الموسم المقبل مهدَّد والمونديال أبعد!
إبراهيم وزنه
في وقت تتّجه فيه الأنظار إلى روسيا لمتابعة المونديال، وحيث حديث أهل الكرة في بلادنا والعالم مشغول بتفاصيل المباريات والمنتخبات المشاركة في العرس الكروي العالمي، أعلنت غالبية فرقنا المحلية عن بدء استعداداتها لخوض الموسم الجديد. فهنا باشرت فرق بالتدريبات على شاطئ البحر. وهناك تدعيمات للصفوف بالإعارة أو عقود غير واضحة التفاصيل، وفي الواقع ـ كما هو ـ فكثيرة هي الشوائب التي تُحيط بالموسم قبل انطلاقه، ولا نسوق هذا الكلام من باب التشاؤم أو وضع العصي بالدواليب.
بصراحة، ما لمسناه عن قرب وما سمعناه مباشرة من أهل الخبرة أو ما تنامى إلى مسامعنا من أحاديث تدور ضمن أروقة الأندية، يجعلنا قلقين على موسمنا المقبل، والذي نراه منذ اليوم، أعرج منطلقاً على رجل واحدة! نعم على رجل واحدة، فمعظم الأندية تعيش حالة طفر، والمبادرات الفردية إلى تناقص والهروب من ساحات الكرة إلى تزايد، الأصوات تعلو هنا مهدّدة بالرحيل والابتعاد، فيما الصمت في حرم الهروب هروب.
الموازانات المرصودة للموسم وعند غالبية الأندية تراجعت بنسبة 50 في المئة عن الموسم الماضي، الغياب الإداري المتعمّد عند البعض وصل حد القطيعة وصولاً إلى الابتعاد، طموحات بعض اللاعبين جعلتهم يغادرون بحثاً عن احتراف ولو في سريلانكا، والمطالب المادية غير المقدور على تأمينها أعطت الضوء الأخضر لبعض نجومنا لإعادة فتح قنوات اتصالاتهم مع أندية سبق واحترفوا في صفوفها، ولا داعي لذكر الأسماء، واللافت في المشهد الكروي الحزين عدم تسديد رواتب اللاعبين عن الموسم المنصرم، وللأسف وصلنا إلى يوم صار الإعلان فيه عن دفع الرواتب بمثابة إنجاز إداري وعيد للاعبين!
في خضمّ هذه الأجواء السوداوية التي سينطلق فيها الموسم الكروي الجديد في لبنان، من الطبيعي أن نشهد تراجعاً في المستوى الفنّي وتصاعداً في الخلافات التي ستظهر سريعاً وقبل انتهاء مرحلة الذهاب.
بالأمس تألّم صديقي عندما تطابق سعر أحد الأحذية المعروضة في أحد المحال مع راتبه، وبالمقارنة، أؤكد أن لاعبينا سيلعنون اليوم الذي اندفعوا فيه إلى الملاعب، خصوصاً عندما يدركون الحقيقة المرّة، أن رواتبهم أقل من سعر ذلك الحذاء المعروض في واجهات، سنبقى نتابع المونديال من بعيد، فلا تتفاءلوا كثيراً أو تحلموا يوماً بالمشاركة في أي مونديال، حتى لو وصل عدد المشاركين فيه إلى 100 منتخب، سنبقى الأبعد عن العرس الأجمل.