حربا لـ«توب نيوز»: الكلام الأميركي والأوروبي يحتاج إلى الجدية والتنسيق
علق المحلل السياسي والعسكري الدكتور سليم حربا على تصريح مسؤول في وزارة الخارجية السورية حول الاتصالات التي تجريها الدول الأوروبية مع دمشق، وحول طلب بعثات من أجهزة استخبارات أوروبية تعاوناً أمنياً مع سورية في مجال مكافحة الإرهاب، فأشار إلى أن «هذه التصريحات ليست مفاجئة، لأن الذي غيّر كل الموازين في كل الميادين هو إنجازات الجيش العربي السوري، وفي مقدّم هذا التغير هو الواقعية الوطنية أي الواقعية الشعبية التي تلتف حول قيادتها وإنجازات الجيش وحقيقة توصيف هذا الإرهاب كما وصفته سورية بأنه شر مستطير يهدد كل المنطقة والعالم»، مضيفاً: «لذلك الآن لسان حال كل هذا العالم يقول إذا قالت سورية صدقوها وعند سورية الخبر اليقين، لأن هذه الوقائع وقدرة الدولة السورية على مواجهة هذا الإرهاب أصالة عن نفسها ونيابة عن العالم،وقد بدأ العالم يتلمس الخطوات ويتعلم أبجدية مواجهة هذا الإرهاب ويفك أسرار هذه المواجهة من الدولة السورية. وبدأت أوروبا بالتلميح وبادرت أميركا إلى التصريح أيضاً بإمكان التعاون مع الدولة السورية، لكن هذا التلميح والتصريح الأوروبي ـ الأميريكي إذا قلنا مجازاً إنه جيد، لكنه يحتاج إلى الجدية والتنسيق على المستوى الأمني، ويبقى قاصراً إذا لم يقر بالتنسيق بكل أشكاله لا سيما التنسيق الدبلوماسي وإعادة فتح السفارات».
وأوضح حربا أن «أول هذه التدابير والأفعال هو التطبيق الجاد لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة لمكافحة الإرهاب والضغط الأميركي والأوروبي على الأدوات الإقليمية التي دعمت الإرهاب بلا حدود ولا قيود، والأمر الأهم أيضاً أن تنتهي الولايات المتحدة من اجترار ما يسمى المعارضة المعتدلة المسلحة وتدريبها وهو ما بحثت عنه لمدة أربع سنوات، ولم ولن تجده. وأن تنتهي من مصطلح إرهاب معتدل وإرهاب متطرف وأن تدرك وتقر وتعترف وهي الآن في بداية الاعتراف بأن هذا الحلف الاستعراضي الأميركي المزعوم مأزوم لأنه لم ولن يهزم هذا الإرهاب».
وأضاف حربا: «أيضاً في إطار هذه التدابير الفعلية التي يجب أن يتخذها العالم الآن إنهاء العقوبات الاقتصادية والسياسية على سورية والإرهاب بكل أشكاله بما فيه الإرهاب الاعلامي على مدى أربع سنوات».
وأشار حربا إلى أن «التصريحات والتلميحات الأوروبية سبقت التصريح الأميركي، لكن هناك سباق بين الولايات المتحدة والدول الاوروبية ولا تريد الولايات المتحدة أن يكون هناك تواصل مع الدولة السورية من أحد من أوروبا والعالم له دور الريادة في التواصل مع الدولة السورية قبل الولايات المتحدة».
وأكد حربا أن «بوصلة الدولة السورية في الحل والعمل السياسي ليست مرتبطة ولا متعلقة بما يصرحه الأميركيون أو الأوروبيون على الإطلاق لأسباب عدة: أولاً خيار مواجهة هذا الإرهاب هو قرار وطني غير قابل للطعن من أحد وغير قابل للتراجع أساساً، ثانياً هو يعبر عن خيار استراتيجي للدولة السورية من البداية».