لافروف يعد برد سوري روسي صارم في إدلب.. ودمشق وموسكو تتهمان واشنطن بعرقلة عودة المهجرين
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن روسيا والجيش السوري لن يتركا دون رد تصرفات الإرهابيين في إدلب، وسيتم حسم الوضع دون أي تنازلات للإرهابيين.
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي: «بالطبع، لن نترك مثل هذه الحيل دون رد فعل صارم، لا نحن ولا الجيش السوري»، مشيراً إلى أن «مذكرة سوتشي لا تعطي أي عفو عن الإرهابيين».
وأضاف وزير الخارجية الروسي أن» الشيء الرئيسي هو أنه، ووفقًا لمذكرة سوتشي، تم التوصل إلى اتفاق بشأن الحاجة إلى فصل المعارضة المسلحة عن الإرهابيين من «جبهة النصرة» وينبغي أن تقوم جمهورية تركيا بالدور الرئيسي في هذا الأمر وفقاً للاتفاق الذي أبرم بين الرئيسين الروسي والتركي».
وأشار الوزير الروسي إلى أن موسكو تنطلق من أنه «ينبغي القيام بهذا في أقرب وقت ممكن، لأن الوقت ينفد، وهؤلاء الإرهابيون، بالإضافة إلى ذلك، ينفذون هجمات استفزازية باستمرار، ويهاجمون، ويستهدفون عبر منظومات الصواريخ والطائرات بدون طيار مواقع الجيش السوري، والمناطق السكنية، وعلى قاعدة «حميميم» الجوية الروسية».
جدير بالذكر أنه في أعقاب المحادثات بين الرئيسيين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، في سوتشي يوم 17 أيلول/سبتمبر عام 2018، وقَع وزيرا الدفاع في البلدين، سيرغي شويغو، وخلوصي أكار، مذكرة حول استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب، تفرض على الأطراف إنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول الخط الفاصل بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية بعمق 15 إلى 20 كيلومترًا مع انسحاب المسلحين المتطرفين.
يذكر أن بقايا تنظيم «جبهة النصرة» تتمركز في منطقة إدلب، والتي يوجّه، من خلالها، عناصرها ضربات استفزازية ضد المناطق المجاورة ويهددون قاعدة «حميميم» العسكرية الروسية.
وكان الجيش السوري قد بدأ مؤخراً عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي المتاخم لمحافظة إدلب، تمكّن خلالها من استعادة عدد من البلدات والتلال الاستراتيجية، أهمها مزرعة الراضي والبانة الجنابرة، وتل عثمان، التي مهّدت للسيطرة على كفر نبودة وقلعة المضيق، المنطقتين الاستراتيجيتين.
على صعيد آخر، أكدت الهيئتان التنسيقيتان المشتركتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين أن واشنطن وحلفاءها يهيئون الأرضية لتغذية التنظيمات الإرهابية في سورية ويعرقلون الجهود السورية الروسية لعودة المهجرين وإعادة الحياة السلمية في البلاد.
وبيّنت الهيئتان في بيان مشترك عقب الاجتماع الذي عقد أمس، في مبنى وزارة الإدارة المحلية والبيئة عبر الأقمار الصناعية «فيديو كونفرانس» أنه بفضل الجهود السورية الروسية المشتركة ارتفعت نسبة عودة المهجرين السوريين إلى البلاد خلال الشهر الماضي لكن هذه الجهود تصطدم بعوائق تخلقها أميركا وحلفاؤها في المنطقة من بينها الإجراءات الاقتصادية القسرية التي تمنع وصول الأدوية إلى الشعب السوري والمعدات والآليات التي يمكنها أن تسهل حياته.
وأشار البيان إلى أن الوجود الأميركي غير الشرعي في سورية يعيق إنهاء مشكلة مخيمي الركبان والهول ويفاقم الوضع الإنساني فيهما ويعرقل عودة المهجرين إلى بيوتهم مجدداً التأكيد أن الحل الأمثل لهذه المشكلة ووضع حد لمعاناة المهجرين هو إنهاء الاحتلال وهذا الوجود غير الشرعي للقوات الأميركية التي تدعم المجموعات الإرهابية والسماح للمهجرين بالعودة إلى مدنهم وقراهم.
وذكر البيان أن المهجرين السوريين الذين تمكنوا من الخروج من مخيم الركبان أكدوا أن التنظيمات الإرهابية في المخيم ترتكب تحت الحماية الأميركية الجرائم بحق المدنيين وتمنعهم من مغادرة المخيم عبر ترهيبهم.
وتحتجز واشنطن عبر مجموعات إرهابية تابعة لها تنتشر بمخيم الركبان في منطقة التنف التي تحتلها قوات أميركية وفى مخيم الهول شرق الحسكة عبر ميليشيا مدعومة منها آلاف المهجرين السوريين منذ أكثر من أربع سنوات في ظروف مأساوية تنذر بحدوث كارثة إنسانية في ظل النقص الشديد في متطلبات البقاء على قيد الحياة من مياه وأدوية وطبابة وغيرها.
وأشار البيان إلى أنه بفضل الجهود السورية الروسية المشتركة تم تأمين خروج أكثر من 13500 مواطن من مخيم الركبان بالتوازي مع تأمين الحكومة السورية الظروف المناسبة لعودة طوعية وآمنة لهم وتقديم الاحتياجات الأساسية من طبابة وتعليم وغذاء.
ميدانياً، وسع الجيش السوري نطاق عملياته على خطوط إمداد الجماعات الإرهابية المسلحة، في محور بلدات تل ملح وجبين والجلمة.
وشمل القصف تحصينات «جبهة النصرة» في كفر زيتا والنقير وأرينبة بريفي حماة وإدلب.
وذكرت وكالة «سانا»، أن الإرهابيين تحمّلوا خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد.
وأشارت الوكالة، إلى أن وحدات الجيش السوري، على خطوط القتال، تمكّنت من رصد تحركات مسلحي «جبهة النصرة» و»كتائب العزة» على محور تل ملح وجبين والجلمة شمال مدينة محردة بالريف الشمالي الغربي، وهاجمتهم بالمدفعية والصواريخ، وخلفت في صفوفهم الكثير من القتلى والجرحى، مع تدمير أعداد من الآليات المزوّدة برشاشات.
وهاجم الجيش السوري كذلك، مقار ومنصات إطلاق صواريخ في بلدة كفر زيتا على تخوم ريف إدلب الجنوبي.
وفى ريف إدلب الجنوبي، قصف الجيش السوري بشكل كثيف، تحصينات «جبهة النصرة» في قريتي النقير التابعة لناحية خان شيخون وأرينبة بمنطقة أريحا، ما أسفر عن القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير أسلحة وذخائر لهم.
ودمرت وحدات الجيش العاملة في محور ريف حماة الشمالي أمس، بضربات دقيقة العديد من سيارات الدفع الرباعي والمصفحات والمفخخات التي استخدمتها المجموعات الإرهابية في هجومها على محور تل ملح وكفرهود بريف حماة الشمالي وأوقعت العديد من القتلى في صفوفها.
وفي سياق متصل، وقع اليوم الأحد 9 يونيو/حزيران، تفجير عنيف استهدف دورية تابعة لتنظيم قوات سورية الديمقراطية قسد وأدى لوقوع عناصر الدورية ما بين قتيل وجريح.
وقال مراسل «سبوتنيك» في الرقة، إن مجموعة مجهولة استهدفت بعبوة ناسفة بعد ظهر الأحد، إحدى دوريات تنظيم «قسد» التابع للجيش الأميركي أثناء مرورها بالقرب من السجن المركزي على طريق الرقة الحسكة شمال مدينة الرقة بنحو 15 كم ، ما أدّى الى وقوع عناصر الدورية البالغ عددهم 16 مسلحاً، قتلى ومصابين، وتدمير سيارات الدورية.
وفي الثاني من الشهر الحالي وقع انفجاران عنيفان هزّا مدينة الرقة مساء السبت وأوديا بقيادي بارز في قوات تنظيم قسد المدعوم من الولايات المتحدة الأميركية إضافة إلى 15 مقاتلاً من التنظيم.
وفي التاسع عشر من الشهر الماضي، وقعت ثلاثة انفجارات هزّت مدينة الرقة وأدت إلى سقوط نحو ثلاثين شخصاً بين قتيل ومصاب، حيث استهدف تفجيران دوريتين تابعتين لتنظيم «قسد» وأديا إلى سقوط كامل عناصر الدوريتين قتلى ومصابين، على حين استهدف الانفجار الثالث مجموعة من المدنيين وأدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم، كما سبق هذه التفجيرات الثلاثة بأيام قليلة تفجيران كبيران استهدف أحدهما مقراً للشرطة العسكرية يتبع لميليشيات «قسد» بالقرب من مبنى العيادات الشاملة بينما وقع الانفجار الثاني بالقرب من شركة الكهرباء، وقد أدّى الانفجاران إلى وقوع نحو 35 شخصاً قتلى ومصابين من عناصر ميليشيات «قسد» ومن المدنيين.
وأشار المراسل إلى أن الجهة التي تقف وراء هذه التفجيرات لا تزال مجهولة، إذ لم تتبن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن هذه العمليات، لافتاً إلى أن وجهاء عشائر في الرقة يتهمون قيادات ميليشيات «قسد» نفسها بالوقوف وراء هذه التفجيرات، تنفيذاً لأوامر أميركية بهدف تضخيم وجود خلايا تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي المحظور في روسيا «إعلامياً»، ما يخلق مبررات لإطالة أمد بقاء القوات الأميركية في مناطق شرق الفرات.