«كوميرسانت»: الناتو يقترب من الحدود الروسية
جاء في صحيفة «كوميرسانت» الروسية أنّ القائد العام لقوات الناتو في أوروبا، الجنرال فيليب بريدلاف، أعلن عن احتمال نشر قواته المسلحة في شرق أوروبا لترابط هناك بصورة دائمة، وقال: «أعتقد بأنه يجب علينا أن ندرس هذه المسألة ونعرضها على حكومات الدول الأعضاء. بسبب الأوضاع في أوكرانيا، علينا تقويم قدراتنا في الرد السريع، ثمّ تحديد مواقع مرابطة هذه القوات لتكون قادرة على التفاعل السريع مع تطور الأحداث، كالتي شاهدناها في القرم ويمكن أن تواجهنا في منطقة الحدود الشرقية لأوكرانيا».
وكان السكرتير العام للناتو، أندرس فوغ راسموسين، قد صرح لـ«بي بي سي» أن روسيا تتحول من شريك إلى عدو للحلف. أما نائبه آلكسندر فيرشبو فقد صرح لـ«كوميرسانت» بما يلي: «انطلاقاً من الأوضاع غير المستقرة، التي خلقتها روسيا على مقربة من حدود الناتو، بضمها شبه جزيرة القرم وتأجيج الاضطرابات في شرق أوكرانيا، اتخذ الحلف الاجراءات اللازمة». وبحسب قوله تضمّ هذه الاجراءات تكثيف الطلعات الجوية لمراقبة الحدود ومراقبة المجال الجوي لبولندا ورومانيا بواسطة طائرات «أواكس» وكذلك إرسال وحدات عسكرية إضافية إلى عدد من المناطق ومن ضمنها البحر الأسود.
وأضاف: «هذه الاجراءات تتفق تماماً مع التزاماتنا الدولية واتفاقياتنا مع روسيا». إن نشر قوات للحلف في بلدان شرق أوروبا لترابط بصورة دائمة فيها، يتعارض تماماً مع «الوثيقة التأسيسية لعلاقات روسيا الناتو الموقعة عام 1997 التي جاء فيها: «يؤكد الناتو على أنه في الظروف الأمنية الحالية والمستقبلية المنظورة، سينفذ واجباته الدفاعية من دون نشر قوات مسلحة إضافية».
من جانبه صرح نائب رئيس لجنة مجلس الدوما لشؤون الدفاع، سيرغي جيغاروف للصحيفة، ان روسيا ردّاً على هذه الاجراءات، ستنشر منظومات «توبول ـ إم» الصاروخية في مقاطعة كالينينغراد، وتعيد منظومات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، المركّبة على عربات السكك الحديدية. وأضاف: «إن إجراءات الناتو لا تساعد في تخفيف التوتر، لأننا ندرك جيداً أن نشر عناصر منظومة الدرع الصاروخية في بولندا موجّه إلى روسيا. إن تقدم الناتو نحو الشرق موجّه ضدنا. بعد هذا لا يمكن الحديث عن تعاون عسكري مع الناتو».
أما مصدر في وزارة الدفاع الروسية فعلق على إجراءات الناتو بالقول: «إن نشر قوات للمرابطة الدائمة في شرق أوروبا تحتاج إلى مخصصات مالية كبيرة، ونحن نعتقد أن ميزانية الحلف لن توفرها».