. كما نوقشت مسألة إجراء لقاء دولي آخر حول سورية بصيغة أستانا في 10-11 كانون الأول/ديسمبر في نورسلطان.

وتمهيداً لعملية سياسية طال انتظارهاانطلقت أعمال اللجنة الدستورية السورية في جنيف، في الـ 30 من تشرين الأول/أكتوبر، تحت رعاية الأمم المتحدة.

وتتكوّن اللجنة الدستورية من 150 عضواً، مقسمة على نحو 50 عضواً لكل فئة من الفئات المشاركة (الحكومة السورية، المعارضة والمجتمع المدني).

ويتمثل الهدف الرئيسي للجنة، بإعداد إصلاح دستوري في سورية، من أجل إجراء انتخابات في البلاد على أساسه، والشروع في عملية التسوية السياسية في الجمهورية العربية السورية.

وتعتمد هذه اللجنة المسودات الدستورية التي ستعدها لجنة مصغرة مؤلفة من 45 عضواً (15 عضواً من كل مجموعة) بالتصويت عليها وإقرارها بأغلبية الأصوات.

 وكان وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أكد خلال لقائه مع المبعوث الأممي بيدرسن، أنه لا يمكن تحقيق السلام في سورية بالقوة العسكرية.

وأعرب وزير الخارجية الإيطالي عن «تقدير وامتنان الحكومة الإيطالية» لجهود بيدرسن، الذي يزور روما للمشاركة في منتدى «حوارات المتوسط».

وقال إن إيطاليا تدعم «الالتزام الحماسي»، الذي أبداه بيدرسن منذ تعيينه وحتى انطلاق أعمال اللجنة الدستورية السورية في 30 أكتوبر الماضي في جنيف.

وأضاف، أن «إيطاليا تشاطر بيدرسن في أن الهدف في سورية هو السلام المستدام، الذي لا يمكن تحقيقه بالقوة العسكرية»، وفقط «بالجهود الدبلوماسية الكبرى» التزاماً بقرار مجلس الأمن الدولي 2254.

ميدانياً، ذكرت وكالة «سانا» السورية، أن مجهولين هاجموا القاعدة الأميركية غير الشرعية بحقل العمر النفطي بريف دير الزور الشمالي الشرقي.

وأوضحت الوكالة، أن الهجوم جاء تزامناً مع وصول رتل من الشاحنات تحمل معدات عسكرية ولوجستية، مشيرة إلى أن القوات الأميركية ترد على الهجوم بقصف مدفعي وقنابل مضيئة.

في المقابل، نفى مسؤول في «قوات سورية الديمقراطية» متواجد بحقل العمر النفطي وقوع أي هجوم، مؤكداً في تصريحات أن «هناك تدريبات مشتركة بمختلف أنواع الأسلحة بين التحالف و»قسد» داخل الحقل، وفسّر البعض الأصوات الناجمة عن هذه التدريبات المشتركة بأنها هجوم».

وفي أكتوبر الماضي، أعلن ترامب عن سحب القوات الأميركية من منطقة شمال شرق سورية، ما أفسح المجال للعدوان التركي على تلك المنطقة بزعم محاربة وحدات الحماية الكردية، لكنه أكد نية واشنطن إبقاء الحقول النفطية في هذا الجزء من سورية تحت سيطرة قواته المحتلة.

وفي سياق متصل، استشهد أربعة مدنيين وقتل اثنان من مسلحي فصائل تنظيم ارهابي متعاون مع الاحتلال  التركي خلال اشتباك مسلح وقع في إحدى قرى ريف تل أبيض شمالي الرقة.

وأكدت مصادر محلية في ريف الرقة استشهاد أربعة مدنيين من سكان قرية خربة الرز الواقعة على بعد 20 كم شمالي شرقي مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، وذلك إثر نشوب اشتباكات بين سكان القرية من عشيرة البوخميس العربية مع مسلّحي ما يُسمّى «أحرار الشرقية» و»الجبهة الشامية» التابعين للجيش التركي.

وبحسب المصادر فإن: «الاشتباكات نشبت بعد قيام مجموعة تابعة لمسلحي «الجبهة الشامية» بالاعتداء على صاحب بقالية من عشيرة البوخميس في قرية خربة الرز، قبل أن يتطوّر الموقف إلى اشتباك بالأسلحة الرشاشة بالتزامن مع وصول عدد آخر من المسلحين، تابعين لفصيل «أحرار الشرقية» وانخراطهم في الاشتباكات التي أدت لاستشهاد 4 وإصابة آخرين من أهالي القرية برصاص المسلحين، فيما قتل اثنان من العناصر الإرهابية.

يشار إلى أن مناطق سيطرة المجموعات المسلحة «التركمانية» المدعومة من الاحتلال التركي تعيش حالة من الفوضى والفلتان الأمني وعمليات القتل والخطف والسرقة من قبل مسلحي «الفصائل».

زر الذهاب إلى الأعلى