عشرات القتلى والجرحى عشية الهدنة في صنعاء

لا يزال الحصار المفروض من جانب العدوان السعودي على اليمن يمنع وصول الوقود اللازم لحياة السكان اليمنيين، إذ أكدت منظمة «هيومن رايتس واتش» الحقوقية أن ذلك يعتبر انتهاكاً لقوانين الحرب، فاليمن حالياً بحاجة ماسة إلى الوقود من أجل تشغيل مولدات الطاقة في المستشفيات التي تواجه عدداً كبيراً من الجرحى جراء العدوان، وكذلك لضخ الماء إلى السكان المدنيين.

أفادت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أمس، بأن القصف الذي نفذته مقاتلات التحالف على قاعدة صواريخ في صنعاء، أسفر عن مقتل 90 شخصاً وإصابة 300 آخرين على الأقل. ونقلت «سبأ» التي يسيطر عليها الحوثيون، هذا العدد عن مسؤول محلي في صنعاء.

وفي حال تأكيد هذا الرقم، فإن هذا العدد سيكون أكبر خسارة بشرية في هجوم واحد منذ بدء التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية قصف المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في مختلف أنحاء اليمن.

وجددت مقاتلات التحالف غاراتها بشكل مكثف على مواقع متفرقة بالعاصمة اليمنية عشية الهدنة الإنسانية الموقتة التي بدأت رسمياً مساء أمس.

وقال سكان محليون إن غارات التحالف تركزت على جبل نقم شرق صنعاء وعدد من المواقع المحيطة بالعاصمة، مؤكدين سماع دوي انفجارات تهز أرجاء صنعاء.

يذكر أن طيران التحالف شن أول من أمس، ما لا يقل عن 25 غارة، استهدفت أحد مخازن الأسلحة التابعة للحوثيين، بجبل نقم، شرق العاصمة صنعاء، ما أسفر عن انفجارات عنيفة.

هيومن رايتس

وفي سياق متصل، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالمنظمة أن 13,4 مليون شخص يفتقرون إلى سبل الوصول إلى ماء الشرب الآمن، حتى قبل بدء العدوان، وقد أعلن انعدام الأمن الغذائي في 40 في المئة من البلاد، كما يقدر البرنامج العالمي للغذاء أن 12 مليوناً من السكان هم الآن في حالة انعدام للأمن الغذائي، بزيادة قدرها 13 في المئة.

مساعدات إنسانية

من جهة أخرى، أعلن وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي، أمس، أنه أعطى تصريحات لأكثر من 30 سفينة وهي جاهزة للانطلاق من معظم الدول وتحمل مواد غذائية ومشتقات نفطية.

وأضاف عز الدين الأصبحي أن سفناً تجارية ستصل إلى موانئ الحديدة وعدن والمكلا والمخاء، مؤكداً أنه قد تم التصريح لعشر سفن تحمل مشتقات نفطية دخلت منها سفينتان الحديدة والبقية في طريقها إلى مختلف المحافظات.

وأشار وزير حقوق الإنسان إلى أنه سيقدم معونات مالية سريعة والبدء في خطة النقل بالتنسيق والترتيب مع دول التحالف.

وقد رصدت اللجنة العليا للإغاثة مبلغاً وقدره 30 مليون دولار لترتيب أوضاع العالقين اليمنيين في مصر والأردن والهند وجيبوتي ودول عدة أخرى وذلك من أجل إعادتهم إلى اليمن.

وكانت جماعة أنصار الله وحلفاؤها قد أبدوا موافقتهم على الهدنة، محذرين في الوقت نفسه من أنهم سيردون بقوة على أي خرق.

يذكر أن هذه الهدنة التي تخوض أول اختباراتها اليوم تتماشى مع مبادرة طرحتها روسيا بهذا الشأن أمام مجلس الأمن الدولي في الرابع من نيسان الماضي، إذ دعت موسكو الأطراف اليمنية والشركاء الإقليميين والدوليين إلى توفير ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى اليمن.

وقالت وزارة الخارجية الروسية الجمعة الماضي: «على رغم المحاولات التي يبديها المجتمع الدولي لإيقاف العمليات العسكرية الشاملة في الجمهورية اليمنية، تستمر المواجهة العسكرية المستعرة في البلاد، ونؤكد في هذه الظروف الموقف الروسي الداعي إلى إيقاف إطلاق النار وإيقاف إراقة الدماء ومعاناة اليمنيين المسالمين بأسرع ما يمكن».

المبعوث الأممي

إلى ذلك وصل إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى اليمن، الثلاثاء 12 أيار، إلى مطار صنعاء.

وسيلتقي المبعوث الأممي عدداً من القيادات الحوثية والمسؤولين في صنعاء لبحث تثبيت الهدنة الإنسانية التي تبدأ الثلاثاء عند الساعة 11 ليلاً، إضافة إلى الاطلاع على الوضع الإنساني والبحث عن حل للأزمة اليمنية.

وتأتي زيارة الدبلوماسي الجديد في ظل تسارع وتيرة الأحداث الميدانية في اليمن الذي تواصل فيه طائرات التحالف قصف مواقع للحوثيين على رغم قرب انطلاق الهدنة التي تم التوصل إليها من أجل إيصال المساعدات الإنسانية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى