فتح علي: لم نلمس تحركاً جدّياً تجاه الجريمة
في الذكرى السنوية الثانية والثلاثين لخطف الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة، عقدت السفارة الإيرانية مؤتمراً صحافياً قبل ظهر أمس في مقرّ السفارة في بئر حسن في بيروت، في حضور وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ عميد الخارجية حسّان صقر وعضو الكتلة القومية النائب د. مروان فارس، وزير الشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي ممثلاً الرئيس السابق ميشال سليمان، السفير غازي عبدالساتر ممثلاً وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، النائبين: عاصم قانصوه، والوليد سكرية، رمزي دسوم ممثلاً رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون، وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية والهيئات الاجتماعية اللبنانية والفصائل الفلسطينية وأركان السفارة وعوائل المخطوفين.
فتح علي
وألقى السفير الإيراني محمد فتح علي كلمة قال فيها: «أرحب بكم في دارة سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي افتقدت منذ اثنين وثلاثين عاماً رموزاً لها كانوا رسل محبة وصداقة وأخوة للشعب اللبناني بحيث امتدت يد الغدر الآثمة لتغيبهم قسراً عن أداء رسالتهم الإنسانية والديبلوماسية في توثيق العلاقات الأخوية بين إيران ولبنان، ولا سيما في ظرف خطير واستثنائي آنذاك فرضه الاجتياح الصهيوني للبنان، وصولاً حتى عاصمته بيروت قتلاً وتدميراً للحياة والإنسان، فواسى ديبلوماسيونا إخوتهم اللبنانيين والفلسطينيين مشاركينهم صمودهم والمعاناة مقدمين ما أمكن من دعم ومساعدة ليكونوا فعلاً نعم الناصر في الملمات». وأضاف: «كما تعلمون فإنّ جريمة خطف الديبلوماسيين الإيرانيين في لبنان عام 1982 هي جريمة كبرى ارتكبت خلافاً لكلّ الأعراف الديبلوماسية لا سيما معاهدة فيينا التي أعطت الحصانة للديبلوماسيين وكامل الحماية والتسهيلات القانونية في أداء مهماتهم وواجباتهم، وهي جريمة في حقّ المجتمع الدولي لأنها ارتكبت خلافاً لكلّ المواثيق والعهود الدولية وهي انتهاك فاضح لحقوق الإنسان، وعلى رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على هذه الجريمة، فإننا لم نلمس لدى المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان تحركاً جدياً تجاه هذه المسألة».
وأكد فتح علي أنّ «قضية الديبلوماسيين الإيرانيين الذين خطفوا في الأراضي اللبنانية وسلموا إلى الكيان الصهيوني الغاصب ستبقى قضية حية لأنها قضية حقّ وحرية ضدّ عدو الأمة الأوحد الذي يشنّ حالياً عدواناً همجياً على أهلنا في فلسطين، إلا أنّ المقاومة أثبتت مجدداً جدارتها وصمودها وتضحياتها وعزمها على مواصلة طريق الجهاد والدفاع عن شعبها الفلسطيني وأنها أيضاً لا تخشى المواجهة الشاملة، فالمقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة هذا العدو ووضع حدّ لجرائمه المستمرة في حق أبناء الشعب الفلسطيني المجاهد». وتابع: «إننا إذ نستنكر هذا العدوان، نؤكد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية دعمنا الدائم للقضية الفلسطينية ومقاومتها الباسلة حتى تحرير كلّ فلسطين من البحر إلى النهر».
ممثل وزير الخارجية
ثم ألقى ممثل وزير الخارجية السفير عبدالساتر كلمة قال فيها: «باسم وزارة الخارجية والمغتربين أعبر عن كامل التعاون مع أسر هؤلاء المخطوفين، وإنّ وزارة الخارجية والمغتربين في آخر مسعى لها، مع مجلس الأمن والجهات الدولية وبرسالة نصّها وزير الخارجية في حينه عدنان منصور، يطلب إدراج هذا الملف في دائرة ما تنطبق عليه العلاقات الدولية في فترة الاحتلال وإنّ وزارة الخارجية والمغتربين ستتواصل مع بقية الجهات الرسمية في لبنان والجهات الدولية المعنية بهذا الأمر لمتابعة هذا الملفّ، لأنّه يهمّ جميع اللبنانيين، وهو ملفّ إنساني بالدرجة الأولى ووطني بالدرجة الثانية».
فارس
وألقى النائب فارس كلمة قال فيها: «يشرفني اليوم أن أخاطبكم باسم لجنة حقوق الإنسان في البرلمان اللبناني، في خصوص الديبلوماسيين الإيرانيين منذ أكثر من 3 عقود، وإنّ هذه الحركة التي تمّت في لبنان بخطف الديبلوماسيين وغيرهم هي وصمة عار في جبين لبنان، كما أنّ العلاقات بين الدولتين منذ انتصار الثورة في إيران تستحق أن نتساءل لماذا خطف الديبلوماسيون الإيرانيون ومن هي الجهة الخاطفة، لكي يصار إلى حلّ هذه الأزمة التي تعانيها الدولتان الإيرانية واللبنانية وأهالي المخطوفين». وأضاف: «إنّ الدولة اللبنانية حمّلت العدو الصهيوني الذي تسلم هؤلاء المخطوفين على الساحة اللبنانية من بعض الأطراف المتعاملين معه، وإنّ الحقيقة هي الطريق الموصلة إلى الحرية ولا حرية لأي طرف ولأي دولة خارج الحرية والحقيقة، والدولة اللبنانية مطالبة بإظهار هذه الحقيقة، الدولة اللبنانية مجتمعة، مجلس وزراء ونواباً، كلنا معنيون بإظهار الحقيقة».
وأكد فارس «أنّ لجنة حقوق الإنسان ستتابع هذه المسألة مع السفير الإيراني، حتى لا تبقى هذه القضية مخفية عن الأنظار عقوداً».
وختم مؤكداً باسم الأحزاب والقوى الوطنية «الوقوف إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأنها كانت ولا تزال مع لبنان والقضية الفلسطينية هي جوهر القضايا».
عوائل المخطوفين
وفي الختام، ألقى رائد الموسوي كلمة عوائل المخطوفين جاء فيها: «قرابة ثلاثة عقود مرت على خطف والدي السيد محسن موسوي القائم بأعمال السفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حينه وزملائه السادة: أحمد متوسليان وتقي وستكار مقدم وكاظم أخوان، ولئن كانت هذه الفترة وهذه السنين قد لعبت دورها في تعريض عوائل هؤلاء الديبلوماسيين لأقسى أنواع المحنة والبعاد وطول الفراق، إلا أنها أدت دوراً كبيراً أيضاً في الكشف عن ملابسات هذا الملف وحلقاته المفقودة قسراً». وأضاف: «نحن على يقين منذ أعوام ونزداد يقيناً كلّ يوم بأنّ هؤلاء الرهائن المخطوفين من أبناء الشعب الإيراني، هم أحياء وعلى قيد الحياة، ويشهد على ذلك كلّ الأسرى المحررين الذين عادوا إلى أحضان أهلهم وذويهم ووطنهم بعد أعوام من الأسر في سجون الكيان الصهيوني». وتابع: «إنّ واقع التكتم على مصير أبنائنا واحبائنا والامتناع حتى الآن عن نشر أي معلومات موثقة تثبت استشهادهم، فيما تتوالى الوثائق والشهادات من شهود عيان عن وجودهم في السجون «الإسرائيلية»، إنما هو خير دليل على أنّ أحباءنا ما زالوا على قيد الحياة، وإننا نتمنى على لبنان حكومة وشعباً وعلى كل الخيرين مساعدتنا في الكشف عن مصير الديبلوماسيين الإيرانيين المخطوفين الذين طال انتظارنا لهم ووضع حدّ لمعاناة أهلهم وذويهم وأبناء بلدهم».